مقال بعنوان ( سر الجمال هو؟ )
مقال بعنوان ( سر الجمال هو؟ )
بقلم الشاعر والكاتب المصري
أحمد إبراهيم النجار
مما لا شك فيه أن هناك فرق كبير بين ما يحمله الإنسان من مظهر خارجي وما يحمله داخليا من صفات وطباع وسلوك وعقل وروح ونفس.
والشكل الخاريجى هو عبارة عن أدوات تجميلية ظاهريه لا تمثل الشكل الحقيقي لإنسان من مكياج وملابس قد ينبهر بها من يشاهدها من ملابس على أحدث الموديلات وبرفانات عالميه غالية الثمن وكافة أدوات التجميل وعمليات تجميل وعدسات عين ملونه وتصغير وتكببر وانتفاج أو نحافة الجسد ليخرج الإنسان من الحاله الطبيعية إلى حالة صناعية.
مجرد صورة تبدو وكأنها جميله يصرف عليها المبالغ الكبيرة لمجرد تجميل خارجي مؤقت عندما يلامس الماء الوجه يظهر الشكل الحقيقي فيتغير كل شئ فى تلك الملامح
التى كانت تبهر الناظرين من أول نظرة إعجاب كبير بجمال زائف وليس حقيقي .
إن الجمال الحقيقي هو جمال الروح جمال النفس جمال القلب جمال العقل جمال الصفات وجمال الطباع وجمال الفكر والعدالة الحقيقية والمساوة العادله بين بني البشر دون النظر عن جنس أو شكل أو لون أو اعتقاد قبل أن يكون جمال ظاهري يحمل خلفه القبح والكذب والنفاق والخداع.
فإنا البساطه هى سر الجمال الحقيقى
والإصراف والمبالغه فى تغير الشكل قد يفقد الإنسان جماله ويتحول إلى بلياتشو فى سرك الحياه التى تحمل عدة وجوه لوجه واحد يتغير على حسب المواقف والأفعال وتجمعه المصالح والمكاسب دون مراعاة للمشاعر
أو العواطف أو الإحساس.
ولكن عدة وجوه يتخفى الإنسان خلف ستارها ولا يظهر وجهه الحقيقي وتأتي المواقف لتكون خير برهان لينكشف القناع قد يكون المكياج يُجمل ولكن خلف هذا التجميل عقل جاهل وروح خبيثه ونفس حاقدة لا قلب لها ولا ضمير فقيرة الشعور متبلدة الإحساس جافه المشاعر.
قد نُعجب من النظرة الأولى وتُبهرنا مناظر الأشياء من الخارج دون النظر من الداخل وقد يكون الداخل بصورة قبيحه تنعكس على الشكل الخارجي المصنوع من مواد صناعية وليست طبيعية فإنا الطبيعة التى خلقها الله على فطرتها غير قابله للتجديد أو للهندسة الوراثية أو لعماليات تجميل الغرض منها تجميل خارجي وبرغم ما ينفق من أموال يتحول الشكل إلى شكل بلياتشو فلا جمال
ولا شكل وقد يتحول الشكل إلى أقبح
مما كان .
فكل ما يعتقد الإنسان إنه قادر على تنوع أشكال الحياة وتسخيرها من أجل تغير كل ما فيها وتغير فطرتها يأتي الله بعقاب على صورة اوبئه زلازل فيضانات براكين وغيرها من الظواهر الإلهية ليذكر الإنسان أن للكون إله مدبر ومتحكم ومسيطر ومنظم لهذا الكون العظيم.
فلن يستطيع الإنسان مهما بلغ من علم وتقنيه وتكنولوجيا وذكاء ومعرفه أن يخرق الأرض ولا يستطيع الخروج من أقطار السماء مهما حاول ومهما قام بتطوير تقني وتكنولوجي فلن يستطيع.
فلا علماء الجيولوجيا يعرفون أي شئ بداخل أعماق الأرض التى تبلغ حرارتها 20ألف درجة مئوية فلا تكنولوجيا ولا أجهزة تستطيع البحث والمعرفه إلا فى نطاق القشرة الأرضية وعلى عمق قريب لا يتعدى عدة كيلو مترات فكل الأبحاث والدراسات عن طبيعة طبقات الأرض عبارة عن مجرد نظريات وأبحاث على ورق وتكهونات لا تحمل غير أقوال بدون دلائل منظورة .
إنها تلك الأرض التى يعيش عليها بني البشر وجميع الكائنات الأخرى من جماد نبات حيوان على القشرة الأرضية ومن تحت القشرة لهيب النار تسبح القشرة الأرضية على نار الجحيم التى تصهر الفولاز نفسه طبقات من النيران والإنسان يزخرف وينبهر بجمال ما يصنعه على سطحها .
