بسم الله الرحمن الرحيم
سكون وطمأنينة الصلاة
زمن القراءة: 4 دقادقائق
يقول ربنا تبارك وتعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.” الرعد28
وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل. فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا. فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة، فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. رواه البخاري.
أن تقول التكبير (الله أكبر)، وتدخل في الصلاة، يعني ذلك أنك قد دخلت في حرمة الله سبحانه وتعالى، وأصبحت تقف بين يديه الكريمة. لذلك فالمصلي عليه أن يستحضر ذلك في قلبه لكي يجده فيه ويستشعره حتى ليخشع من وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويطمئن.
أنت تقف على طهارة متجها لقبلتنا قبلة المسلمين الواحدة نحو المسجد الحرام، تصلي لرب عظيم واحد لا شريك له، وتقرأ وتركع وتسجد له سبحانه وتعالى… صلة بينك وبين خالقك الذي جعلك في الوجود، فتُقيم حق العبادة لله سبحانه وتعالى، وتقيم العلاقة بينك بينه، فتجده سبحانه وتعالى في قلبك وفكرك وفي كلامك وأفعالك، فيهديك ويريك الحق لكي لا تتشتت أو تضل في قرارك أو فكرك أو عملك.
لذلك، في الحديث الشريف جزئية شديدة الأهمية يقع البعض فيها، ومن المهم أن يتعلم الإنسان ويستزيد علما في شئون عباداته ليضمن أنه يؤديها في أحسن صورة، ليتقبلها الرب العظيم سبحانه وتعالى.
فبعد أن تضع يدك اليمنى على اليسرى تهدأ وتطمئن وتستحضر نيتك في عبادة الله، وطاعة الله، وحب الله.. ستجد أنك في عالم آخر موازي، ولديك بُعد جديد لأداءك حق ربك عليك. تصلي ولا تريد أن تنقطع صلاتك لما فيها من عبادة وخير عظيم من الله سبحانه وتعالى، فتطمئن في كل حركة من حركاتك فتوفيها حقها، كما توفي كل حرف من قراءتك حقه لأن الله سبحانه وتعالى يراك ويحتسب صلاتك لك.
تستحضر وضعك الخاشع لله سبحانه وتعالى خوفا وطمعا في رحمته، وطلبا لنظرة الرضا منه سبحانه وتعالى… خشية من جلاله ومن عقابه، وحبا له وتعظيما… إنها تقوى نتجنب بها كل معصية ونتجنب بها غضب الرب جل وعلا، وهي خشوع النفس التي تقر بعبوديتها لخالقها ولمن يدبر أمرها كله الله سبحانه وتعالى، وهي إستقامة على الطريق المستقيم، وسعيا لرضاه صدقا وإخلاصا…. سوف تجد مذاق الإطمئنان بذكر الله في قلبك وتمارسه لأنك تقترب وتقترب.
اللهم إهدنا إلى صراطك المستقيم.
بقلم: داليا السيد
فيس بوك: daliaelsayed18