بسم الله الرحمن الرحيم
في صلاتك تجارة مع الله سبحانه وتعالى
زمن القراءة: 4 دقائق
من المعروف أن التجارة عبارة عن عملية بيع فيها منفعة وزيادة للتاجر فيما لديه من ثروة، فما بالنا إذا كان من أنشطة هذه التجارة مع الله سبحانه وتعالى… الغني سبحانه مَن عنده خزائن السماوات والأرض، ومَن بيده ملكوت كل شيء!
يقول ربنا تبارك وتعالى:”إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ.” سورة فاطر29
في صلاتك وإقامتها على وقتها وبأركانها وإتقانها تجارة مع الله سبحانه وتعالى. فكلما إلتزمت وأحسنت وأتقنت، سيعطيك الله سبحانه وتعالى أكثر وأكثر… أكثر في الحسنات، أكثر في طيبات العيش في الدنيا، أكثر في طيبات العيش في الآخرة، أكثر في الأخلاق والنفس والعقل والمال والعلم والطمأنينة والعبادات… كلٌ تبعا لما يناسبه من أرزاق، وبطريقة تتوافق مع ما يطلب ويدعو الله سبحانه وتعالى به… والله أكثر.
عن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه، قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى اله عليه وسلم يقول: (ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ.) رواه مسلم….. أنت كإنسان تحتاج أن يغفر الله سبحانه وتعالى لك ذنوبك، لأن غفران الذنوب يحميك من عذاب النار التي لا تتحملها ولا تتحمل لهيبها، كما أن لغفران الذنوب أثر في نقاء القلب والفكر، وفي القَدَر والأحوال التي تصيب الإنسان من أرزاق متنوعة، وفي هدوء النفس وطمأنينتها.
أنت تتاجر مع الله سبحانه وتعالى في حُسن صلاتك وطيب خشوعها لكي تحصل على أكبر الأرباح التي لا خسارة فيها… هذه التجارة وهذه الأرباح لا تفسد ولا تنتهي بل إنها تتضاعف ما استمر الإنسان عليها… فأنت تصلي لله فيعطيك الربح على مستوى الدنيا وعلى مستوى الآخرة، وذلك في استقامة أحوالك وصلاحها في الدنيا، وفي الجنة في الآخرة ورضا الرحمن جل وعلا.
فالصلاة الصحيحة يظهر أثرها على الإنسان بالنفع على الإنسان دوما.. لأن الصلاة منهج حياة شامل، فهي ليست فقط عبادة ترتبط بأوقات معينة، بل هي عبادة تمتد نتائجها إلى أوقات ما بين الصلوات بحيث يطبق الإنسان منهجها النظامي والواعي بين الصلوات، وبالتالي فهي تغطي حياة وعمر ووقت الإنسان كله…. فحافظ على صلاتك.
عندما تصلي أنت تشهد على نفسك أنك على طريق الله سبحانه وتعالى خمس مرات على مدار اليوم في صلاتك، ولهذا أثر كبير في الثقة بالنفس وقوتها. كما أنك تتابع تصرفاتك باستمرار وتُقوِّمها لكي تكون صالحة دوما، ولهذا أثر في المتابعة المستمرة والتحسين المستمر في حياة الإنسان، خاصة مع وجود الناتج الذي لا ينقطع عن الإنسان من الله جل وعلا.
ولأن الله أكبر في نفسك فهو أهم وأكبر في الطاعة والالتزام بأمره، حتى أهم من نفسك إذا أخطأت، فإذا جعلت الله أكبر في نفسك، ستجد أن هذا سيعود عليك لصالحك أنت بشكل كامل.
وعندما تنظم وقتك من أجل صلواتك وتبدأ في صلاتك بقوة الله وتكبير الله، سوف تجعل هذا منهج لباقي حياتك بعد الصلاة في أن تحدد ماذا تريد وفي أي وقت سوف تنفذه، لأن يومك مجدول ومحدد الأوقات بعلامات الصلوات، فيمكنك توزيع أهدافك ومهامك على الوقت الذي تملكه، ثم تعزم وتتوكل على الله بيقين على صراط مستقيم يرضي الله عز وجل.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم
بقلم: داليا السيد