ترعة المريوطية بين شارع فيصل وكوبرى الشيشينى تتحول لمنطقة استثمارية وترفيهية.

بدى مشهد ترعة المريوطية ومحيطها بمحافظة الجيزة بعد قرابة 3 أعوام من التطوير، مغايرًا بشكل كبير على المستوى الحضاري والاقتصادي، مقارنة بالمشهد الذي كان سائدًا خلال سنوات خلت، كانت خلالها الترعة مرتعًا للقمامة والأوبئة وعنوانًا للفوضى والعشوائية والأوبئة.

مشروع تطوير وتغطية وتأهيل ترعة المريوطية في القطاع الشمالي والجنوبي لشارع الأهرام، ذلك المشروع الذي غير الوجه الحضاري للمنطقة بالكامل وأضفى عليها رونقًا خاصًا بكورنيش وممشى سياحي ومواقف سرفيس وساحات انتظار وبارتشينات لمطاعم وكافيهات نموذجية.

المرحلة الثانية من التطوير

تمضى محافظة الجيزة بخطى متسارعة في تنفيذ خطة تغطية وتطوير وتأهيل الترعة في قطاعاتها المتبقية من شارع فيصل حتى كوبرى الصحابة بمنطقة منشأة البكاري، من خلال مسارات عدة تستهدف إنشاء مواقف سرفيس وساحات انتظار وبارتشينات وممشى سياحي أسوة بما تم تنفيذه من مشروعات خلال المرحلة الأولى من المشروع.

بمظهر حضاري مبهر، لفت محور المريوطية في المنطقة المحصورة بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني الأنظار، في ظل ما يشهده من أعمال تطوير شارفت على الانتهاء بعد تغطية مسار الترعة بالكامل في ذلك المسار، حيث تحولت لتحفة فنية بما تتضمنه من مواقف سرفيس وساحات انتظار حضارية ومناطق ترفيهية واستثمارية، وذلك ضمن أعمال المرحلة الثانية من مشروع تغطية وتطوير وتأهيل ترعة المريوطية.

منطقة تجارية وترفيهية متكاملة

رصد “اليوم السابع” نسب تنفيذ أعمال التطوير في المسار بالكامل وذلك بطول 650م، مقسمة لمواقف سرفيس وساحات انتظار وبارتشينات لمطاعم وكافيهات نموذجية جارٍ العمل بها بمعدلات تنفيذ عالية، منفردة بتخطيط نموذجي على أعلى مستوى من الاحترافية والتنسيق، يرتقي بواجهة المنطقة ويجذب مرتاديها من المواطنين والسائحين.

منطقة تجارية استثمارية وترفيهية متكاملة.. هو المشروع الذي استهدفت المحافظة تنفيذه بمدخل شارع الملك فيصل ضمن أعمال المرحلة الثانية من المشروع؛ لتعظيم القيمة الحضارية والاستثمارية للمحور وتحسين الصورة البصرية للمنطقة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة.

تضمنت رؤية التطوير إنشاء ساحات انتظار ومواقف سرفيس وبارتيشنات لمطاعم ومحال تجارية نموذجية بمساحات مختلفة ومنطقة ترفيهية ودورات مياه وغرف إدارية للتحكم والإدارة، وذلك ابتداءً من شارع فيصل وحتى كوبرى الشيشينى، لإضفاء قيمة تنموية مستدامة، نوضح تفاصيلها في السطور التالية.

موقف حضاري لسيارات السرفيس

أولت محافظة الجيزة اهتمامًا بالغًا باستغلال مسار ترعة المريوطية الاستغلال الأمثل بعد انتهاء أعمال تبطينها وتغطيتها بالكامل، وذلك بإقامة مشروعات خدمية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وتكون حلًا للكثير من المشاكل التي كانت حاضرة بقوة في المنطقة وتؤرق المواطنين، وأبرزها الوقوف العشوائي لسيارات السرفيس وما يسببه من فوضى وعشوائية وتكدس مروري.

وضعت المحافظة في خطة تطوير مسار الترعة ما بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني إنشاء مواقف سرفيس حضارية أسوة بمواقف السرفيس التي تم تنفيذها خلال المراحل الأولى من أعمال مشروع تطوير ترعة المريوطية، والتي كان آخرها مجمع مواقف المريوطية الجديد في المنطقة المحصورة بين شارعي الهرم وفيصل، للقضاء على المواقف العشوائية وتقنين أوضاعها والحد من ظاهرة التحميل من خارج الموقف ومراقبة تنفيذ تعريفة الركوب المحددة.

