الاحباط/رؤيه نائب القلوب ماجدطوبيا
الإحباط: هو المرحلة المتقدمة من الفشل المستمر
و الذى يصل بنا لمرحلة الاستسلام والشعور بالعجز والرغبة في الانطواء،
` فهويؤثر بشكل سلبي على سلوكنا كبشر، فهو يعيقنا عن مواصلة الحياة
ويجعلنا مكبلين بالهموم وعاجزين عن الإنجاز.
ونصل الى هذه المرحله حين نتعرض لضغوط اجتماعية أو نفسية او مالية او آلام مرضية لا نستطيع مواجهتها؛ فتؤدي فى نهايتها الى التوتر ثم الاستسلام والشعور بالعجز
وبالتالي إلى الإحباط، فحين تتراكم علينا المشاكل والعقبات ونواجه حواجز نفشل في تخطيها، وحينما
تزداد الأحمال والمسؤوليات علي الاكتاف وتسكن الأحزان القلوب، فهذا يؤدي بنا إلى الشعور بالتعب والاحباط.
وهو يعد من أخطر التحديات التي تواجه الإنسان لأنه يدمر الحياة، ولأن تأثيره المدمر قد يمتد الى حياتنا وعائلاتنا وأعمالنا إذا ما استسلمنا له، فالإحباط يفقدنا الاهتمام بالسعادة والرضا ويؤثر بالسلب على علاقاتنا داخل الأسرة أو بين الأصدقاء والمجتمع ويقودنا الي الانعزال والانطواء والبعد عن الناس ويفقدنا القدرة على التركيز والتفكير السوى ويسبب اضطراب النوم و القلق الدائم وفقد الثقة بالنفس وبمن حولنا، وهذا ناقوس خطر ومبتدأ الاوجاع. لذلك وجب علينا عدم الاستسلام لهذه الحالة.
هنا لابد من مواجهة النفس للخروج من هذه الحالة المدمرة للحياة، لذلك فالشعور بالإحباط مؤشر على أنك بحاجة إلى أن تتخذ خطوة للوراء تستعيد فيها توازنك الجسدي والفكري والروحي
لتوجِّه الحياة مرة اخرى الى مسارها الصحيح.
فالمصاعب تعطيك فرصة رائعة للعصف الذهني فتبدع في كيف تبتكر حلولاً فى مواجهة المصاعب والمشاكل بصورة عملية، فتفكر بشكل أفضل وتخطط كيف تصارع المصاعب وتتغلب عليها دون ان تهرب منها، وان تضع حلولاً تدريجية وزمنيه للانتصار عليها، فتقبل بصبرٍ ان تبقى واقفاً وانت تصارعها بثبات وإن طال الزمان.
الإحباط علامة على أنك بحاجة للراحة، لأن تختلى بنفسك طالباً عوناً ودعماً
وقوةً لمواجهة مصاعب الحياة متكلاً على الله سبحانه وعلى قوته ونعمته ومعونته لك وانت تصارع مصاعبك وتواجه مصائبك.
وهو ايضا فرصة للنجاح ،لأن النجاح يأتي من رحم مجموعة محاولات فاشلة، النجاح يأتي اذا ما تعلمنا واستفدنا من سقطاتنا
وإذا ما جمعنا كل حجرٍ تعثرنا فيه لنقيم منه جداراً قوياً نستند عليه.
أن يترك الإنسان – في وسط هذه الظروف – التفكير في مشاكله ويخرج بعيداً عن دائرة ذاته بأن يحاول إسعاد الآخرين فيجد سعادته الغائبة فى البذل والعطاء ليسعد بسعادة الآخرين، هذا جزء اصيل في الخروج من هذه الحالة.
إذا وثقت بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة، وان “بقاء الحال من المحال”، وأنه كلما أزداد الكرب والضيق قرب الفرج، وان الازمات تصنع من الإنسان شخصاً قوياً قادراً على مواجهة الحياة فما تعيشه من لحظات إحباط لن يدوم.
واذا علمت ان الذهب عندما يدخل الى النار فان نسبة نقائه تزداد، وان النار تستطيع ان تقضى على الشوائب فقط ولكن يبقى الذهب ذهباً حيث لا قوة للنار على المعادن الثمينة.
عندها لاتخف ولاتقلق بل استخدم المصاعب والمشاكل والالام فى تنقية وتشكيل حياتك لتخرج من بعدها وانت اقوى وانقى واطهر واكثر صلابةً ونجاحاً.
ما اسهل السقوط وما اصعب الصعود وما اضيق الباب الذي يؤدى الى الحياة وما أوسع الطريق الذي يقودك الى الهلاك، فأنتبه واستمتع بالصعب وبالمعارك واستخدمها لتقودك لحياة افضل، فقط تمسك دائماً بمصدر القوة لتستطيع ان تتخطي الحواجز، وتحمل الآلام فالعبرة ليست بالحياة السهلة (في الحقيقة لا يوجد حياة سهلة)، بل العبرة هي بالنهاية السعيدة.