الولايات المتحدة تحث نتنياهو على إدانة “تحريض” سموتريتش بعد دعوته لمحي حوارة
الولايات المتحدة تحث نتنياهو على إدانة “تحريض” سموتريتش بعد دعوته لمحي حوارة
هدوى محمود
وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن التصريحات “البغيضة” ستدفع الآخرين إلى العنف، مما يفتح شرخا جديدا في العلاقات قبل أسابيع من زيارة مقررة للوزير اليميني المتطرف إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر “إسرائيل بوندز”
قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إن دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش “لمحي” بلدة حوارة الفلسطينية “ترقى إلى مستوى التحريض على العنف” وحثت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنصل من تصريحات شريكه الكبير في الائتلاف، وهو العضو الأحدث في حكومته الذي يدخل في صدام معه واشنطن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس ردا على سؤال بشأن تصريحات سموتريتش خلال مؤتمر صحفي “هذه التصريحات غير مسؤولة، وهي تصريحات بغيضة ومقرفة”، وأضاف “تماما كما ندين التحريض الفلسطيني على العنف، فإننا ندين هذه التصريحات الاستفزازية التي ترقى أيضا إلى مستوى التحريض على العنف”.
في وقت سابق من اليوم، قال سموتريتش أمام حلقة نقاشية “أعتقد أن قرية حوارة يجب أن تُمحى. أعتقد أن دولة إسرائيل يجب أن تفعل ذلك “. جاءت التصريحات وسط موجة من الصدمة والرعب في إسرائيل وخارجها بعد أن قام مئات المستوطنين بمهاجمة بلدة حوارة الفلسطينية والقرى المحيطة ليل الأحد، وأشعلوا النيران في عشرات المباني والمركبات، انتقاما من هجوم نفذه مسلح فلسطيني قتل خلاله شقيقين إسرائيليين مرا من البلدة بسيارتهما قبل ساعات. قُتل رجل فلسطيني وأصيب مئات آخرون خلال اعتداء المستوطنين، الذي وصفه جنرال إسرائيلي كبير في الضفة الغربية بأنه “بوغروم”.
الإدانة الأمريكية تشير إلى تصعيد جديد للإحباط في واشنطن تجاه إسرائيل بعد أيام من إعراب إدارة بايدن عن غضبها من أعمال الشغب الدامية، ودعوتها لإسرائيل إلى محاكمة الجناة وتعويض عشرات الفلسطينيين الذين دُمرت ممتلكاتهم.
وأضاف برايس يوم الأربعاء “ندعو رئيس الوزراء نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى رفض هذه التعليقات والتنصل منها علنا وبوضوح”. حتى نهاية اليوم، لم يقم أي من أعضاء الحكومة الإسرائيلية بذلك.
أدلى سموتريتش بتصريحاته قبل أقل من أسبوعين من زيارة مقررة له إلى الولايات المتحدة للتحدث في المؤتمر السنوي لمنظمة “إسرائيل بوندز”، الذي سيُعقد من 12 حتى 14 مارس في واشنطن. لم يؤكد مكتب سموتريتش حضوره حتى الآن لكن مصدرا مطلعا على الأمر أكد حضوره المقرر لـ”تايمز أوف إسرائيل” في الشهر الماضي.
وقال مسؤول أمريكي يوم الاثنين إنه لا توجد على جدول الأعمال اجتماعات رسمية بين سموتريتش ومسؤولين في إدارة بايدن حتى الآن. لم ترد وزارة الخزانة الأمريكية على سؤال الشهر الماضي حول ما إذا كان مسؤولوها سيجتمعون مع سموتريتش، الذي لديه تاريخ طويل من التصريحات ضد العرب والفلسطينيين ومجتمع الميم واليهود غير الأرثوذكس.
ردا على سؤال لشبكة CNN حول ما إذا كان سيدين تصريحات سموتريتنش عقب دعوة برايس لـ”المسؤولين الإسرائيليين الكبار إلى رفض هذه التصريحات والتنصل منها علنا وبوضوح”، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ميخائيل هرتسوغ “على الرغم من حقيقة أن إسرائيل تتعرض إلى موجة حالية من هجمات العنف المروعة ضد المدنيين، فإن محو قرى فلسطينية ليس سياسة من سياسات إسرائيل مطلقا ويتعارض مع قيمنا”.
