قصيدة “أريدُ إعترافُكَ هذا الصباحُ، فأقبِلُ”
“أريدُ إعترافُكَ هذا الصباحُ، فأقبِلُ”
بقلم/ د.نادية حلمى
ما عساكَ صباحَ اليومُ لى قائِلٌ؟
وأىُ شئٍ يا تُرى لم تقُل؟
لم أعثُرْ سِوى على سطرٍ وحِيدٍ مِنكَ فِى مللْْ
وكأنكَ تُريدُ إعتِرافاً فِى حضرةِ الحرفِ والكلمْ مُحتملْ
كانَ أصدقَ ما كتبتُه فوقَ خطٍ لى فِى أحدِ أوقاتِ فراغِكْ فِى العملْ
قد كُنتَ واقِعاً تحتَ ضغطٍ وإِنشِغالٍ، دُون حتى أنْ تُجاوِبُنِى السُؤالْ
أريدُ إِقراراً مِنكْ بِالورقة والقلمْ، مِنْ أجلِ معرفةِ الحقيقة بِدُونَ إِنعِزالٍ وخذلْ
كما أُريدُ أنٌ تُراجِعْ ما كتبتْ، بعد أن يجِفُ عرقِكْ على مهلْ
خبرتُ شِعُوركْ، فأدركتُ أنكَ تُريدُ ما لا تُجيدْ فتسترسِلُ فِى جَدلْ
كما تُجيدُ ما لا تُرِيدُ فِى إِنتقاءٍ مُبتذلْ
لِذا إِرتأيتُ، بِأنْ تستهلَ بِما قد تُريدُ أو تُجيدْ فِى إِيجازٍ مُفصلٍ
فكُلُ موجِزٍ هو بِالقولِ المُحددِ، غايتهُ التقرُبَ والوصلْ
أبدأ كلامكَ معِى بِخُطوطٍ عريضة لِمعرفةِ تفاصيلِ الحِكاية بِلا إطراءٍ أو غزلْ
أبتعِد عن نبرة تعالٍ أوٍ إِختِيالْ أو عطاءٍ جزِلْ
لّوِنْ الصفحاتْ بِألوانٍ دقيقة، لِأفهم المضمُونَ بِشكلٍ مُختزلْ
لا تترُكْ فراغاً يُبطئُ كشفَ مدارككْ، فلا تُستغلْ
فقدْ تُصابُ بِغيرِ حُسنِ فِهمْ مِن آخرينَ، فتشعرُ بِإِنخِذالٍ وفشلْ
لا ترتعِشْ خائِفاً، ولا تُهملُ سردَ القضيِة فِى إِفتِعالٍ مُنتحلْ
أُريدُ توصيفاً لِملامِحْ سِطُوركْ بِلا إجتِزاءٍ مُنفصِلْ
واليوم أشعُرُ، وكأنكَ على غيرِ عادتكْ تُخفِى عنِى أمراً أو حادِثْ جللْ
وأنا خبرتُ معدنكْ بِتفحُصِكْ وعِشرتِك سنينَ طُوالٍ، وطُموحكَ مُتأصِلٌ
فعلِمتُ أحوالَ عنكَ مِنْ خِلالِ الإِتِصالِ بِك أعواماً تُكبلُ
كم كُنتَ دوماً تُحاوِلُ الإخفاءَ، ولِشُئونِكَ تُستأصِلُ
لعلُكَ تُودُ أنْ تقُولَ لى شئٌ خطيرٌ مُقتضبْ وعلى عجلْ
والنفسُ تشعُرْ بِأنّ وراءِ شأنُكَ، إِبهامٌ أو غِمُوضٍ مِنْ الغيرِ مُتخاذِلٌ
وكأنّ داخِلُكَ شئٌ عميقٌ ينزوِى، يبغى يقُولُ، فيشتعِلْ
فأنطِقْ بِما لديكَ واضِحاً دُونَ إِرتِجالٍ أو خيالٍ يُنتشلْ
فأنظُرْ وأكتُبْ بِغيرِ تردُدٍ، وإقتضِبْ، ولا بحديثٍ تُسترسَلُ
فتُشتتُ البالَ بِسردٍ كثيرٍ، وتصيرُ كالتِمثالِ كالظِلٍ مُكبلٌ
فأِبحثْ عنْ وقتِ فراغِ لِلكِتابةِ لِى دونَ إِستِكمالِ ما لديكَ، فتنشغِلْ
لِذا، إنويتُ أن أستمِعُ لكَ بعدَ قليلٍ، لا لِغدٍ مُؤجلٌ
فخُذْ وقتِكْ فِى إِستِمهالٍ، فلا تنامُ وتغفلُ
أطلُبُ مِنكَ أنْ أتدبرُ ما قد ألمّ بٍكْ فِى وِضُوحٍ دُونَ إِشتِباكٍ مُتداخِلٌ
وكُلِى تقديرٍ لكْ وإِجلالٍ مُشتعِلْ
فرُبما ينجلِى الموضُوعُ بِحُسنِ تصرُفِنا معاً فِى إِستِدلالٍ مُعتدِلْ
فتصرفْ كمسئُولٍْ وأقبلْ، ولا لِهمِكَ تستثقِلْ
وأرجُو ألا تهربُ مِنى فِى غِمُوضٍ كعادتُكَ، وترتحِلْ