بسم الله الرحمن الرحيم
قيمة العلوم الاجتماعية تعرفها جيدا الأعمال التجارية
زمن القراءة: 4 دقائق
إن مَن أمر اللهُ سبحانه وتعالى الملائكةَ السجود له، حتما له تكريم كبير عند رب العزة رب العالمين. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا….” سورة البقرة34 … هذا هو أبينا آدم عليه السلام ويرث بنو آدم تكريم الله جل وعلا له.. لذلك نرى أن شتى العلوم التي نعرفها في عصرنا قد توافرت لتخدم الإنسان وما يهمه وما يخصه من مفردات حياتية مختلفة، ولا عجب في أن تهتم الأعمال التجارية بالعلوم الاجتماعية التي تدرس الإنسان وما يتعلق به من أدب وإدارة واقتصاد وإعلام وسلوك إنساني واجتماعي.
تذكر ش. ويذرسبون، رئيس قسم السياسات في الأكاديمية الإنجليزية للعلوم الاجتماعية، أنها تتبعت ثمانية من دراسة الحالات في الأعمال التجارية بالمملكة المتحدة، ووجدت أنها تغطي العديد من القطاعات التي تشملها الأعمال التجارية، حيث ناقشت فائدة تعلم العلوم الاجتماعية والمهارات في الوظائف.
وقد أظهر تقريرها أن العلوم الاجتماعية لها تقدير كبير وتستخدم بشكل واسع في الأعمال التجارية: في أدوار القيادة، وفي تشغيل الأعمال بشكل يومي (بما في ذلك المالية، والموارد البشرية…)، من أجل فهم المستهلكين والأسواق واللوائح، وفي التخطيط الاستراتيجي وتحليل المخاطر (بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية)، وحتى في البحوث والتطوير، والذي يشمل عادة العمل المشترك مع مختصي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتضيف إن المحتوى الذي يدرسه ويَعلمه هؤلاء الموظفون المختصون في العلوم الاجتماعية يهم أصحاب العمل، على سبيل المثال، تخبرنا شركة سيسكو أن: هناك فائدة كبيرة لوجود أشخاص لديهم مهارات في العلوم الاجتماعية، مما يتطلب مدخلات من مجموعة من علماء العلوم الاجتماعية المتخصصين في الأعمال، والاتصالات، والاقتصاد، والموارد البشرية، والقانون، والتسويق، والعمليات، والسياسة وذلك لنجعل تقنيتنا تمتثل للمتطلبات المختلفة…
فلكي تكون ناجحًا، تحتاج التكنولوجيا إلى مدخلات من العلوم الاجتماعية… فهم لا يجيدون فقط استخدام البيانات، بل يمكنهم أيضا الاستعلام عن البيانات بذكاء.
ويقول أحد المستشارين في الهندسة أنه بصفته استشاري هندسي، ومع وجود العديد من المشروعات التي تقودها الهندسة، لكن مختصو العلوم الاجتماعية يلعبون دورًا أساسيًا … وذلك للتأكد من أن الحلول قابلة للتطبيق في الأوضاع الواقعية. فهم يقدمون صوت مختلف، وطريقة تفكير مختلفة. حيث يعمل المهندسون على وضع المعايير الفنية، في حين يعمل علماء العلوم الاجتماعية على تحسين العمل عن طريق القرار الأمثل الذي يلبي عدة معايير في وقت واحد”، ذلك سواء كان المشروع عبارة عن شركة قائمة على خدمات الأعمال أو شركة تصنيع أو شركة للطاقة.
وكأمثلة إضافية، غالبًا ما يتم ذكر خريجي الاقتصاد والديموغرافيا والجغرافيا وعلم النفس وعلم الاجتماع فيما يتعلق بفهم التسويق والسلوك في ظروف مختلفة وتأثير الهياكل التنظيمية.
وأخيرا، يساهم كل ذلك في إنشاء سياسات التعليم العالي، لأنه لكي تنجح الأعمال التجارية فهي تحتاج إلى موظفين ذوي مهارات وتخصصات متنوعة، مما يشجع على الجمع بين مهارات العلوم الاجتماعية مع مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ترجمة وكتابة: داليا السيد