عامان علي رحيل حريف الفن المصري الفنان الكبير نور الشريف
عامان علي رحيل حريف الفن المصري الفنان الكبير نور الشريف
كتب / أحمد ابراهيــمـ
تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيل الممثل العالمي الفنان ، نور الشريف، الذي رحل عن عالمنا، في 11 أغسطس 2015 .
ورغم مرور عامين على رحيله، إلا أنه لا يزال موجودا بقوة بإبداعه، بروحه، وشخصياته التي جسدها في السينما والتليفزيون والتي لا يزال العالم العربي يشاهدها من خلال رصيده الضخم من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي بدأت عام 1966 بفيلم “قصر الشوق”، واستمرت حتى 2014 حينما قدم أخر أفلامه بتوقيت القاهرة .
هو ابن البلد، “سواق الأوتوبيس” وإبن الحارة المصرية الأصيل، الذي جسد بكيانه في السينما المصرية شخصيات أصبحت أيقونات في الوعي المصري، ليصبح هو شخصيا أحد أيقونات السينما المصرية، ومن منحوها مذاقها المميز والمتفرد عبر المنطقة العربية بأسرها. الفنان الراحل نور الشريف، حريف الفن، والمعلم الذي تتلمذ من مدرسته الكثيرون .
يبدو الفنان نور الشريف متماهيا مع نظرية قوية، في خلق الشخصية، (قنسطنطين ستانسلافسكي 1863-1938 أشهر المسرحيين الروس من مؤسسي المسرح الحديث، والذي تبنى منهجا في التمثيل يعتمد على خلق الشخصية التي يتقمصها الممثل من خلال مفرداتها، وخلفيتها، وتاريخها .
أجاد نور الشريف العثور على مفردات الشخصية التي يمكن أن تتلخص في حركة عصبية باليد، أو التواءة في الشفة السفلى، أو التفاتة تميز دوره. لذلك رأينا الفنان الراحل ينتقل من دور إلى آخر وكأننا نرى تجسدا حقيقيا لشخصيات جديدة نراها للمرة الأولى، يقف وراءها جميعا نور الشريف .
فهو كمال عبد الجواد في أفلام حسن الإمام “قصر الشوق” و”السكرية”، وهو نور في فيلم سعيد مرزوق “زوجتي والكلب”، ويوسف شاهين في فيلم يوسف شاهين “حدوتة مصرية”، وحسن في فيلم عاطف الطيب “سواق الأوتوبيس”، وهو يوسف كمال في فيلم داوود عبد السيد ، البحث عن سيد مرزوق .
يقول الفنان الراحل نور الشريف نقلا عن الناقد الفني أحمد السماحي، لأنني ابن بيئة شعبية، فالإحساس بالتاريخ مسألة لها إيقاع خاص داخلي، وأنا متحيز للأشياء الحميمة في ذاتي، أحيانا أنتزع الحاضر من ذاكرتي وأعود فترات معينة أتحسسها وأتلمسها، أدقق فيها، هذا التاريخ يضج بالإيقاعات التي تظل في داخلك كما لو أنها صراخ، لهذا حلمت وتمنيت أن أجسد شخصية الزعيم الخالد جمال عبدالناصر قبل أن يجسده بروعة صديقي وزميلي أحمد زكي .