قصيدة (أُحَاوِرُ رِسالتَكَ)
قصيدة (أُحَاوِرُ رِسالتَكَ)
للشاعرة/ د.نادية حلمى
أُحَاوِرُ رِسالتُكَ لي طُول الصباحِ مِنْ فرطِ إِشتياقِى لك… أقولُ عَنكَ كلاماً كثيراً يُخفِى حنينِى إِليك
وما مِنْ مُسْمِعٍ يُدرِك نصَ الحِوَار أو يفهم سِرَ الأنين… وما مِن وقتٍ يمُر إِلا أُحاوِل أن أُخفِى دِمُوعِى ضعفاً فِى غيابِك
أكادُ أشم رائحة حِضُورك، مِثل الرَحِيقِ فِى كُلِ شئ… يزكُمُ أنفِى مُتنفِساً، يبغَى لِقاؤك أوِ العِثُورِ عليك
أمضيتُ يومِى لا يشغِل غيرك مكاناً، مِثلَ ريحاً تهُبُ فِى إتجاهِ الشرق… ولِغفلتِى إرتبكتْ، فلا زِلتَ مِحور حياتِى، ولا زِلتُ أهتمُ بِكْ
وأرْتشُفتُ رَشْفةً من فنجانِ قهوتِى، وأنا أُعيدُ إِغلاقَ صفحةً مِنْ كِتابِك… وكأن عَقلِى قد ذابَ إبتِهاجاً بِتلكَ النِجومِ فى سمائِك
فشعرتُ بِك ذاكَ النهار فى مَذَاقِ الفنجانِ إيقاعه ثابِتْ… وأنتَ مِثلهِ فيكَ نكهة لا تُجارَى أو تُقاوم فِى شِعُورك
يُذَكِّرُنِى بمَا قد قالَ جَدِّى من أجلِ أحظى بقُربِك… تَعَلَّمْى كيفَ تجعلينه إختياراً لك، أشغِلِيه فِى فراغِك
فأخترتُك أنتَ من دُونِ البشر، ثُمّ إنزويتُ أحفظُك… وضعتُكَ فِى رُكنٍ مِنْ خيَالِى، تشغلُ فِيه حيزاً على الدوامِ يفتقِدُك
أُحاوِل تذكُرْ كيف صارَ كُلُ شئٍ فِى عُجالة فيهِ طعمٌ مِنْ مذاقِك… ورُغم الوِشاية، قلّبتُ إحساسِى كما القهوة بِملعقةٍ فِيها نكهة تُشبِهُك
وبعد إنتِهائِى مِن قهوتِى، وضعتُ فيها شَيئاً مِنْ بُهَار… أشعلتُ ناراً تَحْتَها أوقدتُها، على أملِ ألا يطُولَ الإنتِظارِ عِندَ بابِك
طفا فوْقَها وَجْهٌ جَمِيلٌ يشبهُك عِندَ المجِئ… وكأنه يَبْعثُ فى مُحَيَّاكَ الوَقارَ مِن أجلِ كسرِ الجِمُود فِى حياتِى والرتابة لِإفتِقادِك
أجِدُكَ تجلِسُ فِى هُدُوءٍ لسْتَ تَدْرِى ما أنتهيتُ إليه… وكأنه سَأَمٍ مع مللٍ يأبى الرحيلَ مُبتعِداً فِى أوقاتِ إنعِزالِك
نسِيتُ نفسِى حينَ رأيتُكَ هذا الصباح تطفو على سطحِ فِنجانِى مُقبِلاً… فمشيتُ نحوكَ كالسُّكارَى أكادُ أقعُ لا أُبالِى كظِلِ سِحرٍ يلتفُ بِى فِى إِستِثنائُك
أكتُم صُدَاعاً لا يُفارِقُ مخدعِى فى بُعادَك… فأضْحَى ألماً فِى كُلِ جسدِى ثُمّ رأسِى فأضلِعى إِشتِهاءاً فِى كُلِ يومٍ لِلقائك