قصة لم تنته بعد
قصة لم تنته بعد
بقلم الأديبة والشاعرة السورية / مها أبولوخ
متابعة المستشار الإعلامي /سامح الخطيب
كلما ضاقت بي الحياة
كنت أجلب قطة للمنزل
أعتقدت أني أهبها الحياة بعيدة عند قسوة الشارع
لم أكن أعرف أنني أرسم لها أحلامها
لا يحق لنا نحن البشر أن نحرم القطط من التجارب
هي تدرك بغريزتها طرق النجاة
أما أنا فقد جعلت لأحلامي سلما لأتسلقها درجة درجة خوفا من السقوط
وخشيت أن أعجز على لملمة اشلائي
لكن السقوط حرا يجعلك تنهض و تعيد رسم الأحلام فالقرارات المصيرية حاسمة
والحياة لا تمهل و لا تعطيك الكثير من الفرص
كنت أقضم غيظي حين أصادف جاري الثرثار
كل يوم كان ينتظرني
يعرف موعد نزهة كلبي المدلل
فينقل لي أخبار مرضى السرطان
ومن فارق الحياة منهم و من نجا
ينهي صباحه معي بقوله زوجيه
كأنه يقول لي أنك لن تصمدي مهما ملأت البيت بتلك القطط الشاردة
لم أستطع ان أقول له أخرس
فالألم أحيانا يجعلنا ثرثارين والحزن يكبح وقاحتنا
كان خطأي اني بحت بوجعي
وذنبه الذي لم يرتكبه أن ابنته توفيت بالسرطان شابة
لم تختبر الحياة التي سأمناها
الحياة ظالمة و غير عادلة
ونحن أكثر ظلما حين نخاف اتخاذ القرار
و لا نطلق أروحنا عندما يشتد الخناق
بقلمي – مها أبولوح