قصيدة الأم يقول هشام الجخ في قصيدته “الأم”
قصيدة الأم يقول هشام الجخ في قصيدته “الأم”
الأبيات الآتية
كانت ككُلّ نخيل بلدتِنا تطلّ عليّ مِن أعلى سماء وأنا أجمع لعُبتي سِرّا ..
وأُعيد تشكيل البِناء وقد اصطففنا في طابور الصبح ألهانا الغِناء في الطّابق العلويّ ..
وقفت هيْبة ..
كفنار بحر ترتدي زيّ النِّساء وتُراقِب الطّابور في حزم وصمت بارِعين ..
فتستقيم ظُهورنا يعلو الهُتاف تحيّة العلم المرفرف في الفناء بِإشارة مِنها يقود مُدرِّس الألعاب ذو الصّوْت الجهور الصّفّ نحو فُصولِنا وبِنظرة مِنها يدُقّ العامِل الجرس ابتِداء الحِصّة الأوْلى مِن أيْن يأتي كُلّ هذا الحزم في نظراتها؟
وأنا أراها كلّ ليْل تُطفِئ الأنوار مِن حوْلي وتصنع خيْمة مِن حُبِّها وتحيك دِفء حنانِها فوْقي غِطاء وعلام يخشوْن الأساتِذة الكُبّار وُجودها يُعدِّلون مِن هِندامِهُم..
ويُراقِبون الصّفّ عِند مُرورِها أنا لا أراها مِثلهُم ما زِلت لم أفهم حقيقة كوْنِها أُمّي وناظِرة بِمدرستي
فأنا – كطِفل – لا أُفرِّق بيْن أحداث الصّباح..
وبيْن أحداث المساء لكنّني ما زِلت أذكِر جيِّدا غضبي وضجري كُلّ ليْل حين يغلِبني النُّعاس تهِزُّني ..
وتتّهِمُني أنني دوْما أنام وقد سهيْت عن العشاء وقد سهت هي أنّها ما تزال على يديِها مِن وضوئي ..
آثار ماء بعدما صلّيت يا أُمّي العشاء