الحرية ما بين التشدد والإباحية
بقلم الكاتب الصحفى- أسامة حسان
الحرية ما بين التشدد والإباحية
الحرية هى هدف جميل ولكنة السبب الرئيسى فى صراعات البشر مع بعضهم البعض على مستوى الأفراد أو الدول والشعوب وهى تعنى إرادة الفرد الحرة فى اتخاذ القرارات أو التصرف فى المواقف بصفة عامة.
ويقصد بها قيام الأفراد بممارسة حياتهم بما يحقق لهم السعادة والرضا ولكن دون مخالفة القوانين المنظمة للمجتمع الذى يعيشون فيه ودون وجود ضغوط خارجية عليهم شريطة عدم التعدى على حرية الآخرين فى سلوك أو سفر أو عمل أو نمط حياة.
فكلنا بشر يملك كل منا العقل والتفكير وعملية اتخاذ القرار بعيداً عن الآخرين فمنا من يحسن استعمال هذه الحرية ومنا من يسىء استخدامها، والحرية لا تقتصر أبدا على المأكل والملبس ولكنها تشمل معنى أوسع يتضمن احترام عقول الآخرين ومشاعرهم ولنا هنا وقفة فالحرية لا تعنى التشدد المطلق أو الانفلات والتحرر أبداً.
ولنبدأ أولاً مع ظاهرة التشدد ظاهرة التشدد والإفراط فيها سواء مع أفراد الأسرة أو مع الآخرين بالمجتمع الذى نعيش فيه ترجع إلى التنشئة الخاطئة للأبوين والذين يقومان بدورهما بنقل نفس التنشئة إلى الأولاد والتشدد فى التعامل معهما أو الحجر على الفكر وإبداء الرأى ذلك من حيث التشدد مع أفراد الأسرة.
أما التشدد مع أفراد المجتمع فيرجع إلى سوء الظن بالآخرين مما يدفع الفرد لمحاولة التشدد فى عرض الأمور حتى يكون أفضل منهم أو متميزاً عنهم وما نشأ التشدد إلا عن سوء الفهم لبعض الأمور التى يتلقاها الفرد من خلال الأفلام وبرامج الإعلام فى الوقت الحالى والتى تدعى أنها تعالج الأمور وهى تزيدها سوء.
والتشدد والغلو هما أصل كل بلية ابتلينا بها هذه الأيام وهما من أسباب الهلاك فى هذه الحياة والعلاج فى قول المصطفى صل الله عليه وسلم “إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين” فإذا كان النهى عن الغلو فى الدين فكيف الحال فى الغلو والتشدد فى أمور الحياة العادية.
ولنمضى سريعاً إلى مظاهر الإباحية والانفلات والتحرر بدعوى الحرية فما نراه اليوم فى شوارعنا من ملابس وسلوكيات يصطدم بها سمع وبصر الكثير منا وهى لا ترضى أحد أبدا كل ذلك يحدث بدعوى وزعم الحرية الزائفة فقد غزت شوارعنا موضة مستفزة جديدة وغريبة علينا أتت إلى بلادنا من بلاد الغرب وتلقاها شبابنا من الجنسين وقلدوها تقليد أعمى لم يسلم منها لا الشباب ولا الفتيات.
بنات وشباب يرتدين بناطيل مقطعة من الأمام ومن الخلف بدعوى الموضة والحرية وهى ليست حرية أنها دعوى للإباحية وتتسبب فى ضياع ثقافتنا العربية وتهدم قيمنا وعادتنا الشرقية ناهيك عن ما تسببه من زيادة نسبة التحرش بالنساء والفتيات وخدش الحياء لهن فى المواصلات والطرقات العامة.
وخلاصة القول الحرية ليست قيد يسلسل به الناس وليست هى ترك الحبل على الغارب لفعل ما شاء الإنسان لأن يفعله، فخير الأمور الوسط فلا للتشدد مع الآخرين ولا للإباحية التى هى بدعوى الحرية.