شهد الجزء الأول من مسار ترعة المريوطية بين “فيصل والشيشيني” إنشاء موقف سرفيس نموذجي يستوعب نحو 40 سيارة سرفيس، ويضم عدد 2 كافيتريا ودورات مياه ومقاعد انتظار للمواطنين ومكتب إداري، جارٍ الانتهاء من تجهيزاته النهائية ليضم بوابات إلكترونية للدخول والخروج وكاميرات مراقبة تغطي الموقف بالكامل من الداخل والخارج ولافتات إلكترونية بخطوط سير السيارات وأعمدة إنارة، وأماكن مخططة لوقوف السيارات وأرضيات مدعمة ببالوعات الأمطار.

ساحات انتظار نموذجية لسيارات الملاكي

استغلت محافظة الجيزة المساحات المغطاة من ترعة المريوطية منذ بدء المشروع في إقامة ساحات انتظار نموذجية للسيارات الملاكي تُدار بأسلوب حضاري لا يتعارض مع اعتبارات حركة المرور؛ للتيسير على المواطنين ومنع كل صور إعاقة الطريق وتيسير حركة المشاة والمرور، وبهذا تم استغلال الجزء الثاني من ترعة المريوطية ما بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني في إنشاء ساحات انتظار “ملاكي فيصل” مجهزة بالكامل بأنظمة مراقبة، وتستوعب نحو 60 سيارة ملاكي، وتضم كافيتريا بمساحة كبيرة، ومكتب إداري للتحكم والإدارة.

بارتشينات نموذجية لمطاعم وكافيهات

راعت محافظة الجيزة في خطة تطوير ترعة المريوطية، تنفيذ مشروعات استثمارية وتنموية تستقطب علامات تجارية شهيرة وتوفر فرص عمل للشباب وترتقي بالمظهر الحضاري لشوارع المحافظة، وتحسن من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بما يعود بالنفع على المحافظة اقتصاديًا وحضاريًا.

تحولت بعض المساحات المغطاة من ترعة المريوطية مع مرور الوقت لمساحات حضارية منظمة مقسمة لبارتشينات نموذجية لمطاعم وكافيهات ذات تصميم راقٍ، ومجهزة على أعلى مستوى من الخدمات، ومزودة بزراعات تجميلية بشكل يزيد من رونقها ومظهرها الحضاري ويجعل منها متنفسًا ترفيهيًا للمواطنين.

تنظم محافظة الجيزة عمل تلك البارتشينات من خلال إدارة التسويق بالمحافظة، والتي تختص بإقامة أكشاك ومحال تجارية ومطاعم ذات طابع حضاري فى المواقع التى تسمح بذلك، بما يحقق إضافة جمالية لهذه المواقع، وتحقيق عائد استثمارى منها.

تعمل إدارة التسويق بالمحافظة على خلق مواقع جديدة لإقامة بارتشينات ومتابعة الأحياء والمراكز المختصة فى إدارة هذه المواقع، والتأكد من التزامها بشروط الترخيص الممنوحة والتعليمات والضوابط التى تصدر لها بصفة دورية، والعمل على جذب سلاسل المحلات الشهيرة لضخ استثمارات جديدة للمحافظة.

وفي هذا الإطار، شهد الجزء الثالث من مسار ترعة المريوطية في المنطقة المحصورة ما بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني، إنشاء “جولدن زون”، وهي عبارة عن منطقة تجارية استثمارية، تضم 16 بارتشين نموذجي لمطاعم وكافيهات بمساحات مختلفة ودورات مياه ومكتب إداري، وتغطى بالكامل بكاميرات مراقبة ونظام صوتي متكامل، فضلًا عن أنها مزودة بعناصر جمالية ومساحات خضراء وخدمات إنارة تجميلية، وملحق بها عدد 2 ساحة انتظار تستوعب كل واحدة منها نحو 35 سيارة ملاكي للتسهيل على مرتادي المنطقة ومنع الانتظار الخاطئ، والذي يعيق حركة المرور والمشاة.

منطقة ترفيهية حضارية

استكمالًا لما شهدته المنطقة من مشروعات خدمية، نفذت المحافظة في الجزء الرابع والذي يتبع منطقة “الجولدن زون” ساحة انتظار “ملاكي الشيشيني”، مجهزة بالكامل بأنظمة مراقبة، وتستوعب نحو 120 سيارة ملاكي، وتضم مكتب إداري وغرفتين أمن.

