ليلى الهمامي تسلط الضوء على الدستور في مفهومه البسيط
الدستور فى مختلف الدول، ليس كتابا مقدسا، قدسية الرسائل السماوية، صالح لكل مكان وزمان. بل الدستور يتغير وفق مقتضيات المجتمعات وتقاليدها وأعرافها، والمتغيرات الشديدة سياسيًا واقتصاديًا، والدليل أن بريطانيا «العظمى» لا يوجد لديها دستور مكتوب، مع أنها تعتبر نفسها قبلة الحريات فى العالم، وتأخذ بالتقاليد العرفية، وسيلة للحكم والإدارة وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم..!!
الغريب، أن هذا الدستور التونسي المثير للجنون هو دستور ملغى أصلا منذ أن مضت سنة على آجال بعث المحكمة الدستورية ولم ترى هذه المحكمة النور أبدا، أي اننا في تونس نعتبر بلدا ليس له دستور منذ أكثر من 6 سنوات. أنا هنا لا أدعو الى الاحتكام إلى الكتيب الورقي الاحمر ولا إلى مراجعته ولا حتى إلى تعديله لانه في تقديري دستور ميت. لكننى أرصد التناقضات الشديدة فى الطرح، وازدواج المعايير فى التناول، واللعب بمشاعر البسطاء، واعتبار أن الدستور مقدس ولولاه لن تكون هناك حياة ولن يكون هناك وطن، مع أن دولا ديمقراطية كثيرة، ليس لديها دستور.