بسم الله الرحمن الرحيم
في الصلاة: إستقامة الجسد ووضع اليدين
زمن القراءة: 3 دقائق
يقول ربنا تبارك وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.” الأحقاف13
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)…. لذلك فإن إستقامة وضع الجسد جزء من تسوية الصف وإستقامته أيضا التي تنظم أوضاع الصلاة.
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعلم إلا أنه يَنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم). (يَنمي: أي يُرفع إليه) . و(كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى) . رواه مسلم
عندما نستقيم قائمون، ونسوي صفوفنا، يجعلنا هذا في وضع إتزان وشعور سليم بحدود الوجود المادي للفرد، ويُنبهنا إلى حدود عبادتنا وأهمية تركيزنا وخشوعنا فيها، فتنتقل هذه الإستقامة إلى القلب- إن لم تكن بدأت به- مما يعني تأهل إستقامة القلب والجسد معا لله رب العالمين، ومن ثم تستقيم الأقوال والأفعال على صراط الله المستقيم فتكون واعية ولا تحيد عن الحق.
وهكذا في الصلاة، بعد التكبير، تستقم وتضع يدك اليمنى على اليسرى، مما يزود الإنسان بنوع من العقل والإدراك والممارسة والتطبيق لكي يكون وضع أصحاب اليمين غالبا. كما أنها من شهادة الإنسان على نفسه وعلى ما فعل في صلاته، فيتخذها منهجا بعد الصلاة في تحري إستقامته وتحري الخير في داخله، ومن ثم تأهيلا لتلقي كتابه باليمين يوم القيامة لنكون من أصحاب الميمنة.
(جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلاءه وما كان من أذى. حديث صحيح)، ففي اليمين تكريم وهي لكل فعل طيب، أما اليسار فهي للأفعال التي فيها شيء من أذى.. وكأنها تخصصات وأدوار، فالإنسان يحدد لنفسه أدوار أعضاءه أيضا، فيكون واضحا في شئون حياته، ما يجعل الخير فوق الشر لديه، كما يجعل الخير يتحكم في أي نزعة شر ليتنحى كل شر.
فنجد أننا من عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته، تنتج لدينا وسيلة لبرمجة العقل على الإستقامة وعلى رؤية النعم والخير لدينا، فنعترف بها على مستوانا الشخصي والداخلي، ويظهر ذلك ترجمة على أقوالنا وأفعالنا، وتكون لنا أساس صلب نتحرك من خلالها فنبني أفرادا قوية إيجابية لديها حسن ظن بالله سبحانه وتعالى.
اللهم اهدنا لما تحبه وترضاه
بقلم: داليا السيد
فيس بوك: daliaelsayed18