” لبنان ” بلا دواء
نَغمةُ البارود والدّيناميت والألغام والصواريخ والمتفجّرات ليست جديدة على شعب لبنان منذ عقود، ونغمة لبنان بلا كهرباء ولا مازوت هى أيضاً نغمةٌ معهودةٌ منذ سنين، ولكن لبنان أصبح بلا (دواء) من هذا الأسبوع، وسيصبح بلا (خبز) من الأسبوع القادم، إنها ترنيمةُ الصّدمة الجديدة لشعب لبنانالصيدليات أعلنت التوقف القسري من يوم الجمعة الماضي لنفاذ الأدوية، والمخابز قد تعلن الإغلاق بنفاذ المحروقات الأسبوع القادم، ومنظمة اليونيسف تحذّر من انقطاع آخر قطرة ماء للشرب عن 4 ملايين شخص بينهم مليون لاجئماسببُ هذه الّلعنة التي أصابت شعب لبنان منذ خمسة عقود؟الإنسان ينام ويصحو بشكل طبيعى كل يوم، وقد يصحو في عالم آخر إن كان ذلك آخر يومٍ من حياته، إنه القدر المقدّر على كل إنسان من كل شعوب الأرض
سبعينيات لبنان ليست تلك التي تحسب أيامها بالتقويم الهجري أو الميلادي، وعلى أن فلاناً أصبح مراهقاً ثم شاباً ثم رجلاً ثم ينتقل من عجوزٍ إلى كهل قضى من الدهر عمراً عتياً وحان له أن يرتخي على الفراش وعيونه تراقب الباب الذي قد يدخله أي لحظة قابض الروح ملك الموت (عزرائيل)
كانت بيروت باريس العرب يوماً، عروس العواصم العربية، كانت قوة الثقافة للعالم العربي، كان يُحسب لها ألف حساب، لولا أن دولاً كبرى لعبت بها، قسّمتها، مزّقتها، حصّصتها !
من إطّلَع على عريضة (الولاء للوطن) وهى وثيقة أطلقها ضباط متقاعدون مؤخراً من صالة رعية مار إلياس أنطلياس، وتحمل عنوان (سيادة وطن.. كرامة مواطن) يجد أن شريحة مخضرمة من المجتمع اللبناني تدرك أن السياسيين القدماء منهم والجدد لم يتعلموا من أخطاء سابقيهم، بل تمسّكوا بتلك الأخطاء، ورفضوا الإصلاحات إن كانت تتعارض مع مصالحهم الشخصية، فباتوا يقدّسونها تقديسهم لدينهم