ليلي الهمامي : أمريكا أشعرت القاهرة بضرورة الابتعاد عن الملف التونسي
حوار – علاء حمدي
تمتلك الدكتورة ليلي الهمامي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن والمرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية بالجمهورية التونسية، رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، تغرد بعيدًا عن تجاذبات الماضى والحاضر، وتنسجم مع مقتضيات الراهن الدولى بما يعنيه من جمع بين الكفاءة المعرفية واستحقاقات الحكم الديمقراطى، حيث ترى هي أن كونها أول امرأة عربية تترشح لرئاسة تونس 2019، انطلاقا من إيمانها بدور المرأة في القيادة، وأحقيتها في خوض غمار تجربة الرئاسة، وبعد حقبة طويلة من النضال والكفاح النسوي و الذي يعد إسهام فى دفع الفكر السياسى فى تونس، وعموم المنطقة العربية إلى الارتقاء إلى مستوى ما تطرحه الثقافة السياسية العالمية الجديدة..
واليوم تطالعنا وتسلط الضوء علي العلاقات المصرية التونسية خلال الفترة الأخيرة ومدي حجم مصر ودور مصر التقليدي في المنطقة العربية وخاصة مدي احتياج الجمهورية التونسية الان الى دعم مصري مباشر على مختلف الواجهات وإلى نص الحوار.
١- ما أهمية دعم السيسى لقيس سعيد؟
دعم السيسي لقيس سعيّد لا يتجاوز المستوى السياسي والرمزي . فالوضع في تونس يحتاج الى دعم مالي حقيقي وايضا في مستوى المديونية التي تواجهها تونس كاستحقاق عاجلل: ورقة ضغط توظفها الجهات الاجنبية. وبالتالي الدعم في مستويات سياسية ورمزية حتى استخباراتية لن تقدم الإضافة لقيس سعيّد.
٢- هل هذا الدعم يمكن أن يسبب مشاكل للرئيس التونسى؟
هو دعم ايضا لا يسبب مشاكل للرئيس التونسي. ومثل هذا الدعم او بعبارة اخرى اعلان خروج سعيّد عن المظلة الآمريكية والفرنسية هو قطيعة بالنظر الى الاطراف الكلاسيكية اللاعبة على المساحة التونسية، اساسا الولايات المتحده الآمريكية وفرنسا. وبالتالي المشاكل ستكون مشاكل في صلة بتونس لكن ايضا كذلك في علاقة بالسيسي خاصة وأن الولايات المتحده الآمريكية كانت قد أشعرت القاهرة بضرورة الابتعاد عن الملف التونسي وتشجيع تونس على العودة إلى المسار الدستوري.
٣- هل عرض الإخوان التونسيون المساعدة على الإخوان فى ليبيا ؟
الاخوان في تونس في علاقة تاريخية مع الاخوان في ليبيا، يعني منذ سقوط نظام القذافي التقارب بين الطرفين افضى الى تشكّل جبهة بين طرابلس وتونس تحت حكم الترويكا وبعد ذلك تحت حكم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الى حدود 25 يوليو هنالك موضوعيّا جبهة موحّدة بين الغرب الليبي وتونس . وبالطبع هذا تحالف استراتيجي ضعف بعد سقوط الاخوان في مصر وايضا بعد 25 يوليو وصعود الرئيس قيس سعيّد الذي أضعف هذه الجبهة. يبقى أنها تبقى دائما تحالف استراتيجي وتحالف هام يمكن أن يعود في حالة فشل سعيّد في انجاز اجندته.
٤- هل علقت تركيا أمالها على جماعة الإخوان فى تونس لمساعدتها فى تحويل تونس إلى مركز للدعم اللوجستي للاخوان فى ليبيا ؟
الاكيد ان تركيا حاولت ان تجعل من تونس منصّة لوجستية لدعم الاخوان في ليبيا، وليس فقط في ليبيا بل هناك طموح تركي نحو الساحل الافريقي. تركيا لا حدود لطموحها في علاقة بالمنطقة: ليبيا تأتي في المقام الاول لكن ايضا تركيا تريد اقتحام المنافسة مع القوى العظمى والإقليمية في الفضاء الافريقي. وبالتالي فإن المراهنة على تونس كانت بالفعل مراهنة استراتيجية من اجل تحويل تونس الى منصّة لإسناد الحضور التركي في ليبيا، إسناد لوجستي في صلة بالجانب الإستخباراتي والعسكري ، لكن ايضا إسناد لوجستي في علاقة مباشرة بالصناعة والمؤسسات التي من المفروض ان تشتغل على مشروع اعادة اعمار ليبيا.
٥- هل هناك الكثير مما يمكن أن تقدمه مصر لتونس من وجهة نظرك ؟
بكل تأكيد حجم مصر ودور مصر التقليدي في المنطقة العربية يدفعنا الى القول بأن تونس الان تحتاج الى دعم مصري مباشر على مختلف الواجهات وان هذا الدعم له وزنه لا في تعويض الجهد التونسي في علاقة بالاقتصاد وتنشيط الاستثمار والعودة الى مستويات معقولة من النمو لكن مصر فعلا غطاء هام لتونس إقليميا من أجل تمرير حقيقي لخيار 25 جويلية. الواقع أن القطع مع الاخوان يحتاج الى دعم شامل وحقيقي في مستوى شراكة ممكنة بين تونس ومصر في صلة بالفضاء الليبي والمساحة الليبية. حيث انه من شأن مصر أن تمكّن تونس وأن تدفع في اتجاه ان يكون لتونس حصصا معقولة على السوق الليبية. وطبعا التحالف بين الشقيقتين هو تحالف يتعلق بالأمن القومي العربي وايضا بوساطات يمكن ان تلعبها مصر لمساعدة تونس في أن تنال الدعم والقروض ايضا المطلوبة في ما يخص استحقاق الازمة الإقتصادية.
٦ – هل تونس بحاجة إلى دعم سياسى وأقتصادى من دول عربية اخرى؟