التصريحات بشأن حوارة، التي أدلى بها سموتريتش خلال مؤتمر استضافته صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية يوم الأربعاء، جاءت بعد أن سُئل الوزير عن سبب “إعجابه” بتغريدة نشرها نائب رئيس المجلس الإقليمي السامرة دافيدي بن تسيون دعا فيها إلى “محو قرية حوارة اليوم” مساء الأحد.
ورد سموتريتش: “لأنني أعتقد أن قرية حوارة يجب أن تُمحى. أعتقد أن دولة إسرائيل يجب أن تفعل ذلك”.
وأضاف أنه لا ينبغي أن يقوم بهذه المهمة مواطنون عاديون، مدينا هجوم حشد المستوطنين على القرية وقال: “لا ينبغي أن ننجر إلى الفوضى التي يأخذ فيها المدنيون القانون بأيديهم”.
سموتريتش، الذي يترأس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، يشغل منصب وزير في وزارة الدفاع مسؤول عن الهيئة المكلفة بالمصادقة على البناء الاستيطاني وهدم المنازل الفلسطينية في معظم أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أجزاء كبيرة من حوارة.
بعد ان انهالت الإدانات، أصدر سموتريتش بيانا قال فيه إن الإعلام يحاول “خلق تفسير محرف” لتصريحاته، وزعم أن حوارة هي “قرية معادية” حيث يلقي السكان الحجارة ويطلقون النار على الإسرائيليين يوميا وأنه يدعم “ردا غير متناسب” للجيش الإسرائيلي ضد البلدة على كل هجوم من أجل إرساء رادع.
ويبدو أنه حذف التغريدة التي وضح فيها تصريحاته، لكنه كتب في وقت لاحق من اليوم ، “لذلك لا شك، لم أقصد محو قرية حوارة، بل التصرف بطريقة مستهدفة ضد الإرهابيين وداعمي الإرهاب الذين يعيشون هناك وجعلهم يدفعون ثمنا باهظا من أجل إعادة الأمن إلى السكان [اليهود] في المنطقة”.
يستخدم كل من المستوطنين والفلسطينيين الطريق الرئيسية عبر حوارة ، والتي تقع إلى الجنوب من نابلس، مما يجعلها بؤرة توتر متكررة.
سموتريتش هو الآن ثالث عضو في حكومة نتنياهو الجديدة نسبيا الذي يدخل في صدام مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لينضم بذلك إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي.
في نوفمبر، انتقد برايس مراسم أقيمت لإحياء ذكرى الحاخام المتطرف الراحل مئير كهانا والتي حضرها بن غفير قبل وقت قصير من أداءئه لليمين كوزير، ووصفها بأنها “مقيتة”.
بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة، زار بن غفير منطقة الحرم القدسي، فيما قال السفير الأمريكي توم نايدس لاحقا إنها زيارة تهدف إلى “إثارة المشاكل”، نظرا لدعم الوزير الطويل الأمد لقلب الوضع الراهن في المجمع من أجل السماح للصلاة اليهودية في المكان.
في الأسبوع الماضي في مقابلة مع إذاعة “كان” العامة قال شيكلي موجها حديثه لنايدس “اهتم بشؤونك” بعد أن حض السفير إسرائيل على “الضغط على المكابح” في خطة الإصلاح القضائي. يوم الثلاثاء رد السفير بالقول “أعتقد حقا أن معظم الإسرائيليين لا يريدون من أمريكا ألا تتدخل في شؤونهم”، مشيرا ظاهريا إلى الدعم الأمني والسياسي والدبلوماسي الذي توفره واشنطن للقدس منذ عقود.
وزادت هذه الصدامات من الضغط على التوتر القائم بين القدس وواشنطن بشأن الخلافات في السياسة تجاه الفلسطينيين، حيث أثارت موافقة إسرائيل على بناء أعداد غير مسبوقة من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية إدانات متكررة من إدارة بايدن.
وسط التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أفاد موقع “أكسيوس” بإن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي سيزوران واشنطن في الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين لمناقشة التنسيق ضد إيران. في حين أن المسؤولين الإسرائيليين سيرغبون على الأرجح في التركيز خلال المحادثات على مساعي طهران النووية، إلا أن الولايات المتحدة غالبا ما استخدمت مثل هذه اللقاءات لمناقشة القضية الفلسطينية أيضا.
يوم الثلاثاء، قال مسؤول أمريكي لتايمز أوف إسرائيل إن وزير الدفاع الأمريكي دنيس لويد سيزور إسرائيل في الأسبوع المقبل.