اصل الحكاية الحلقة الثانية
الخطر اليهودي
· بقلم رسلان البحيصي
نشر الصحفي الانجليزي فليب جرافيز ثلاث مقالات في صحيفة التايمز اللندنية بعنوان Jewish world plot او المؤامرة اليهودية العالمية يفضح فيها بروتوكولات صهيون والجدير بالذكر ان الكاتب عباس محمود العقاد قد تحدث عن تلك المقالات في مقدمة كتاب الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون للتونسي الترجمة العربية للكتاب الاصلي بروتوكولات صهيون .
الثلاثاء 16 أغسطس 1921 المقالة الاولي
ان هذه البروتوكولات لم تحظَ باهتمام كبير حتى قيام الثورة الروسية في عام 1917 وظهور البلاشفة والذين ضموا في صفوفهم الكثير من اليهود أظهروا معتقدات سياسية تلتقي في بعض النقاط مع تلك المذكورة في البروتوكولات مما أدى بالكثير إلى الاقتناع بأن اكتشاف نيلوس المزعوم كان حقيقة وانتشرت البروتوكولات على نطاق واسع وترجمت إلى عدة لغات أوروبية ولكن العديد من المناقشات عقدت كذلك من أجل محاولة إثبات زيفها , كما تحدث عن كتاب حوار في الجحيم بين مكيافيللي ومنوتيسكيو ( سياسة مكيافيللي في القرن التاسع عشر ) للاديب الفرنسي موريس جولي والذي طبع في جنيف عام 1864 وبروكسل حيث ينتقد جولي نظام نابليون الثالث الفاسد بصورة ساخرة علي شكل خمسة وعشرين حوار دار بين روح كل من نيكولو مكيافيللي وشارلز مونتيسكيو حيث يمثل مونتيسكيو التيار الليبرالي ويمثل مكيافيللي الطغيان والاستبداد.
الأربعاء 17 أغسطس 1921 المقالة الثانية :
يعرض فيها عدة مقارنات بين نصوص الكتاب الفرنسي والبروتوكولات علي سبيل المثال جاء في البروتوكول الثاني عشر «ستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة: من أرستقراطية وجمهورية، وثورية، بل فوضوية أيضا وستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندي فشنو لها مئات الأيدي وكل يد ستجس نبض الرأي العام المتقلب».
وجاء في الحوار الثاني عشر على لسان مكيافيللي : «Comme le dieu Wishnou, ma presse aura cent bras, et ces bras donneront la main à toutes les nuances d’opinion quelconque sur la surface entière du pays». «مثل الإله فشنو سيكون لصحافتي مائة ذراع وسوف تمد هذه الأذرع يد العون لكل الآراء المختلفة الموجودة على الساحة في البلاد مهما كانت».
الخميس 18 أغسطس 1921 المقالة الثالثة: حيث تحدث فيها عن فقرات البروتوكولات التي لم تقتبس من كتاب موريس جولي
«صيغت من قبل البوليس السياسي الروسي بالاستعانة بعملاء يهود مجندين للتجسس على إخوانهم في الدين حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن حوار موريس جولي منتحل من Les Mystères du Peuple او رواية ألغاز الشعب الشهيرة للروائي الفرنسي أوجين سو والتي صدرت قبل كتاب جولي بسبع سنوات، وفيها رسم اوجين سو من وحي خياله شخصيات عرفها بأنها مجموعة متآمرة من اليسوعيين الشيطانيين , ثم ظهر الألماني هيرمان جويدشي الذي كان عميل للبوليس السري البروسي ومعروف بمعاداته للسامية واصدر روايته Biarritz عند المقبرة اليهودية في براج والتي يصور فيها انعقاد مجلس لجمعية سرية من الحاخامات الممثلين لقبائل إسرائيل الاثنتي عشرة حيث يجتمعون مرة كل عام في منتصف الليل عند مقابر اليهود ليناقشوا ما تم إنجازه في مؤامرتهم الطويلة الأمد للسيطرة على العالم وفي نهاية المجلس يعرب رئيسهم عن رغبته في أن يصبح اليهود ملوك العالم خلال المئة عام المقبلة , واقتبس جويدشي هذا الفصل من روايتي جولي واوجين واستبدل جماعة الحاخامات السرية بالمتآمرين اليسوعيين في رواية اوجين سو و اعتبر حوار جولي هو نتاج هذا الاجتماع السري , وتم اخذ هذا الفصل من كتابه وترجم إلى الروسية وطبع في سان بطرسبرج .».
