العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

زلزال الفجر يثير الرعب بالمنطقة.. هل مصر مُهددة بهزات قوية بعد وقوع 34 هزة ارتدادية في 20 ساعة

0

كتبت:وفاء.البسيوني

هل دخلت مصر في حزام الزلازل”.. سؤال كثر مؤخرا في ظل تعدد الزلازل التي تشهدها الدولة في الآونة الأخيرة، حيث ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجة وسط تركيا وشمال غرب سوريا فجر اليوم الإثنين،

ما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، وتبع الزلزال العنيف نحو 33 هزة ارتدادية، شعر بها سكان مصر وفلسطين وقبرص ولبنان وعدة دول أوروبيه

ولم يمض سوى 8 ساعات على الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، حتى سجلت محطات شبكة الزلزال هزة أرضية أخرى في الساعة 12:24، بقوة 7.7 ريختر وعلى عمق 10 كم، شعر به المواطنون في بعض المحافظات المصرية،

ما أثار حالة من الفزع والخوف بين المواطنين خاصة أن هذا الزلزال يعتبر الثاني خلال اليوم، مع تحذيرات تركيا من خطر تسونامي بعد زلزال اليوم.

ويعد هذا الزلزال هو الرابع خلال هذا الأسبوع فقط، حيث سبقه في يوم الجمعة الماضية، حدوث هزة أرضية شعر بها أهالي مدينة الغردقة، وقع بالقرب من السواحل الشرقية لمصر، بينما بدأت سلسلة الزلازل والهزات الأرضية الأخيرة يوم الأربعاء الماضي، حينما حدث زلزال شعر به عدد كبير من سكان القاهرة الكبرى، واستمر الزلزال لعدة ثوان حتى شعر به الجميع رغم أن قوة الزلزال لم تكن كبيرة

وأعلن المعهد الأمريكي للزلازل، أن الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا بلغت قوته 7,9 درجات، ووصلت توابعه إلى العراق ولبنان، وهو الزلزال الذي شعر به سكان بعض المحافظات المصرية، وخلال آخر 20 ساعة وقع 34 زلزال، كان أقواها ما شعر به السكان في مصر، وهو واحد من 3 زلازل حدثت في تركيا، الأول جنوب نورداجي، بدرجة 5.6 ريختر، والثاني وسط تركيا، بقوة 6.7 ريختر، والثالث شرق نورداجي، وهو الأقوى على الإطلاق بقوة 7.8 درجة.

تلك الزلازل المتكررة تسببت في تزايد الرعب والخوف في أنفس المواطنين، من دخول مصر حزام الزلازل، خاصة أنها تحدث في المناطق الأكثر تعرضا للهزات الأرضية في القاهرة، وتكرار الزلازل جعل المواطنين يربطون بينها وبين زلزال 1992، حيث إنهم يخشون من حدوث توابع قوية لزلزال اليوم الذي ضرب تركيا،

وقال،مع جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية للرد على تساؤلات المواطنين.

ويوضح “القاضي”، أنه عندما يحدث الزلزال يحرر من طاقته نحو 70% والباقي يأتي تبعاً عبر عشرات وأحياناً مئات الهزات الارتدادية، لا تستقر الطبقات الأرضية بعد زلزال قوي ولا تفرغ كامل طاقتها الكامنة عبر الزلزال الرئيس، وعليه نجد أن الزلزال الرئيس يُتبع بهزات ارتدادية تستمر لبضع أيام وأسابيع وربما أشهر

ومع وجود زلازل وهزات أرضية نشعر بها كل حين والآخر يبقى السؤال، ما سبب تكرار الزلازل، ليجيب رئيس معهد البحوث الفلكية، موضحا أن الزلازل تحدث نتيجة حركة الفوالق أو الصدوع الأرضية ونتيجة هذه الحركات تتولد طاقة هالة نتيجة الإجهادات والضغوط على الصخور، فيحد الكسر الذي يولد زلازل، خاصة عندما تكون المنطقة ملتقى مجموعة من الفوالق النشطة مثل وضع الزلازل الأخير.

كما يؤكد “القاضي”، أنه يتم تسجيل زلزال أو اثنين بشكل شبه يومي سواء في شرق البحر المتوسط أو في شمال البحر الأحمر ولكن المواطن لا يشعر بكل الزلازل التي تحدث، فكلما زاد عمق مركز الزلزال كلما زادت الدائرة الجغرافية للشعور به

قال.رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، عن دخول مصر حزام الزلازل، مؤكدا أن مصر خارج حزام الزلازل وهذه المناطق معروفة، ومص بعيدة كل البعد عن الدخول في حزام الزلازل ولن تدخل في الفترة العمرية التي نعيش فيها، لذا لا يوجد أي خطورة على المواطنين من الهزات الأرضية الأخيرة، حيث إن أغلب هذه الهزات يكون مركزها خارج مصر.

