العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

هم الأخسرون ورب الكعبة

0

هم الأخسرون ورب الكعبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
يريد الله سبحانه وتعالى أن نسلم له حق الإسلام، وتمام ذلك بأن نفقه حقيقة ومعنى أن نأتمر بأوامره وننتهي بنواهيه، فيقول تعالى في سورة النساء ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولي فما أرسلناك عليهم حفيظا” فمن يدّعي حبه للإسلام ولم يأخذ بسنة خير الأنام نبراسا ومنهاجا، فحُجته داحضة، ومنهجه مردود عليه، فكمال دينك وغاية إيمانك بأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن يكون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوتَك ومثَلك الأعلى، فيوافق مظهرك مخبرك، وتكون سببا في الدعوة من دون أن تتفوه بكلمة، واستمع معي إلى هذا الحديث الذي يخلع القلوب خلعا،عن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال “أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة.
فقال “هم الأخسرون ورب الكعبة” قالها ثلاثا، قال أبو ذر فأخذني غم، وجعلت أتنفس وقلت هذا شر حدث في، فقلت من هم فداك أبي وأمي؟ قال “الأكثرون أموالا، إلا من قال في عباد الله هكذا وهكذا، وقليل ما هم” رواه مسلم، أفيسرك أن تكون من الخاسرين يوم القيامة بسبب إمساك المال وعدم إنفاقه؟ ورحم الله من قال يا جامعا مانعا والدهر يرمقه، مقدرا أي باب منه يغلقه، مفكرا كيف تأتيه منيته، أغاديا أو رائحا بل كيف يتركه، جمعت مالا فقل لي هل جمعت، له يا جامع المال أياما تفرقه، المال عندك مخزون لوارثه، ما المال مالك إلا يوم تنفقه، ارفق ببال فتى يغدو على ثقة، إن الذي قسم الأرزاق يرزقه، إن القناعة من يحلل بساحتها، لم يبق في ظلها هم يؤرقه، وقال رجل للحسن “إني أكره الموت “
فقال الحسن ذاك أنك أخرت مالك، ولو قدمته لسرك أن تلحق به” وقد عوتب سهل بن عبد الله المروزي في كثرة الصدقة، فقال‏ “لو أن رجلا أراد أن ينتقل من دار إلى دار أكان يبقي في الأولى شيئا‏” وحكي أن بعض الزهاد وقف على جمع فنادى بأعلى صوته‏ “يا معشر الأغنياء لكم أقول‏ استكثروا من الحسنات فإن ذنوبكم كثيرة‏، ويا معشر الفقراء لكم أقول‏ ” أقلوا من الذنوب فإن حسناتكم قليلة”‏ ورحم الله من قال إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه، أقلُ إذا ضُمت عليك الصفائح، بأية حال يمنع المرء ماله، غدا فغدا والموت غاد ورائح، ثم اعلم أن مالك الحقيقي هو ما قدمته لآخرتك فقد سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما، فقال “أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه.
قال” فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر” رواه البخارى، وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه “إذا مات السخي قالت الأرض والحفظة رب تجاوز عن عبدك في الدنيا بسخائه، وإذا مات البخيل قالت اللهم احجب هذا العبد عن الجنة كما حجب عبادك عما في يديه من الدنيا” وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “يقول ابن آدم ما لي ما لي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت” رواه مسلم، وقال الحسن البصري رحمه الله “من أيقن بالخلف جاد بالعطية” ولكن مشكلتنا أن إيماننا ضعيف، نخشى الفقر إن أنفقنا، مصدقين بذلك وعد الشيطان، والشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، واعلم أنك إن منعت ما عندك منعك الله ما عنده، ثم أين أنا وأنت من إنفاق السلف
قال عروة بن الزبير رضى الله عنه “رأيت السيدة عائشة رضى الله عنها تقسم سبعين ألفا وهي ترقع درعها، وقسمت في يوم مائة وثمانين ألفا بين الناس، فلما أمست قالت يا جارية عليّ فطوري وكانت صائمة يومها، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها جاريتها “أما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟” فقالت “لو ذكرتني لفعلت” وقال الإمام علي بى أبى طالب رضى الله عنه “إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق منها فإنها لا تفني، وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنها لا تبقى”
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد