تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي وجه اليوم كلمة في مؤتمر اتحاد المجالس الشعبية المحلية
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة
- اختيار الدكتورة / سميره سليمان أخصائية صحة نفسية عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار المهندس / سمير أبو السعود عطيه السيد عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن قول الله تعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم )
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء رئيس الحكومة اللبنانية بذكرى إستقلال بلاده
- السفير المصري لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية يقدم أوراق إعتماده
- اختيار الناشطة الإجتماعية / هناء عز الدين علي الشابوري عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار رجل الأعمال / عماد محمود عبد الحسن الحياصات عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء اللاعب محمد صلاح فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
إنه لا بد من استثمار موقف الضعف عند العبد لربطه بالله وحده، فهو سلوة المنكوبين، وملاذ المنكسرين، وهو الذي يملك كشف الضر، وتذكيره بالثواب العظيم لأهل البلاء كما جاء عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما يصيب المسلم من نصب ولا وصبٍ، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ” رواه البخاري، وكم من أناس تبدلت أحوالهم، وتغيرت أمورهم، بسبب فتنة أو محنة ألمت بهم، وتصبيرهم وتثبيتهم حتم وواجب، حتى لا يكونوا ممن تعصف بهم الأزمات والفتن، وتموج بهم رياح الابتلاء والمحن، فقيل بأن السعادة ليست بالأمر الهين، فمن الصعب أن نعثر عليها في دواخلنا، ومن المستحيل أن نعثر عليها في الخارج، وقيل عن السعادة بأنها اللذة.
أو على الأقل أنها تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا باللذة واللذة بدورها يتم تفسيرها باعتبارها غيابا واعيا للألم والإزعاج حيث يحصر الفضيلة بالتأمُل والفلسفة في التفكير، ويصل أخيرا إلى أن الحياة التي تتصف بالسعادة هي الحياة التي تعنى وتتمحور حول النشاط العقلي، أما سبينوزا فيقول في كتابه الأخلاق، بأن السعادة هي الغبطة التي ندركها حينما نتحرر من عبودية الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة، وقيل السعادة هي القدرة على تجربة أوسع نطاق من العواطف والمشاعر بطريقة صحية، والسعادة هي الشعور بالرضا في ظل غياب القلق أو الاضطراب أو تعكر المزاج، وقد قال الإمام الغزالي، إن اللذة والسعادة عند بني آدم، هي معرفة الله عز وجل، ويتبع ذلك بقوله، اعلم أن سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، كل شيء خلق له.
فلذة العين الصور الحسنة، ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة، ولذة القلب خاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى لأن القلب مخلوق لها، ويختلف الناس في تحديد السعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم، فمنهم من يظن أن السعادة الحقيقية تكمن في امتلاك الأموال الطائلة، ومنهم من يتصورها في بيت فخم وسيارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتع بجمال أخاذ، أو في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس، أو في كثرة الأولاد، ويقول الرازي في ذلك إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب، جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات، ويكمل في سياق آخر فيقول إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها، فهي ليست لذات.
بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعا كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل، ويعد الفلاسفة المسلمون السعادة الحقيقية في إشباع لذة العقل والذهن بالمعارف والعلوم، بالإضافة لتقدير ورفع قيمة الأعمال المرتكزة على الجهد الذهني، ويتفق هنا الكندي وابن مسكويه، والفارابي، وابن رشد في كون السعادة الحقيقية تتجلى في طلب علوم الحكمة والفلسفة والعمل بالعلوم المنطقية والنظرية، بهدف الوصول لنتائج وحقائق صادقة، ومن الجدير ذكره أن الفلاسفة المسلمين واليونانيين القدماء قد اتفقوا على كونِ السعادة الحقيقة تتجلى في الإيمان، والعمل السليم البناء، وإعمال العقل والفكر لإكمال إرواء الملذات الدنيوية، وهذه الطريقة الأفضل للارتقاء بالأمم والوصول أخيرا للسعادة.