الجارديان”: العلماء جاهزون للقضاء علي “أوميكرون”
أ ش أ
حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من إعادة فرض القيود في ظل ارتفاع أعداد حالات الإصابة بمتحور فيروس كورونا الجديد “أوميكرون” في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ولفتت الصحيفة إلي أنه علي الرغم من أن التهديد الذي يشكله متحور “أوميكرون” يفوق على الأرجح تهديد المتحورات السابقة، إلا أن الأدوات لتتبع الفيروس ومكافحته قد تطورت أيضًا منذ العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلي أن العالم قد تم تنبيه إلى ظهور متحور “أوميكرون” من قبل علماء بوتسوانا وجنوب إفريقيا الذين قاموا باكتشاف المتحور الجديد في 24 نوفمبر، وتم تحديده كمتحور مثير للقلق من قبل منظمة الصحة العالمية بعد يومين. وكان من الواضح لهم على الفور أن لديهم شيئًا ينذر بالخطر عندما رأوا عددًا كبيرًا من الطفرات في الشريط الوراثي لـ”أوميكرون”.
ونوهت الصحيفة إلي أن أكثر من 20 طفرة تميز “أوميكرون” عن المتحور السابق “دلتا”، الذي كان الأكثر انتشارا منذ صيف عام 2021، حيث أن العديد من هذه الطفرات تغير طريقة تفاعل الفيروس مع جهاز المناعة لدي البشر وتزيد من قابلية انتقال الفيروس.
وأدرك هؤلاء العلماء أن اكتشاف تلك الطفرات يعني أن المتحور الجديد من المحتمل أن يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات كورونا وربما يصيب أيضا الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بكوفيد-19.
ولفتت الصحيفة إلي أن المتحور الجديد ربما يكون قد نشأ بعد أن أصاب الإنسان مجموعة من الحيوانات بالفيروس، مما سمح للفيروس بالتحول في بيئة جديدة غير خاضعة للرقابة، ثم إنتقل مرة أخرى إلي الإنسان. أو على الأرجح، قد يكون أتى من مريض مصاب بكورونا لديه أمراض مزمنة وجهاز مناعة مكبوت، مثل شخص مصاب بفيروس العوز المناعي البشري “الايدز”، على سبيل المثال، أو مريض يخضع لعلاج السرطان، حيث مثل هذه الظروف ستسمح للفيروس بتراكم الطفرات دون أن يواجهه رد فعل مناعي طبيعي، مثل ما حدث عندما انتشر متحور “ألفا” السابق في المملكة المتحدة في عيد الميلاد الماضي، حيث تطور داخل مريض مصاب بأمراض مزمنة.
وأشارت الصحيفة إلي أنه تم تسجيل أول إصابة بـ”أوميكرون” في المملكة المتحدة في 27 نوفمبر، بعد أيام قليلة من اكتشاف المتحور الجديد لأول مرة في إفريقيا. وقامت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بتتبع الشريط الوراثي لكوفيد-19 منذ بداية الوباء.
ونوهت الصحيفة إلي أن اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل لا يقرأ التسلسل الجيني الكامل للفيروس، لذلك يتم تسلسل نسبة من جميع تشخيصات كوفيد-19 بشكل كامل لتحديد الطفرات المقلقة وتحديد المتحورات المثيرة للقلق، مما يسمح بتتبع كيفية انتشار وتطور الفيروس.
ولفتت الصحيفة إلي أن تلك الطريقة كانت فعالة في التعامل مع الوباء، حيث بمجرد اكتشاف المتحور السابق “ألفا” في ديسمبر 2020، أظهرت التحليلات التي قارنت انتشاره بالمتحورات السابقة أنه كان أكثر قابلية للانتقال.
وأفادت الصحيفة أنه كان من الواضح أن القيود المفروضة بالفعل للحد من المتحورات الأخرى لم تكن كافية لوقف انتشار “ألفا”، وأدى هذا الاكتشاف إلى الإغلاق الثالث بالمملكة المتحدة في يناير 2021 وانخفاض كبير في عدد الإصابات اليومية بالفيروس.
وفي مارس 2021، عندما تم اكتشاف المتحور السابق “دلتا” في المملكة المتحدة، كان للمتحور طفرات في شريطه الوراثي اشتبه العلماء في أنه سيجعله أكثر قابلية للانتقال من متحور “ألفا”. وأظهر التحليل الذي أجرته وكالة الأمن الصحي البريطانية أنه على الرغم من أن “دلتا” كان أكثر قابلية للانتقال من “ألفا”، إلا أن اللقاحات كانت تعمل بشكل جيد ضده. ولهذا السبب، غيرت المملكة المتحدة سياسة اللقاحات الخاصة بها، مما أدى إلى تسريع تسليم الجرعات الثانية للبلاد. وبحلول نهاية شهر يونيو، كان “دلتا” الأكثر انتشارا ضمن جميع حالات الإصابة بالفيروس تقريبًا في المملكة المتحدة، وبينما زاد عدد الحالات المصابة بشكل كبير، لم يرتفع عدد الوفيات.
وأدى اكتشاف “أوميكرون” الذي أثبت أنه قادر على التغلب علي المناعة لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتان من اللقاح، إلى تغيير في السياسة البريطانية، حيث استهدفت هذه المرة عملية تسريع تناول جرعة ثالثة معززة من اللقاح.
ويتمثل التحدي الحالي في محاولة تحديد ما إذا كان الانتشار السريع لـ”أوميكرون” يرجع إلى أن المتحور أكثر قابلية للانتقال بشكل عام، أو لأنه قادر على إصابة الأشخاص الذين سبق تطعيمهم أو أصيبوا بالعدوى.
وأضافت الصحيفة إلي أن الباحثون يحاولون أيضًا قياس مدى خطورة عدوى “أوميكرون” مقارنةً بعدوى “دلتا”، لكن هذا سيستغرق وقتًا لأن المصابين بـ”أوميكرون” هذا الأسبوع لن يتم إدخالهم إلى المستشفى لمدة أسبوع آخر أو أكثر. وستمكّن هذه النتائج المملكة المتحدة والدول الأخرى من تحديد حجم وتوقيت الزيادات المفاجئة في المستشفيات، مما يساعد في الاستعداد بشكل أفضل للتصدي لـ”أوميكرون”.
وشددت الصحيفة علي أن الوضع الوبائي أفضل بكثير من 12 أشهر سابقة، حيث تم ابتكار لقاحات تقلل بشكل كبير من شدة العدوي، وفي حين أن عدد الإصابات غير مسبوق ويستمر في الارتفاع، إلا إن الأشخاص المصابين من الملقحين يعانون من أعراض ليست بأشد حتى الآن مما كانت عليه في الموجات السابقة.
ولفتت الصحيفة إلي أن “أوميكرون” تم اكتشافه أسرع بكثير من المتحورات السابقة، مما ساعد في تقييم مخاطره بسرعة بناء على الفهم الجيد لطفرات الفيروس، بالإضافة إلي جمع البيانات وتحليلها، مما يتيح تقديم توقعات في الوقت المناسب وواقعية بشأن تأثير المتحور الجديد علي السياسات.
ونوهت الصحيفة إلي أن الخبراء في المجال الصحي شددوا علي ضرورة الحصول على اللقاحات، وتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة، والحد من الاختلاط والتواصل المباشر مع الأخرين، وإجراء الاختبارات الخاصة بكورونا، والاستمرار في ارتداء الكمامات كإجراءات احترازية للتصدي للعدوي.