حكاية صورة.. سعاة وفراشي محكمة باب الخلق في أربعينات القرن الماضي
كتبت : وفاء البسيونى
مجرد صورة لمجموعة من السعاة وفراشين المحكمة باب الخلق عام 1884، لكنها في الحقيقة تحمل الكثير من المعانى والرقى الذى كان يعيش هؤلاء عليه في هذا الزمن، والذى ربما قد فقدناه اليوم في كثير من الأحيان.تعبر عن مدى النظام والنظافة والرقى الذى تمتع به عمال وسعاة وفراشين محكمة باب الخلق فى أربعينات القرن الماضى.
هي صورة بالفعل لكن حكاية عصر ورقى ومبدأ عاشوا عليه وكان كالنور يضىء لهم حياتهم حتى فى أصغر المواقف فى التقاط صورة تذكارية ظهر فيها النظام والملابس النظيفة المتشابهة،
فبمجرد رؤيتك للصورة دون أن تقراء تعليقها ستفكر على الفور أن من بالصورة مجموعة من القضاة أو الوزراء القدامي، لكن حقيقة الأمر والسر فيه هو النظام الذى حيا عليه أولئك فى جميع أمورهم ليكونوا منبر مميز بعد مرور عشرات السنين.
كل ما تحدثنا عنه كان عن مدى الرقى الذى ظهر بصورة مجموعة من السعاة والفراشين بمحكمة باب الخلق، والتى تعرف أيضا بمحكمة جنوب القاهرة، و تقع بجوار مديرية أمن القاهرة بشارع بورسعيد، ويرجع وجودها إلى عام 1884 مع ظهور المحاكم الأهلية فى مصر، وكان أول رئيس لها هو القاضى إبراهيم فؤاد باشا، وحملت وقتها اسم “محكمة مصر الأهلية” ثم أصبح اسمها “سراى القضاء العالى”،
بعد أن ضمت بين جدرانها محكمة استئناف مصر ومحكمة النقض، ومقر النائب العمومى.
واختارها الملك فؤاد ليحتفل فيها مع القضاة ووزارة الحقانية عام 1933 بالعيد الذهبى لمرور 50 عاما على إنشاء المحاكم الأهلية فى مصر، وتم تجسيد وقائع الاحتفال فى لوحة تشكيلية كانت توجد فى مدخل المحكمة، التى تتميز بأعمدتها وممراتها وزخارفها.