«انكسار إثيوبيا بعد فشل الملء الثاني لسد النهضة».. خبير مصري يوضح
«انكسار إثيوبيا بعد فشل الملء الثاني لسد النهضة».. خبير مصري يوضح
أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر درست جيدا ملفات النيل منذ القدم لأنه لب حياتها، وهي «هبة النيل»، حسب تعبير المؤرخ هيرودوت
واعتبر بيومي، في تصريحات نقلتها قناة «روسيا اليوم» أن «الموقف الإثيوبي هو موقف سياسي وليس موقفا فنيا، وهي تتخذ من القضية ستارا تخفي بها الكثير من مشاكلها الداخلية». وأضاف أن الدارس للنواحي الفنية للنيل الأزرق ولسد إثيوبيا عليه سيكتشف مجموعة من الحقائق، من بينها أن إثيوبيا لا تحتاج لمياه النهر لأن 99،5% من أراضيها غارقة بمياه الأمطار، ولهذا ليس لديها نظام للري أصلا.
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن اعتراضات مصر والسودان تتلخص في أن قرار تعلية السد دون مبرر سيخلق كتلة ضخمة من المياه ذات وزن قد لا تتحمله التربة الطفلية في منطقته، وهناك احتمال كبير أن ينهار فيغرق السودان ويضر مصر.
وقال إنه وفقا للتصميمات فإن المياه تمر فقط من خلال فتحات التوربينات، وفي حالة توقف التوربينات لأي سبب سيتوقف تدفق المياه، ولهذا طلبت مصر إيجاد فتحات إضافية لتمرير المياه في حالة توقف التوربينات لأي سبب، وهو ما رفضته إثيوبيا.
وأوضح أن مصر عرضت أن تقوم ببناء السد مقابل شراء ما ينتجه من كهرباء وربطه بشبكات إفريقيا والدول العربية التي ستصدر إلى أوروبا عن طريق مصر، وهو ما رفضتع إثيوبيا أيضا.
من جانبه، قال خببر المياه الدكتور نادر نور الدين، لقناة «روسيا اليوم» إن إثيوبيا منكسرة حاليا منذ فشل تحقيقها للملء الثاني لسد النهضة وثبوت وجود تصدعات عديدة في الجسم الإسمنتي للسد لم تتحمل التخزين هذا العام للحجم المعلن من إثيوبيا 13.5 مليار وأجبرتها على اختزاله إلى 2,5 مليار فقط حفظا لماء الوجه امام العالم.
وأشار الخبير إلى ما تردد بأن إثيوبيا بنت سدا أكبر من قدرتها كدولة فقيرة نامية على إدارة سد ضخم بسعة سدها، معتبرا أن أديس أبابا تحاول بالتالي «تغطية هذا الفشل المزدوج» في البحث عن حدث تتصوره في صالحها مثل عودة قضية السد إلى الاتحاد الافريقي.
وأضاف أن إثيوبيا تعلم أن غرض مصر من عرض القضية على مجلس الأمن كان التحذير من بؤرة ساخنة يمكن أن تتحول إلى حرب للمياه، ولم تتقدم مصر بمقترح لمجلس الامن للفصل بينها وبين إثيوبيا في حقها المكتسب خلال آلاف السنين في مياه نهر النيل.
وخلص نور الدين إلى أن «ادعاء إثيوبيا أنها حققت نصرا دبلوماسيا على مصر غير صحيح لكنه سلوك معتاد للدبلوماسيات الناشئه قليلة الخبرات، بدليل ما ذكره وزير المياه الإثيوبي أمام مجلس الأمن مدعيا أن بلاده دولة عطشانة تقف وسط النهر وكأن مجلس الأمن قد اجتمع لبحث إنشاء محطة مياه شرب وليس سدا كبيرا لتوليد الكهرباء ليس له شأن بالادعاء بالعطش من دولة تصنف على كونها نافورة المياه في شرق إفريقيا»