يتبع ساحة الانتظار، وذلك في الجزء الأخير من مسار الترعة ما بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني، منطقة ترفيهية، جارٍ تجهيزها لتضم عدد 2 كافيتريا بمساحات كبيرة.

مشروعات تمس حياة المواطنين

قال رزق فرج رزق، يقطن في المريوطية منذ 25 عامًا: الترعة في الماضي كانت عبارة عن مستنقع قمامة ومخلفات وحيوانات نافقة ومقلب لسيارات النقل، وفي ظل ذلك كنَا نعاني من الحشرات والروائح الكريهة التي تنبعث منها وانتشار القوارض وانعدام المظهر الجمالي للمنطقة، فضلًا عن الأوبئة التي كانت تتسبب فيها وتهدد حياة الجميع خاصة الأطفال، وحوادث الغرق والسير المتكررة، إلى أن طالتها يد التطوير وتحول ذلك المشهد المظلم بتغطية وتأهيل وتطوير الترعة بالكامل إلى ممشى وكورنيش ومواقف سرفيس ومطاعم وكافيهات، مؤكدًا في حديثه لـ”اليوم السابع”: “المنطقة في وجود الترعة كانت خطرة وغير آمنة، والآن عادت لها الحياة”.

من جهته، قال علاء سعيد، 42 عامًا، من سكان المريوطية: تبدل حال المنطقة بشكل جذري منذ تطوير ترعة المريوطية، والتي كانت عبارة عن تلال قمامة ينبعث منها روائح كريهة”، مضيفًا أن المنطقة كانت تعاني من الفوضى والعشوائية والتكدسات المرورية بسبب الوقوف العشوائي لسيارات السرفيس.

وأشاد “علاء” بما شهدته الترعة من أعمال تطوير خلال المرحلتين الأولى والثانية وما تم تنفيذه من مشروعات خدمية مختلفة كانوا في أشد الحاجة لها، مشيرًا إلى أن المنطقة المحصورة ما بين شارع فيصل وكوبري الشيشيني تشهد الآن أعمال تطوير لتضم مواقف سرفيس وساحات انتظار ومطاعم ومحال حضارية؛ لخدمة المواطنين وتحسين المظهر العام.

تطوير مسار الترعة حتى كوبري الصحابة

تواصل محافظة الجيزة بمعدلات تنفيذ عالية، أعمال تغطية وتطوير وتأهيل ترعة المريوطية بالقطاعات التالية لكوبري الشيشيني، وذلك من كوبرى الشيشينى حتى كوبرى فلفلة بطول 650 متر، ومن كوبري فلفلة حتى الطريق الدائرى بطول 1300 متر، والقطاع الثالث حتى كوبرى المنشية بطول 500 متر، والقطاع الأخير حتى كوبرى الصحابة بمنطقة منشأة البكاري.

وتستهدف خطة التطوير إنشاء ساحات انتظار كبيرة للسيارات ومواقف سرفيس حضارية وبارتشينات لمحال تجارية ومطاعم نموذجية، إلى جانب إنشاء كباري للسيارات والمشاة (يوترن) وممشى حضاري بطول المسار، وذلك في ضوء أعمال التطوير ورفع الكفاءة للعديد من المحاور المرورية المؤدية للمتحف المصري الكبير والمناطق الأثرية.

خطة لتشغيل المواقف الجديدة

وجه اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة بتسريع وتيرة العمل لإنجاز الأعمال وتحقيق الاستفادة منها، مشددًا على متابعة الشركات المنفذة لضمان الالتزام بالمواصفات والمواعيد المحددة لتسليم تلك المشروعات وفقًا للعقود المبرمة.

وكلف محافظ الجيزة، رئيس جهاز السرفيس بتجهيز خطة لتشغيل مواقف السرفيس الجاري تنفيذها أعلى القطاعات المغطاة، مع مراعاة تنوع خطوط السير وتعددها لتحقيق الاستفادة للمواطنين عقب الانتهاء من الأعمال والتجهيزات اللازمة.

وشدد اللواء أحمد راشد، على ضرورة تدعيم الساحات والمواقف ومنطقة الأكشاك الحضارية بمقاعد للانتظار وبالوعات صرف للأمطار وأعمدة إنارة وتجهيزها بالشكل الامثل مع مراعاة دعمها بالمظلات.