مسيرة “الإمام ورش عن نافع”…ماذا تعلم عن صاحب أشهر تلاوات القرآن الكريم؟
كتبت:وفاءالبسيوني
الإمام ورش من بين أعلام التلاوة الذين أنجبتهم مصر، وكيف لا وهو صاحب أشهر قراءات القرآن الكريم بعد رواية حفص عن عاصم، وفى هذا يقول الإمام الشاطبي معرفا بتلاميذ الإمام نافع (قالون وورش)
“نزل القرآن بمكة، وقُرئ بمصر، وكُتب بالعراق”؛ لذا فلا عجب أن تختال مصر بين الأقطار بأن تكون صاحبة لواء التلاوة للذكر الحكيم.
رواية ورش عن نافع هي إحدى الروايات المتواترة التي يُقرأ بها القرآن الكريم، تنسب إلى أبي سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان والملقب بورش
وتعد قراءة ورش المصري عن نافع المدني هي الرواية المنتشرة في بلاد المغرب العربي (تونس، والجزائر، والمغرب وموريتانيا، والسِنِغال،
وبعض نواحي مصر، وليبيا، وتشاد، والنيجر، ونيجيريا وغيرها)، وهي الرواية التي كان لَها الانتشار الأصلي في القرون الأولى في مصر، ومنها انتشرت إلى تلك البلدان، وهى ثاني أكثر القراءات شيوعا في العالم الإسلامي بعد رواية حفص عن عاصم
واستمرت قراءة ورش السائدة في مصر، ولها الشيوع والانتشار حتي دخول العثمانيين إليها عام 1517 م، الذين عمموا بها قراءة حفص عن عاصم الأكثر انتشارا والأيسر على الألسن (كما أصبح المذهب الحنفي هو مذهب الدولة السائد)
يقع مدفن الإمام ورش داخل مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة، تحديدًا في مقابر عائلة محرم بك،تقاطع شارعي الفارسى وابن حبيش تجاه شارع ابن الجباس.
تفاعل الباحثون والمؤرخون على احتمالية نقل مدفن الإمام ورش، رغم أن محافظة القاهرة أو أي جهة رسمية لم تعلن حتى الآن نقل مدفن الإمام ورش.
وقال الباحث مصطفى الصادق أحد دعاة الحفاظ على الجبانات التاريخية: “أتمنى ألا يحدث ما يهدد أي حوش من الأحواش الموجودة في قرافة مصر التي وجدت منذ دخول الإسلام مصر
و التي تحتضن آلاف من العلماء ورجال الدين والسياسة والفن وعموم المصريين، وأن يترك عظامهم ورفاتهم في سلام في أماكنهم”.
وقال.بسام الشماع إن الإمام ورش شيخ القراء المحققين “يرجو ألا يُزال مدفنه”.
من هو الإمام ورش بن نافع؟
الإمام ورش بن نافع يقع قبره داخل حوش عائلة عبد الفتاح بك محرم أحد قضاة المحاكم الأهلية، هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان، ولقبه الذي اشتهر به ورش.
ويعد ورش من العلماء الثقال في القراءة وممن يحتج بهم في ذلك، كما أن الرواية التي نسبت إلى اسمه “رواية ورش عن نافع”،
هي إحدى الروايات المتواترة التي يُقرأ بها القرآن الكريم، وثاني أكثر الروايات شهرة في العالم الإسلامي بعد رواية حفص بن عاصم.
ولد الإمام ورش في صعيد مصر سنة 110 هجريًا، ورحل إلى شيخه الإمام نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم تلميذ الإمام مالك في المدينة المنورة.
في المدينة المنورة تلقى عن شيخه نافع قراءة القرآن وختم عليه القرآن الكريم أكثر من مرة،
وبعد إتقانه القرآن عاد إلى مصر ليعلم الناس حفظ القرآن الكريم، ووصل به الأمر إلى أن أُسندت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية وصار شيخ قراء مصر في زمانه.
وكانت مصر تقرأ برواية الإمام ورش حتى قدوم العثمانين الذين عمموا قراءة حفص عن عاصم لتصبح القراءة الأولى في مصر،
فيما صارت” ورش” القراءة الأكثر شهرة في بلاد المغرب العربي مثل تونس والمغرب وموريتانيا.
تختلف رواية حفص عن عاصم عن رواية ورش في نطق الكلمات القرآنية أو في التجويد أو زيادة الأحرف ونقصها،
مثل المد والإمالة وتغليظ بعض الحروف، وأمور أخرى اختلف فيها عن الإمام حفص.
وتوفي الإمام شيخ المقارئ المصرية في مصر سنة 197 هجريًا، عن عمر ناهز 87 عاماً، ودفن في مدفنه القائم حتى الآن في قرافة الإمام الشافعي بالمقطم.لليوم.عام2023.