حرب من نوع خاص.. الجيش الليبي يضرب الجريمة المنظمة
حرب من نوع خاص.. الجيش الليبي يضرب الجريمة المنظمة
تشهد مناطق الجنوب الليبي نشاطا مكثفا للجيش الوطني خلال الفترة الماضية، استهدف تشكيلات خارجة عن القانون وعصابات تورطت في جرائم “خطف وتهريب واتجار بالبشر”، وهي عمليات تأتي في إطار بسط الأمن في هذه الرقعة الجغرافية الحيوية.
وتمكن أحد تشكيلات الجيش من ضبط قافلة كبيرة من السيارات المحملة بكميات من الخمور والتبغ المهرب بمنطقة كالنجا غرب الكفرة
وضمت القافلة أشخاصا ليبيين وآخرين أجانب مسلحين، يمتهنون عمليات التهريب، حيث يأتون بالممنوعات من تشاد لترويجها في ليبيا، وفق بيان للجيش.
كما طارد الجيش إحدى العصابات “التي ذاع صيتها” في الجنوب الشرقي، لامتهانها جرائم الخطف، وطلب الفدية من أهالي المخطوفين.
وقامت العصابة بخطف 4 مواطنين على طريق “الكفرة – بوزريق”، لكن مع تضييق الخناق عليها من الجيش والأجهزة الأمنية، اضطرت إلى إطلاق سراحهم،
وفي مدينة سبها، داهم عناصر إحدى كتائب الجيش أكبر “وكر” لممارسة الأعمال المنافية للآداب في الجنوب، حيث عثر بداخله على 33 فتاة بينهن قاصرات، و21 شابا بالغا، كما يوضح المسؤول الإعلامي بالجيش عقيلة الصابر.
والوكر كان أيضا نقطة لتجمع المهاجرين غير الشرعيين، كما عثر بداخله على مشروبات كحولية أجنبية وخمور محلية الصنع، وفق الصابر، الذي يشير إلى بذل الجيش جهودا كبيرة لضبط الحالة الأمنية بالجنوب.
واصل الجيش الليبي دورياته على الشريط الحدودي جنوبا، وفي المنطقة المعروفة بـ”مثلث السلفادور” الواقع بين “ليبيا والجزائر والنيجر”، الذي يعد أحد أخطر بؤر الجريمة المنظمة في إفريقيا، كما كشفت دراسة صادرة مؤخرا عن المرصد الإقليمي للمبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وحسب الدراسة، يستخدم “مثلث السلفادور” كمنطقة عبور في منطقة الساحل والصحراء بإفريقيا لجهات إجرامية كبيرة تختص في تهريب الأسلحة والمخدرات، وأيضا المهاجرين والوقود.
لكن حدة النشاط الإجرامي تراجعت بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة، كما توضح المصادر، على خلفية الدوريات العسكرية المنتظمة التي تجوب المنطقة، بالإضافة إلى الظهير الصحراوي لمنفذ إيسين مع الجزائر، ومن بوابة تخرخوري إلى بوابة تلمسان، وحتى معبر أناي، كما توضح المصادر.
ويواجه الجنوب خطرا كبيرا في ظل نشاط الجريمة فيه، وقلة الخدمات المتاحة مع ارتفاع أسعارها، إضافة إلى سرقة موارده من الخارجين عن القانون، كما يشير الخبير الاستراتيجي العميد محمد الرجباني.
وتستغل المجموعات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية اتساع مساحة الجنوب، والتضاريس الصعبة فيه، من أجل المناورة والاختباء، الأمر الذي يحتاج إلى توجيه موارد كبيرة من أجل ردعهم ونشر قوات كبيرة لكي يمكن القضاء على كل هذه التهديدات، كما يشير الرجباني.