تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يعزي الدكتور أحمد رشاد مدير مكتب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية في وفاة والده .
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن السنة مصدر من مصادر تفسير القراّن الكريم
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الإعلام
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التجربة الشعرية بين الفن والمعتقد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإعجاز العلمى فى القراّن الكريم
- “البرلمان العربي” يثمن جهود الملك عبدالله الثاني في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن فلسطين
- جامعة الوادي الجديد تواصل تنظيم ندوات الدعم النفسى والاجتماعى لطلاب المدارس الثانوية
- جامعة الوادى الجديد تشارك فى برنامج ” هُوّية ” بمعهد إعداد القادة
- جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدفع بفرص التعاون مع نامبيا في مؤتمر افتراضي.
إن شريعة الإسلام السمحه إنما جاءت بما يقوي الروابط بين أفراد المجتمع صغيره وكبيره، غنيه وفقيره، عالمه وجاهله، جاءت بما يقوي تلك الأواصر، حتى يكون المجتمع المسلم مجتمعا مثاليا في فضائله وقيمه، وفي شريعة الله كل خير وهدى، فيقول تعالى فى سورة يونس ” يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين” وإن من تلكم الآداب العظيمة ما جاءت به الشريعة مِن حث الصغار على احترامِ الكبار، وأمر الصغار بإجلال الكبار وتعظيمهم، والرفق بهم وعدم التطاول عليهم أقوالا وأفعالا، وهذه شريعة الإسلام تدعو المسلم إلى أن يكرم أخاه المسلم الذي تقدمه سنا، وسبقه في هذه الحياة، تدعوه إلى أن يحترمه ويكرمه، ويراعي له كبره وسابقته في الإسلام، فيجل الكبير ويحترمه، ويعرف له قدره ومكانته.
والكبير مأمور برحمة الصغار، والعطف عليهم، والرفق بهم، والإحسان إليهم هذه المنافع المتبادلة بين أفراد المجتمع المسلم تثبت أواصر الحب والوئام بين الجماعة المسلمة، ولقد خلق الله الإنسان، وجعل حياته تمر بثلاث مراحل وهم مرحلة الضعف، ومرحلة الطفولة والصغر، ومرحلة الضعف والشيخوخة، وقد وصف الله عز وجل هذه المراحل فقال سبحانه فى سورة الروم ” الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير” ويقف الإنسان عند آخر هذه الحياة فينظر إليها وكأنها نسج من الخيال، أو ضرب من الأحلام، يقف في آخر سنين عمره وقد ضعف بدنه، ورق عظمه، فأصبحت آلامه متعددة، ضعف البدن، وثقل السمع، وتهاوت القوى، وتجعّد الجلد، وابيض الشعر، يمشي بثلاث بدل اثنين.
هكذا يكون حال الإنسان إذا تقدم به العمر، وهذه المرحلة من مراحل السن هي سنة الله في خلقه، ولم يسلم منها حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ألم تسمعوا عن زكريا عليه السلام ينادى ربه كما جاء فى سورة مريم ” قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا” ولذلك فإن من عظمة الإسلام أنه كما اهتم بالإنسان صغيرا ووجه الأسرة والمجتمع إلى رعايته والاهتمام به، فإنه كذلك أمر بحسن رعاية واحترام الكبير في الإسلام مهما كان, أبا أو أما، قريبا أم بعيدا، جارا أم صديقا، أخا أم عما أم خالا, معروفا أم غريبا، وقال صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا” رواه أحمد، ولقد جعل الإسلام احترام الكبير نوعا من أنواع إجلال الله وتعظيمه، فقال عليه الصلاة والسلام “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين.
وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذي السلطانِ المقسط” وكان صلى الله عليه وسلم إذا تحدث إليه اثنان بدأ بالأكبر سنا، ويقول “كبّر كبّر” رواه البخاري، ويبدأ الأكبر قبل أن يبدأَ الأصغر، هكذا أمر الإسلام، وفي الصلاة وجّه النبى صلى الله عليه وسلم بأن يتقدم بعد الإمام البالغون وكبار السن، فعن أبي مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” رواه مسلم، كل ذلك تقديرا وإكراما لهم، فإذا أقيمت الصلاة في المسجد وقام الناس لتسوية الصفوف فإن كبار السن أحق بالصفوف الأولى، أما إذا جاء أحدهم متأخرا فلا يجوز له أن يسحب أحدا من الصلاة ولو كان صغيرا حتى لا يشغله عن صلاته، ومراعاة لشعوره وحقه في السبق.