بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة: أرحنا بها يا بلال
زمن القراءة: 3 دقائق
كلما أدرك الإنسان نعم الله سبحانه وتعالى التي بين يديه، استقر حاله وهدأت نفسه وكان ذهنه أكثر صفاءا وأفضل تفكيرا ووعيا وسعيا، ومن ثم تزيد جودة حياته فضلا من الله تعالى ومِنَّة. لذلك جعل الله سبحانه وتعالى للمسلم الصلاة فريضة عبادة تُقيم للإنسان أحواله كل يوم وتكون عمادا لدينه ودنياه ليصل بها إلى حياته الأخرى.
يقول ربنا تبارك وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.” البقرة277… فأهل إقامة الصلاة مع الإيمان والعمل الصالح وإيتاء الزكاء هم ممن لا خوف عليهم من أي شيء لأن لديهم طريق المقاومة والدفاع، ولا هم يحزنون لأن معهم طريق السعادة والرضا.
وعن عبدالله بن محمد بن الحنفية قال: انطلقت مع أبي إلى صِهر لنا ممن أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بها يا بلال). رواية في المعجم الكبير.
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُبِّبَ إلي: النساء، والطِّيب، وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصلاة). رواه النسائي (النساء: في طاعة الله سبحانه وتعالى والتبليغ عنه صلى الله عليه وسلم، والطيب: في جمال الحياة ومصافحة الملائكة وحب الله سبحانه وتعالى، وقرة العين: في سرورها وسكونها)
الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يقول عنها لسيدنا بلال رضي الله عنه أرحنا بها، فهي راحة النفس التي يتعاهدها الإنسان خمس مرات في اليوم، لتكون له راحة واطمئنان وقرة عين، ولتكون له دعما وسندا له فيما بين الصلوات في مواقف يومه وأنشطته، فيرتقي بفكره ويُحسن قراره ويضبط كلماته ويتقن أفعاله.
فالصلاة تجدد للإنسان نفسه وعمله وتربطه بخالقه سبحانه وتعالى ليكون خاشعا محبا مهتديا مستقيما قويا. كيف لا، وهو يقف بين يدي ربه خمس مرات في اليوم، فيعرض نفسه على خالقه جل وعلا متجردا عما حمل قبلها من أحوال، فينقيه سبحانه وتعالى منها، ويصفي نفسه، ويهدي فكره وقراره إلى الأفضل وإلى الإستقامة على صراط الله المستقيم.
اللهم إهدنا إلى صراطك المستقيم.
بقلم: داليا السيد
فيس بوك: daliaelsayed18