رحم الله من صان الأرض والعرض
رحم الله من صان الأرض والعرض
شهداء الوطن هم رمز العطاء، وعنوان المجد والعزة، فبدمائهم الطاهرة تبنى الأوطان، وببطولاتهم الفذة نُفاخر الشعوب والأمم؛ فهم الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه في ميادين العزّة والإباء، وإنّنا في هذا اليوم الأغر نحتفي بذكراهم تخليدا لوفائهم وتقديرا لتضحياتهم.
الشهيد: هو من بذل روحه وحياته دفاعا عن الوطن وأبنائه، وهو من تخلى عن كل متاع الحياة إعلاء لكلمة الحق وحفاظا على كرامة النفس والشعب والوطن، ومن تضحياته تُصاغ معاني الإثار والعزة، وأمام شجاعته ينحني الأبطال الأشاوس، وفي وصف شجاعته تعجز الكلمات والحروف.
وإنّنا نجد في قول الله سبحانه وتعالى :”ولا تحْسبنّ الّذِين قُتِلُوا فِي سبِيلِ الله أمْواتا بلْ أحْياءٌ عِنْد ربِّهِمْ يُرْزقُون (169) فرِحِين بِما آتاهُمُ الله مِنْ فضْلِهِ ويسْتبْشِرُون بِالّذِين لمْ يلْحقُوا بِهِمْ مِنْ خلْفِهِمْ ألّا خوْفٌ عليْهِمْ ولا هُمْ يحْزنُون (170) يسْتبْشِرُون بِنِعْمةٍ مِن الله وفضْلٍ وأنّ الله لا يُضِيعُ أجْر الْمُؤْمِنِين (171) (آل عمران)، ما يؤكد على مكانة الشهيد الرفيعة؛ فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وحياتهم لا تنتهي بالشهادة ما دامت ذكرى تضحياتهم خالدة في ميادين نصرة الحق والدفاع عن الوطن والمقدسات، وقد أتم الله علينا النعمة والفضل عندما أخبرنا بمكانة الشهداء وبيّن لنا حالهم عنده، فقد بّشر بذلك المؤمنين كافة، وأسر الشهداء بشكل خاص، ليعرفوا مكانة شهدائهم الرفيعة ويستبشروا خيرا بما حباهم الله به