كتبت:وفاءالبسيونى
ارتبط محمد بنجله ارتباطًا كبيرًا، لدرجة أنه حرص على تسميته بنفس اسمه، ولا يسمح لأحد أن يمسه بسوء، حتى لو كانت والدته، فهو ابنه المدلل وقرة عينه ، فقد وهب له حياته وجعل هدفه في الدنيا أن يجعل منه رجلًا يفتخر به.
كانت والدته “هويدا” تعترض على تدليل ابنها بهذا الشكل المفرط، وترى أن تربية زوجها لنجله سوف تخلق منها إنسانا ضعيف الشخصية، لا يستطيع مواجهة المجتمع أو التعامل مع أفراده، بل إنها شخصيا تضررت من سلوك زوجها في تربية نجلهما حيث كان الابن يشتكى لوالده لو حاولت تقويم سلوكه، أو حثه على مذاكرة دروسه وكانت تتلقى من الأب كلمات التوبيخ والإهانة على مرأى ومسمع من الابن مما أصابها بمرض السكر، وجعل حالتها الصحية تتدهور مع الأيام حتى أصبحت تعتمد على حقن الأنسولين علاجا لها.
كانت هويدا فى حيرة من أمرها، بسبب العاطفة الجياشة بين الابن ووالده، مما جعل يدها مغلولة أمام ذلك الابن العنيد الذى تسبب فى كثير من المشاكل والمشاحنات بينها وبين زوجها، فهي لا تستطيع تأديبه لأنه يسرع بالشكوى لوالده الذي ينهال عليها بعبارات التوبيخ والإهانة وأحيانا الضرب.
كان الابن يتعمد إثارة غضب والدته، بعد أن أمن عقابها بسبب حماية والده الدائمة له، ولكنها لم تصبر على عناده وقامت بضربه لتأديبه فانخرط في بكاء مستمر، حتى جاء والده من عمله وفوجئ ببكاء نجله الذي أخبره بقيام والدته بضربه، مما أشعل نار الغضب في صدره تجاه زوجته واحتدم النقاش بينهما على أسلوب تربية ابنهما، وتصاعدت حدة الخلاف بين الزوجين، مما دفع الأب إلى الاعتداء على زوجته وضربها ضربا مبرحا بأحد المقاعد الخشبية وركلا بالأقدام دون مراعاة لظروفها الصحية، مما جعلها تسقط تحت قدميه بدون أن تحرك ساكنا، فأسرع الزوج الى نقلها لمستشفى جرجا العام في محاولة لإسعافها، ليكتشف أنها فارقت الحياة.
تم إلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بسبب قيام المجنى عليها بالتعدي بالضرب على نجله.
حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة، وطلبت تحريات المباحث عن ظروف وملابسات الواقعة وباشرت التحقيق.
كان اللواء محمد شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، قد تلقي إخطارا من المقدم أشرف علاء مأمور قسم شرطة جرجا، يفيد بوصول “هويدا. ص” 36 سنة ربة منزل وتقيم بناحية دائرة قسم جرجا إلى مستشفى جرجا العام “جثة هامدة”، فانتقل علي الفور العقيد أحمد شوقى رئيس فرع البحث للجنوب، والرائد أحمد عبد المطلب رئيس مباحث القسم، بإشراف اللواء محمد زين مدير إدارة البحث، لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعة وضبط المتهم.
بالانتقال والفحص وبسؤال كل من “رفعت. ص” 44 سنة شقيق المجني عليها، ونجل المجني عليها الطفل محمد 12 سنة طالب بالصف الأول الإعدادي، ويقيمان بذات الناحية اتهما محمد 48 سنة عامل زوج المتوفاة ويقيم بذات الناحية بالتعدي عليها بالضرب بمقعد خشبي، وركلها بالقدم مما نتج عنه مصرعها، وأضافا بأن المجني عليها كانت تعاني من مرض السكر وتعالج بحقن الأنسولين الطبي.
تم ضبط المتهم، بمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، لقيام المجني عليها بالتعدي بالضرب على نجله.حرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة وتولت التحقيقات