وينسي الوجه الآخر للأرض وينسي دائما
أن الشكل الخارجي هو عبارة عن ظاهر ومن تحته براكين نيران ومن جانبه محيطات وبحار تهدده بتسونامي قد يحدث فى أي لحظة أو زلازل أو فيضانات أو أعاصير أو سيول أو جفاف أو تبخر الأنهار فلا يستطيع هذا الإنسان الضعيف مهما كانت قوته أن يفعل أي شئ أمام الظواهر الإلهية التى يعتقد علماء ناسا وغيرهم إنها مجرد ظواهر طبيعية .
تحدث بأمر الطبيعة دون معرفة من هو خالق تلك الطبيعة إنه إله واحد وينكر وجود الله خالق تلك الطبيعة و الكون إله واحد هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة يمارس كل شئ بالكلمة إذا أراد الله للشئ بمجرد أن يقول له كن فيكون فى وقتها فكل شئ على الله هيّن .
ونحن بما نملك من التكنولوجيا الحديثة هو مجرد شئ تافه ضئيل تلك الكرة الأرضية التى لا يذكر حجمها بالنسبة للكون الشاسع المتسع الممتد الأرض عبارة عن جزء بسيط جدا من ذرة رمال فى صحراء شاسعة وحتى مجموع كواكب مجموعتنا الشمسية لا يتعدى 1% حجمها بالنسبة للشمس التى تحتوي على النسبة الأكبر وهى 99% .
فهل ما تكتشفه وكالة ناسا للفضاء أو يتم التكتم عليه أو ما تروجه من أكاذيب أو اكتشافات ما هى إلا شئ محدود بسيطه
جزء محدود ضيق صغير من هذا الكون فلا تستطيع ناسا معرفة الجولوجيا الحقيقية للأرض ولا تستطيع أن تعرف حقيقة الكون ومليارات المجرات والمسعرات وفوق المسعرات وما تحمله مجرتنا من أسرار ومئات المليارات من الشموس والأقمار والنجوم لا حصر لها ولا عدد .
يخدعون الناس ويبهرونهم بالصور وإذا كانت حقيقية فهى مجرد سم فى مئات المليارات والمليارات والمليارات فى كون بلا حدود وستظل ناسا وغيرها جاهله المعرفة بما تحتوي الأرض وجاهله بما فى الكون ولا تستطيع أن تخرق أقطار السماء ولا تستطيع أن تخرق الأرض ولا تستطيع أن تكتشف أسرارها.
ويأتي الإنسان دائما فى القرآن الكريم عندما يذكر بإنه هلوع جزوع جهول ضعيف مغرور مفسد جاهل ظالم لنفسه ومفسد فى الأرض بظهور الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيده من هندسة وراثية وتغير طبيعة الثمار والنبات من حيث الشكل والطعم والحجم تغير طبيعة غذاء الحيوانات إلى أعلاف وخلطها بمكونات حيوانيه خارجة عن الفطرة وطبيعة الحيوان والطيور والأسماك حتى فقد الشئ مذاقه وجماله فأصبح كل شئ خارج المألوف وخارج الطبيعة التى فطر الله الأرض عليها .
فقام الإنسان بالفساد والقتل والإرهاب والحروب والدمار وتصنيع وتطوير الأسلحة الفتاكة بدل أن يستخدم تلك التكنولوجيا فى مصلحة البشريه لتكون هى الدمار والفساد بأيد هذا الإنسان المغرور.
بدل أن يستخدم التكنولوجيا الحديثة فى إعمار الأرض وتنميتها ورعايتها وتوسيع الرقعه الزراعية بما يكفى إحتياجات سكان العالم ولكن دعاة الحرية والعدالة والتحضر وحقوق الإنسان من منظمات حقوق الإنسان وأمم متحدة تبحث عن مصالحها الذاتية ولا يهمها ما تعاني الشعوب من مجاعات أو نزاعات وحروب مفتعله من أجل نهب ثروات الشعوب وفرض حصار ظالم على الشعب السوري .
حمل الإنسان الأمانه بجهل وغرور وظن إنه قادر عليها بكل ما فيها فتسبب فى خلل غير طبيعي يحدث محسوس ومنظور من تغيرات مناخيه حولنا .
فإنا الإنسان ما يحمله من مظاهر خارجية وشكل جميل لا يعبر عن ما بداخله من جوهر وعقل وروح وقلب وصفات وأفعال فيجب أن يكتمل الجمال والتجميل داخليا قبل أن يكون خاريجيا .
إنها مجرد صورة جميله تخفى ما خلفها من مظاهر القبح والجهل والخداع فى عالم الزيف والخداع والمصالح المشتركة دون مرعاة شعوب العالم الثالث.
بقلم الكاتب والشاعر المصري
أحمد إبراهيم النجار