العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

” طه حسين أدبيا ” على مائدة كتاب معرض الكتاب في دورته ال54

0

” طه حسين أدبيا ” على مائدة كتاب معرض الكتاب في دورته ال54

متابعة – علاء حمدي
عقدت أمس الأحد، ندوة “طه حسين أديبا” بالقاعة الرئيسية “صلاح جاهين”، في بلازا ١ بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وذلك ضمن فعاليات الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
حضر الندوة الأديب يوسف القعيد، والناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، والكاتبة الدكتورة نورا عبدالعظيم، وأدار اللقاء الإذاعي حسن مدني.
في البداية وجه الإذاعي حسن مدني، الشكر لوزارة الثقافة ممثلة في الدكتورة نيفين الكيلاني، وأيضا للهيئة المصرية العامة للكتاب ممثلة في الدكتور أحمد بهي، صاحب هذه الدعوة لهذه الندوة، التي تتناول الحديث عن جوانب عدة في حياة عميد الأدب العربي طه حسين، فهو بمثابة قامة أدبية كبيرة في الفكر والثقافة والتنوير.
وأضاف مدني، أن الدكتور طه حسين شخصية غزيرة بالمؤلفات، فلا بد أن نتحدث عنه من الحين لآخر حتى تتعرف الأجيال الجديدة والمقبلة لهذه الشخصية التنويرية، فهو مؤرخ أدبي من مواليد محافظة المنيا، وله العديد من الكتب والدراسات والروايات، التي تحول بعضها إلى أعمال سينمائية.
من جهته قال الأديب يوسف القعيد، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد بمثابة حدث ثقافي مهم، فقد حضرت أول دورة له في دار الأوبرا المصرية، كما أحرص دائما على حضور دوراته المتعددة حتى الآن.
وتابع: لقد حالفني الحظ عندما عملت بمجلة “المصور” كاتبا صحفيا، من مقابلة عميد الأدب العربي قبل وفاته بأربعة أشهر لإجراء حوارا صحفيا معه بعنوان “اللغة العربية تمر بأزمة حادة” والذي نشر في عام ١٩٧٣.
وأضاف القعيد، أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كان يتحدث اللغة العربية الفصحى بصوت عالي. واستعرض القعيد، أبرز المواقف التي جمعته بتلاميذه، فذكر منها على سبيل المثال موقفه مع تليمذته النجيبة الدكتورة سهير القلماوي، التي تعد أول طالبة تلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية، وكانت تتعرض للعديد من المضايقات، فخصص لها حراسة تلازمها من منزلها حتى الجامعة والعودة لمنزلها مرة أخرى، فكان طه حسين مساندا وداعما لكل تلاميذه وقدوة لهم بمواقفه الإنسانية.
وأكد القعيد، أن طه حسين خاض العديد من المعارك الأدبية المهمة في حياته، فوصف رواياته بالرؤية وليس بالسماع رغم أنه لا يري، موضحا أن الأعمال الذي كتبها طه حسين موجود القليل منها الآن وليس الكثير حتى تتعرف الأجيال الحالية والقادمة بقيمة عميد الأدب العربي، فمن يقرأ رواية “دعاء الكروان” يكتشف أنه رجل يرى لكنه ضرير، فكانت لديه ثقة واعتزاز بالنفس، ومعبرا عن العديد من القضايا الإنسانية والمجتمعية في أعماله.
أعربت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، عن سعادتها بالمشاركة في ندوة “طه حسين أدبيا”، والجلوس بين هذه المنصة وخاصة أستاذها الأديب يوسف القعيد.
وقالت عبدالحميد، لقد أهداني الأديب يوسف القعيد في عام ٢٠١٦، صفحة رقم ٢٠ المنشورة بمؤسسة الأهرام بها مقال للأديب طه حسين يحمل عنوان “طه حسين يكتب عن ميلاده”، هذا المقال أعيد نشره بعد ١٠٠ عام بجريدة “الصفوري” والذي يحتوي على عدة معلومات ثرية عن الاحتفال بمولده، حيث كتب هذا المقال بعد عودته من فرنسا في أول اجازة له أثناء الدراسة بها.
وأضافت عبدالحميد، أن طه حسين ولد بقرية صغيرة بمحافظة المنيا، هذه البلدة التي يميزها سوى علامة الكليو، فهو علامة كبرى في تحدي المستحيل، فكان أمل والده حسين علي سلامة أنه يحظى تلاوة القرآن الكريم وبعد سماع صوته العذب لم يدرك أنه نجله. وطالبت عبدالحميد، أنه لا بد أن تدرس كل مؤلفات عميد الأدب العربي طه حسين في المدارس والجامعات.
وأشارت عبدالحميد، إلى “هيلين كيلر” أول كاتبة أمريكية ضريرة كتبت عن طه حسين، كونها أحد أهم الشخصيات النسائية التي حضرت إلى مصر لمقابلة عميد الأدب العربي. وألقت عبدالحميد بعض أبيات من رثاء الشاعر نزار قباني لعميد الأدب العربي بعد وفاة بقصيدة بعنوان “ضوء عينيك..”.
وأوضحت عبدالحميد، أن طه حسين تحدث عن مستقبل الثقافة في مصر، ونهضة التعليم وارتباطهما ببعض، بهدف الحفاظ على هويتنا، كما تحدث أيضا عن كتابه الشهير “الثقافة ومستقبل مصر”، حيث تناول هذا الكتاب الحديث عن اللغة العربية، ومجانية التعليم، والترجمة.
ومن ناحيتها قالت الكاتبة الدكتورة، نورا عبدالعظيم، إن الدكتور طه حسين، تأثر بالأدب العربي، ويعد أحد أهم الأدباء العرب في القرن العشرين، فقد استحق لقب عميد الأدب العربي لغزارة مؤلفاته.
وأضافت عبدالعظيم، أن طه حسين ناقش العديد من القضايا الأدبية والفكرية في مؤلفاته، فقد أصدر كتاب “الشعر الجاهلي” والذي أثار العديد من الجدل في الوسط الثقافي متصدرا الصحف والمجلات، مؤكدا أن الشعر الجاهلي كان منحول، كما ذكرت مقدمة الكتاب، وأيضا بالنسبة لكتاب “الثقافة ومستقبل مصر” من أهم المؤلفات التي أحدثت جدلا موسعا لا تقل عن كتابه السابق، وكذلك كتاب “مع أبي العلاء في سجنه” صور خلاله التشابهة بينه وبين أبي العلاء من خلال الظروف الحياتية، وايضا كتاب “قادة الفكر”.
وأكدت عبدالعظيم، أن طه حسين كان مناصرا لقضايا المرأة وعبر عن ذلك في روايته الشهيرة ” دعاء الكروان” صور خلالها معاناة المرأة، حيث تحولت هذه الرواية فيما بعد إلى فيلما سينمائيا، فطه حسين كان رائدا تنويريا.
وقد افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء الماضي فعاليات الدورة ٥٤ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية، كما تفقد أجنحة المعرض، ومعرض الطفل. ويقام المعرض خلال الفترة من ٢٦ يناير الجاري حتى ٦ فبراير المقبل.
وتأتي هذه الدورة تحت شعار “على اسم مصر نعم نقرأ.. نفكر.. نبدع”، وتحل المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف هذا العام، وتحمل شخصية المعرض اسم الشاعر الراحل صلاح جاهين، وشخصية معرض الطفل الكاتب كامل كيلاني، وبمشاركة 1047 ناشر ممثلين من 53 دولة عربية وأجنبية، وسوف تظم 500 فعالية ثقافية وفنية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد