تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يعزي الدكتور أحمد رشاد مدير مكتب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية في وفاة والده .
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن السنة مصدر من مصادر تفسير القراّن الكريم
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الإعلام
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التجربة الشعرية بين الفن والمعتقد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإعجاز العلمى فى القراّن الكريم
- “البرلمان العربي” يثمن جهود الملك عبدالله الثاني في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن فلسطين
- جامعة الوادي الجديد تواصل تنظيم ندوات الدعم النفسى والاجتماعى لطلاب المدارس الثانوية
- جامعة الوادى الجديد تشارك فى برنامج ” هُوّية ” بمعهد إعداد القادة
- جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدفع بفرص التعاون مع نامبيا في مؤتمر افتراضي.
بقلم / محمـــد الدكــروري
لقد كان هناك موقف مشين وهو موقف للأمير جبلة بن الأيهم العربي الغساني مخجلا ومعيبا، فقد تنكر لأخلاق أهله وأجداده، وتنصّل من تلك العروق العربية الأصيلة، وانحرف عن قيم الفضيلة، وتنازل عن الشهامة والنخوة العربية، وجاء بسابقة لم يسبقه إليها إلا أبا رغال ومن على شاكلته، حين انظم مع جيش الروم لقتال أبناء عمومته من العرب المسلمين، فلقد خرج جبلة بن الأيهم الغساني في ستين ألفا من متنصرة العرب فقدمهم الروم، فانتقى لهم القائد خالد بن الوليد، رجالا من أشراف العرب فقاتلوهم يوما كاملا ثم نصر الله المسلمين وهرب جبلة ولم ينجو منهم إلا القليل، وبعد جهد سريع، استطاع أن يجمع جيشا يفوق تعداده مائة ألف مقاتل، وضم وحدات بيزنطية نظامية.
وطبيعي أنها تتألف من مقاتلين غير عرب وأيضا فرقا من أنطاكية وقنسرين وحلب، وأغلب الظن أنهم من السكان الوطنيين غير العرب، والذين كانوا على النصرانية، وكذلك اثني عشر ألف مقاتل من رجال القبائل العربية المتنصرة المقيمة في بلاد الشام بقيادة الأمير الغساني جبلة بن الأيهم، وبينهم مقاتلين من لخم وجذام والقين وبلي وعاملة بالإضافة إلى غسان، وقبائل أخرى من قضاعة، والمعروف أن المعركة وقعت في منطقة كانت تابعة للغساسنة، وأن هؤلاء لم يرضوا عن سيطرة المسلمين عليها، ومن ثم فقد كانوا مشاركين مهمين في المعركة، وعين على هذا الجيش قائدا أرمينيا هو باهان كان يدين بالنصرانية، وانخرط في الجيش البيزنطي، ويجب علينا أن نعلم إن أغلب الحروب هى خراب و دمار.
وما من عاقل ينظر الى الحرب الا كضرورة او شر لا بد منه، غير ان الحروب التى تهدف الى الحق و نشر العدل و مواجهة الباطل ابدا لا تهدف الى خراب او دمار او تسعى اليه، وهكذا كانت وصايا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لجيوشه وقادته حيث قال صلى الله عليه وسلم لهم فى وصيته ” لا تقتلوا شيخا، او طفلا أو امرأة او اعزلا، ولا تقطعوا شجرة، ولا تهدموا صومعة ” وان كانت الجيوش الغازية تدمر المدن حين تغزوها وحين تنسحب منها فان جيوش المسلمين الاوائل كانت تحرص على حياة الناس وامانهم طالما ليسوا جنودا مقاتلين، بل وترد لاهل هذه البلدان جزيتهم اذا اضطرت للانسحاب، من بلد فتحته من قبل لانها لن تكون قد ادت لاهلها حق الحماية كما حدث فى حمص قبيل اكتمال فتح الشام.
ولقد كان لحنكة وعبقرية خالد بن الوليد دور كبير في السيطرة علي رباطة جأش رجاله المؤمنين بطبعهم راغبين فيما عند ربهم وتوجيه روحهم المعنوية التوجيه الامثل خاصة في موقف الشدة و بدايات الانكسار، فحين لاح انكسار المسلمين في معركة اليمامة ادرك خالد انهم حديثوا الاسلام لم يتغلل الدين بداخلهم ليجعلهم يثبتون كما ثبت الذين من قبلهم، خاصة والمعركة ضارية شديدة، لذا اضاف لحمية الاسلام بداخلهم حمية القبيلة، فامرهم ان بتفسمون لجماعات تبعا لاصولهم صائحا، حتي نري من أين تاتي الهزيمة ونجحت خطته، فإن كان عدد من الذين اسلموا حديثا لم يعتادوا الثبات تحت رايته، الا ان انتماءهم لقبائلهم وأصولهم تمنعهم الفرار حتي لو يواجهون الموت ذاته.
القادم بوست