حلم فى منتصف الليل(6)
حلم فى منتصف الليل(6)
بقلم/ محمد ريحان
في شقة الأمين سامي، كانت إذاعة البرنامج العام الصادرة من راديو عتيق ماركة تليمصر والموجود أعلى رف خشبى فى حجرة الحاجة سميحة والدة سامى —تعلن عن موعد نشرة أخبار الساعة الحادية عشر صباحا
وثمة شعور طاغ بالقلق والإضطراب انتاب زوجته من تأخره كل هذه المدة عنهم وعدم عودته من العمل حتى هذا الوقت ،طافت من فرط قلقها بكافة أرجاء البيت ذهابا وإيابا تقف تارة على الشباك المطل على الشارع العمومى تنظر لعله يكون قادما ، وتارة أخرى تفتح باب الشقة وتنظر من خلال بير السلم أمام الشقة إلى أسفل حيث مدخل البيت الموجود فى إحدى حوارى منطقة الكيت كات خلف مسجد خالد بن الوليد —لعله يكون صاعدا إليهم ،ولكن لم تجد شيئا فزدادت حيرة وقلقا ،ودخلت الشقة غاضبة وهى تصيح وتتحدث إلى نفسها بصوت عال سمعته حماتها والدة سامى((اخس عليك يا سامى بقى كده …تقلقنا عليك طب اتصل طمنا وقول انا هتأخر شوية …..طب بس لما أشوفك يا أبو معاذ …
نادت عليها حماتها وهى تجلس على سريرها فى غرفتها((يا عزيزة …يا بت يا عزيزة …انتى يا بت ….ما تردى انتى اترشيتى ….عاملة نفسك مش سامعة !!!!))
انتبهت بعد برهة عزيزة لنداء حماتها عليها من داخل غرفتها((نعم يا أمى ….معلش مسمعتكيش …سامحينى ..أحضر لكى الفطار ولا تستنى معانا لما يجى سامى بالسلامة ونفطر سوا.))
((هو الواد سامى لسه ما جاش لغاية دلوقتى …يا ترى اتأخر ليه …على العموم عذره معاه …ربنا يرجعه هو وإللى زيه بالسلامة ….يمكن لسه عنده شغل ))
((طب كان اتصل يا حماتى بالتليفون وقال هتأخر شوية بدل القلق والحيرة إلا إحنا فيها دلوقتى …عل العموم أنا هبعت الواد معاذ يجيب كرت شحن وهتصل بيه دلوقتى….عشان ببعت له كلمنى شكرا ومبيردش
حاولت عزيزة بعدأن شحنت تليفونها بكارت الشحن الذى أحضره لها ابنها معاذ- ان تتصل بزوجها امين الشرطة سامى ولكنها تجد تليفونه مغلق حاولت كثيرا ولكن دون جدوى فما كان منها إلا أن ألقت التليفون على كرسى الأنتريه الموجود فى ركن من الصالة بعد ان شعرت بيأس شديد وانتابها قلق عميق ،وأخيرا قررت أن تتصل بزملاء وأصدقاء الزوج فى العمل لتستفسر عن سر تأخره لكن!!!!!لم تجد أيا منهم على تليفونها ،وبينما هى كذلك تقتلها الحيرة وتعصف بها الظنون والوساوس وإذا بجرس الشقة يرن فجأة وتتوالى على بابها الخشبى دقات سريعة متتالية.