لماذا تثير “حقنة هتلر” جدلا كبيرا في مصر؟
لماذا تثير “حقنة هتلر” جدلا كبيرا في مصر؟
أطلقت وزارة الصحة والسكان المصرية تحذيرات من تلقّي جرعة معروفة باسم “حقنة هتلر” لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، وذلك بعدما أثارت جدلاً واسعاً في البلاد وتحديداً في ظل أنباء تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة عن تسببها في وفاة مواطن مصري.
ولكن ما هي “حقنة هتلر”؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
حول مكونات “حقنة هتلر” قال الدكتور إسلام عنان وهو دكتور اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة في جامعة عين شمس المصرية لبي بي سي نيوز عربي إنها “تركيبة من المضادات الحيوية والكورتيزون والفيتامينات، مشيرا إلى أن المضادات الحيوية التي تتكون منها الحقنة هي مضادات للبكتيريا وليس للفيروسات، وبالتالي إن كانت العدوى فيروسية لن يستفيد منها جسم المريض، إلى جانب أن المريض قد يعاني من حساسية بسبب المضاد الحيوي ما يُشكّل خطرا على حياته، على حد تعبير عنان.
وأضاف عنان أن الكورتيزون “قد يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ولا سيما لدى مرضى السكري الذين يتناولون الكورتيزون وفق إجراءات احترازية معينة”. موضحا أن وجود الفيتامينات أيضا كأحد مكونات هذه الحقنة وتلقّيها ضمن جرعة زائدة “قد يؤدي إلى مرض “فرط الفيتامين” (Hypervitaminosi) ما يعني زيادة معدلات الفيتامينات في الجسم وهو ما يُشكل خطراً على صحة الإنسان”
ووفقا للدكتور إسلام عنان فإن الحقنة سميت بـ “حقنة هتلر” في الأوساط الشعبية المصرية انطلاقا من اعتقاد المريض في حال تلقّيه الحقنة أنه سيشفى في وقت سريع وتزول آلامه وكأن فيها قوةً لا مثيل لها، وقد شاع استخدامها في مصر لعلاج نزلات البرد.
تحذيرات وزارة الصحة المصرية
أما المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان المصرية الدكتور حسام عبدالغفار فأوضح بأن الوزارة قد حذّرت من استخدام “حقنة هتلر” للتخلص من نزلات البرد الشديد، قائلا “إنه لا يمكن خلط العديد من الأدوية القابلة للحقن معاً في حقنة واحدة لعدم سلامة ذلك على المرضى بسبب الاحتمالات المرتفعة لعدم التوافق بين الأدوية التي يتم خلطها، بحيث يمكن أن يتضمن عدم التوافق ترسب جزيئات الدواء والتفاعلات الأيونية لمكونات الأدوية المخلوطة انبعاث غازات بسبب الخلط وإزالة فاعلية الجزيئات البيولوجية”.
ويضيف عبد الغفار مؤكدا أن “حقنة هتلر” قد تسبب أضراراً صحيةً بالغة على القلب ووظائف الكلى، فضلا عن الإصابة بقرحة المعدة، ولا سيما أن المكونين الأكثر خطرا في هذه الحقنة هما المضادات الحيوية والكورتيزون، اللذين يُستخدمان دون اللجوء إلى طبيب مختص، على حد تعبير عبدالغفار.
“دون وصفة طبية”
وأشار نقيب صيادلة محافظة الدقهلية الدكتور سعيد شمعة خلال حديثه لبي بي سي إلى أن الحقنة تُستخدم دون وصفات طبية كعلاج سريع لنزلات البرد، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب ثم الوفاة. وأكّد أن المضادات الحيوية بشكل عام يجب أن تكون تحت إشراف طبي.
هذا وذكر شمعة أن “حقنة هتلر” لا تُستخدم إلا في عدد محدود من الصيدليات في مصر، لذلك تُستخدم بشكل ملحوظ داخل المناطق الشعبية والقرى الريفية في مصر، إذ يشعر المريض بتحسن كبير وملحوظ فور استخدامها، دون الالتفات إلى مخاطرها التي قد تودي بحياته.
ويضيف شمعة بأن المواطن المصري يلجأ للصيدلية لتلقّي هذه الحقنة نظرا لسهولة وسرعة الحصول عليها ضمن أقل تكلفة ممكنة، دون الحاجة للجوء إلى عيادة الطبيب والانتظار لفترة من الزمن للكشف ودفع الرسوم التي ربما تكون مرتفعة في بعض الأحيان، على حد وصفه.
ويرى خبراء أنه لا بد من وضع تشريع أو قانون بحيث لا يتم صرف أي دواء أو حقنة إلا بوجود وصفة طبية.