الرضا بالمقسوم عبادة
بقلم- مروة الجميل
الرضا بالمقسوم عبادة
الرضا بالمقسوم عبادة.. مقولة تداولت عبر الأجيال.. ولكن يبقى السؤال عالقا بالأذهان؟
حين يرضى الإنسان بنصيبه ويختفى خلف الجدران معللا برضائه بالقضاء والقدر، ألا يعد هذا نوع من الانهزامية والاستسلام؟! أم أنه رضاء بقضاء ربه فى تشكيل حياة عبده؟!
وإن لم يرض.. أيعد هذا دربا من الاعتراض وعدم الرضا.. وربما أناس متشددون يفسرونه كنوع من الكفر والدخول فى سكة الإلحاد؟!
مشاعر سلبية عدة تصيب الإنسان حين يفشل فى تحقيق رغبة ما كان يصبو إليها، وتتصارع الأفكار وتختلف الأهداف، تتخبط الأقوال وترتبك الأفعال، ويدخل فى دوامة من الاعتراضات وعدم الرضا لا يستطيع الخروج منها.
أتعد هذه المشاعر نوعا من الاعتراض على الرغبة الإلهية، أو تجرأ والعياذ بالله على الذات الإلهية؟! ولكن نحن بشر خلقنا من طين وماء مهين، والله يدرك تماما كم نحن ضعاف، مهما امتلكنا من جاه ومال.
وعلى الصعيد الآخر، حين يتوافق قدر الإنسان مع رغباته وتأتى رياحه بما تشتهيه نفسه، أيعد هذا توفيق إلهى له كى يصل لمنتهاه؟! أم أنه سعى منه لتحقيق ذاك المنتهى؟!
حين يمن الله على عبده بكافة سبل السعادة من صحة ومال وبنون، أيعد هذا حب الرب لعبده؟ أم يعد نقمه عليه؟! وإن كان نقمه أيعد ابتلاء له كعقاب سماوى، أم بلاء يجب للعبد شكر ربه عليه؟
إن أبحرنا فى العلاقة بين الله وعباده سنصل للكثير، ولكن أيضا الكثير من الأشياء المبهمة لا نستطيع الوصول إلى حكمتها مهما أوتينا من علم وقوة، وتظل الحلقة مفقودة، وندور ونسعى فى حلقة مفرغة، ويظل الصراع قائما بين اثنين.. الحظ والنصيب.