العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الحياة بين الصادقين والكاذبين بقلم / محمـــد الدكـــروري

0

الحياة بين الصادقين والكاذبين بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله تعالى يبتلي عباده بالنعمة كما يبتليهم بالمصيبة فالصحة نعمة، والعافية نعمة، والقوة نعمة، وسلامة الجوارح نعمة، والمال نعمة، والأولاد نعمة، والجاه نعمة، ونعم الله لا تعد، ومننه لا تحصر، وربما كان الصبر على النعمة أشد من الصبر على المصيبة، والصبر على النعمة بشكر المنعم، والقيام بما أمر، والانتهاء عما عنه زجر، ولكن الناس في غفلة وشغلتهم الدنيا عن الآخرة ونسوا يوم الحساب إلا ما رحم الله من عباده، وإن من الناس إذا قلت له إن نسائك أو بناتك يتبرجن ويفتقدن للحياء والحجاب الشرعي، قال لا أستطيع أن أفرض عليهن أوامر الدين، وإذا قلت له حين تزوج ابنتك تطلب مهرا غاليا، وتنفق نفقات باهظة؟ وتكلف زوجها ما لا يقدر عليه؟ وهذا يتنافى مع الشرع، قال لك أنا مع التقاليد ولست مع الشرع، فأي صدق هذا مع الله؟
وأي استسلام هذا لأوامر الله ونواهيه؟ وهل هذه هي حياة المسلمين الصادقين، أم أنها حياة الكاذبين، والبعيدين عن الحق والمذبذبين بين ذلك، كما جاء فى سورة النساء ” لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ” وإننا نقولها صريحة إذا تحكم فينا الهوى، وتمكن منا الشيطان، وتبعنا الضلال في المجتمع، فلا صدق حقيقي لنا مع الله تعالى، أما إذا تجردنا من ذلك كله، ورفعنا كلمة “لا إله إلا الله” بإخلاص، وقلنا بصدق “الله أكبر، الله أكبر” لن نخضع إلا له، ولن نستسلم إلا له، لن نخضع لبشر، ولن نخضع لعادات وتقاليد تخالف الشرع لن نخضع للهوى ولا للشيطان، ولا للنفس الإمارة بالسوء، إذا قلنا ذلك صادقين وعملنا بها، فساعتها نكون فعلا قد صدقنا مع الله عز وجل، وقد قال أبو سليمان الداراني “من كان الصدق وسيلته كان الرضا من الله جائزته” والصدق في الإيمان هو كمال الإخلاص لله تعالي.
وكمال الانقياد لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون شعاره في الحياة، كما قال الله تعالى، كما جاء فى سورة الإسراء ” وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا ” وكذلك الصدق في العمل أن تحاسب نفسك بصدق وتسأل هل أنت من الصادقين الذين ذكرهم الله في كتابه؟ وإعلم أن الصادق مع الله لا تراه إلا في طاعة، فيقول إبراهيم الخواص”الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو فضل يعمل فيه” وإن الصدق في القول هو أن تبتعد عن جميع أنواع الكذب، ونعم الصادق في الدنيا هو الصادق في الآخرة، لذا كان من جملة دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى فى سورة الشعراء ” واجعل لى لسان صدق فى الآخرين ” والصدق في العهد، فإذا تبت أو عاهدت الله تعالى على شيء، وفيت بما عاهدت الله عليه.
لأن هذا فرض عليك، ومطلوب منك، ولهذا قال سبحانه في الصادقين الأولين كما جاء فى سورة الأحزاب ” ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” وإعلم إنك إذا صدقت في نيتك حتى والصدق في النية، فتجعل في نيتك دائما فعل الخير بأنواعه المختلفة، ورضا الله تعالى، وتتمنى إن آتاك الله خيرا فستستخدمه في طاعة الله، وإذا صدقت في نيتك، فإن الله سيثيبك على ذلك الجزاء العظيم، حتى لو لم تتمكن من أداء العمل، لذلك قال صلى الله عليه وسلم “من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” رواه مسلم، والصدق في الوعد مع الله، ومع الناس مطلوب، ومدح الله نبيه إسماعيل عليه السلام بهذه الصفة، فقال تعالى كما جاء فى سورة مريم ” واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد