وزير الأوقاف: الإسلام قائم على تنمية الذوق والرقي الشخصي والمجتمعي
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن أدب الحياة الخاصة يعني شدة احترام الإنسان لنفسه، وهو أعلى درجات الرقي الإنساني ، فالإسلام دين الفطرة السليمة ، حيث يقول سبحانه:” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ” (الروم: 30) .
وأضاف وزير الأوقاف، في بيان، أنه لا شك أن الإسلام قائم على كل ما ينمي الذوق ، ويرسخ القيم الإنسانية السوية ، ويسهم في تكوين الرقي الشخصي والمجتمعي ، وينشر القيم الحضارية ، ويؤدي إلى تأصيلها وتجذيرها في نفوس الناس جميعًا.
وتابع: ولا شك أن للمرء من حياته ما تعود ، فإذا ما تعود الإنسان على التحضر والرقي فيما بينه وبين نفسه صار ذلك سمة وسجية وطبعًا له فيما بينه وبين الناس ، أما إذا حافظ الإنسان على مظاهر التحضر أمام الناس وخالف ذلك فيما بينه وبين نفسه دخل في باب النفاق النفسي والاجتماعي وما يعرف بانفصام الشخصية ، وربما خانه طبعه وما تعوده من مخالفة الذوق والرقي في خلوته فبدا ظاهرًا جليًّا عفويًّا ، ولو بدون قصد فيما بينه وبين الناس.
وذكر أنه من هنا كان حرص الإسلام على تعليم الإنسان القيم الراقية وتعويده عليها منذ نعومة أظافره سواء فيما بينه وبين نفسه أم فيما بينه وبين الناس ، وهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما يرى صبيًّا تطيش يده في إناء الطعام، فيعلمه ويوجهه بما يهذب ذوقه وطبعه ، فيقول (صلى الله عليه وسلم) ” يَا غُلَامُ ، سَمِّ الله وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ” (متفق عليه) ، سواء أكان ذلك فيما بينه وبين نفسه أم حال مشاركته الناس طعامهم ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): ” أَغْلِقُوا الْبَابَ وَأَوْكِئُوا السِّقَاءَ وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاءَ وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا وَلَا يَحِلُّ وِكَاءً وَلَا يَكْشِفُ آنِيَةً ” (سنن الترمذي).
وأوضح، أن في قوله (صلى الله عليه وسلم): ” وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ ” ما يشير إشارة واضحة إلى ضرورة ترشيد الطاقة ، وقد نهى (صلى الله عليه وسلم) عن الإسراف سرًّا وعلنًا ، خلوًّا أو مجتمعًا ، مما يؤصل في نفس الإنسان ثقافة الترشيد والبعد عن الإسراف والتبذير.
ونجد بعض الناس هاشًّا باشًّا بين الناس بحيث يغبطه من لا يعرف حقيقته ، فإذا ما عاد إلى أهل بيته لبس ثوبًا آخر ، وجلدًا آخر ، وبدا بوجه آخر يتناقض تماما مع ما يعرف به بين الناس من البشاشة وطلاقة الوجه ، بحيث يقف القاعد ويسكت الناطق من أبنائه وأهل بيته خوفًا لا أدبا .
وأكد وزير الأوقاف، أن الإنسـان إذا مـا هذب ما بينـه وبين نفسـه وسيطـر عليها طواعية ، مراقبة لله عز وجل واحتراما لذاته كان أكثر سيطرة عليها وأملك لزمامها بين الناس وفي المناسبات العامة ، إضافة إلى أن هذا النوع من الأدب يعد في أعلى درجات الرقي الإنساني ، لشدة احترام الإنسان لنفسه أولاً ، أما إذا لم يلتزم الإنسان كريم الخصال بينه وبين نفسه فإنه لن يملك زمامها كل الوقت في بينه وبين الناس ، فالطبع يغلب التطبع، وليس الجمال كالتجمل ، مما قد يكشف حقيقته ويعرضه لمواقف محرجة فيما لا يحب أحد أن يحرج فيها .