السيسي في نيويورك الأحد.. و«الاستعلامات» توضّح حصاد زيارته للأمم المتحدة
السيسي في نيويورك الأحد.. و«الاستعلامات» توضّح حصاد زيارته للأمم المتحدة
يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٧٢، وهي الرابعة للرئيس السيسي منذ توليه المسؤولية. ويلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء.
ويرأس السيسي وفد مصر في الشق رفيع المستوى من أعمال الجمعية في تحرك يجسد حرص مصر على التواصل المستمر مع المنظمات الدولية، والحضور على أعلى مستوى في المحافل العالمية والدبلوماسية الجماعية.
وعكست مشاركة الرئيس المنتظمة في الجمعية العامة في دوراتها الثلاث السابقة إدراك أهمية العمل الدولي متعدد الأطراف، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية للتوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية
والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولي.
كما حرصت مصر على المشاركة في مختلف الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ضوء الدور البناء الذي تقوم به في إطار حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي، أخذًا في الاعتبار عضوية مصر الحالية في كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات عن حصاد زيارات الرئيس السيسي للأمم المتحدة في السنوات الثلاث الماضية، إن هذه الزيارات توفر فرصة لمصر لعرض رؤيتها الشاملة لقضايا الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم من أعلى منبر دولي، كما تتضمن عقد عشرات من لقاءات القمة الثنائية والجماعة التي تحقق مصالح مصر وتعزز مكانتها وعلاقاتها الدولية وعملت مصر على تعزيز وتفعيل علاقاتها مع الأمم المتحدة، من خلال إبداء التزامها بدفع جهود المنظمة الدولية في مجال التسوية السلمية للنزاعات، وخاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتضيف: «تؤكد أيضا حرص السياسة الخارجية المصرية على مواصلة دورها الفاعل في إطار حفظ السلم والأمن الدوليين، خاصةً في ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، بالإضافة إلى مشاركتها الفعّالة في عمليات حفظ السلام، وفي كافة الفعاليات الدولية التي تكرس للأمن والسلم الدوليين وتحقق سلام واستقرار شعوب العالم وخلال الثلاث زيارات المتتالية التي قام بها الرئيس السيسي لنيويورك للمشاركة في أعمال اجتماعات الدورات الـ 69، والـ 70، والـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة على التوالي، برزت ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تبناها الرئيس منذ توليه منصبه، في ضوء عمله على ترتيب أوراق الدبلوماسية المصرية فقد حرص الرئيس في كلماته وخطاباته أمام الأمم المتحدة، أو مشاركاته وحضوره في كافة الفعاليات الأممية وعقد عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء الدول ورؤساء الحكومات والكيانات الاقتصادية الدولية على بلورة رؤيته التي تتلخص في الحفاظ على الدولة المصرية واستعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية حديثة، وإيضاح حقيقة المواقف المصرية إزاء مختلف القضايا المهمة على كافة الصُعد، وفى مقدمتها الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب والجهود التي تبذلها الدولة المصرية في هذا الصدد».
وحسب التقرير، شكل ملفا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ودعم الاقتصاد الوطني قاسماً مشتركاً في أجندة السيسي خلال زياراته لنيويورك ومشاركاته المتعددة خلالها، باعتبارهما ركائز أساسية وخيارات استراتيجية في السياسة الخارجية المصرية الحالية، حيث تصدر التحرك المصري في فلك المنظومة الدولية محورين أساسيين وهما الدبلوماسية المصرية في خدمة الاقتصاد المصري، والاقتصاد على رأس الأولويات، حيث احتل الملف الاقتصادي وقضية دعم الاقتصاد المصري وتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية الاهتمام الأكبر من الرئيس خلال زيارات الثلاث السابقة لنيويورك من خلال توظيف تحركات السياسة الخارجية المصرية لخدمة الاقتصاد وعملية التنمية في إطار ما يطلق عليه «دبلوماسية التنمية». وقد حرص الرئيس على عقد لقاءات مكثفة مع رجال أعمال وشركات وكيانات اقتصادية عالمية ومجالس أعمال مشتركة، حيث استعرض خلالها الإجراءات والتشريعات التي تتخذها مصر من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وفي مقدمتها مكافحة الفساد والقضاء على الروتين والبيروقراطية.
ووفق التقرير، فإن أهم لقاءات الرئيس السيسي في نيويورك، كانت لتعريف الدوائر الاقتصادية الأمريكية وخاصة «منتدى الأعمال للتفاهم الدولي» بالمشروعات التنموية الكبرى في مصر، كما استعرض الرئيس أمام غرفة التجارة الأمريكية جهود الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات المباشرة، فضلا عن حوارات أجراها مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى. واستطاع الرئيس خلال كل هذه اللقاءات والاجتماعات أن يعيد مصر إلى موقعها الريادي بالمنطقة، وأن يشرح السياسات المصرية الداخلية الساعية لبلوغ التنمية المنشودة، فضلا عن رؤيتها إزاء الملفات الإقليمية المعقدة، وهو ما لاقى توافقا في الرؤى مع قادة العالم.
وحرص الرئيس السيسي خلال الزيارة على لقاء عدد من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة حينذاك بان كي مون، شملت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ومسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشاري الأمن القومي السابقين، هم هنري كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلا عن ويزلي كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين السياسيين مثل ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصري فاروق الباز.