والدقة العالية التي تتميز بها محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، هي سبب رصد الهزات الأرضية في وقت قصير، حيث يتم رصد ما بين زلزال أو اثنين يوميا، بعضها يكون غير محسوس، مثل الهزات الصغيرة التي تتراوح قوتها ما بين 1.5 ودرجتين على مقياس ريختر، أما الهزات المتوسطة تتراوح قوتها بين 3.5 و4 درجات على مقياس ريختر، لكن الزلازل الكبيرة هي التي تتجاوز درجة قوتها 5.5 على مقياس ريختر

تأتي هذه الهزات في تركيا ضمن سلسلة من الهزات التي ضربت الدولة مؤخرا تراوحت بين 3.9 و4.9 درجة، حيث تقع تركيا على خطوط صدع زلزالية رئيسية، وسبق أن ضربتها عدة زلازل مدمرة، كان أحدها بالقرب من إسطنبول في عام 1999 وأسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص وإصابة نحو 45 ألفا.

كما وقع زلزال بقوة 6.6 درجة على مقياس ريختر، في نهاية أكتوبر 2021، قبالة ساحل قضاء “سفري حصار” بولاية إزمير غربي البلاد، وأسفر عن مقتل 115 شخصا وإصابة 1034، ولكن كان زلزال اليوم هو الأقوى من زلزال 1999، فحتى الآن تسبب في وفاة أكثر من 1500 شخص، وإصابة أكثر من 7 آلاف حتى الآن، ومازال البحث تحت الأنقاض

وعن تصنيف مصر ووضعها عالميا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فمصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث إن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصري حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة.

ومصر آمنة تمامًا من منطقة حزام الزلازل نظرًا لأنها تبعد 450 كيلومتر من هذه المناطق، والتربة والطبقات الأرضية في الأراضي التركية تسببت في حدوث هذه الكوارث خاصة مع قربها من منطقة حزام الزلازل، لهذا مصر آمنة نتيجة طبيعتها الجغرافية، بحسب معهد البحوث الفلكية.

الحزام الزلزالي المحيطي حول المحيط الهادى، هذا هو أكبر حزام زلازل في العالم، حيث تحدث حوالى 80٪ من أكبر الزلازل فى العالم (بقوة 8 وما فوق)، بسبب تقارب الصفائح.

حزام الزلازل فى جبال الألب والهيمالايا يمتد حزام الزلازل هذا من جافا إلى سومطرة في إندونيسيا عبر جبال الهيمالايا والبحر الأبيض المتوسط، ويصل إلى المحيط الأطلسي ويمثل حوالي 17٪ أكبر زلازل في العالم، حيث تتحرك الألواح في اتجاهين متعاكسين مما يؤدي إلى حدوث هذه الكوارث الطبيعية.

حزام الزلازل بمنتصف الأطلسي يتبع حزام الزلازل هذا التلال، وعلى الرغم من أنه مسئول عن 3٪ فقط من الزلازل الكبيرة، إلا أن حوالى 5 ملايين من الزلازل تحدث سنويًا على طول هذا الحزام، ولكن معظمها صغير جدًا بحيث لا يمكن الشعور به، ويمثل هذا الحزام منطقة التقاء الصفائح القارية

وطالب القاضي، المواطنين بضرورة التصرف بحذر عند الشعور بالهزة الأرضية والالتزام بإجراءات السلامة، والالتزام أيضا بالتعليمات المذكورة في الدليل الاسترشادي لمركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.

  • تفعل عند حدوث الزلزال إرشادات للسلامة
  • لا تفزع وحاول التصرف بهدوء وعقلانية أينما كنت لحظة حدوث الزلزال.
  • ابتعد عن الأشياء غير المثبتة كالخزائن والرفوف والنوافذ .
  • اجلس وتمدد تحت طاولة أو كنبة كبيرة الحجم .
  • قم بفصل الكهرباء والغاز .
  • إذا كنت تقود سيارتك عند حدوث زلزال فعليك التوقف فورا إلي جانب الطريق.
  • تجنب إيقاف المركبة تحت الجسور أو خطوط الضغط العالي

ويتساءل الكثير، هل كثرة الزلازل من علامات الساعة، وعقوبة من الله للبشر أم لا، لأنه من المعروف أن كثرة الزلازل من علامات الساعة الصغرى، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ.

يجيب الدكتور عطية لاشين أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بالأزهر الشريف، على هذا السؤال، قائلا إن جنود الله التي يسلطها على عباده كثيرة لا يحيط بعددها ولا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: “وما يعلم جنود ربك إلا هو”، وقال في سورة الإسراء: “وما نرسل بالآيات إلا تخويفا”، وفي سورة وقال في سورة الزمر “ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ.

ويؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، أن المسلمين حينما يكونون بعيدين عن ربهم ومقصرين في طاعتهم، ومفرقين في القيام وحقوقه، فإن الله عز وجل يرسل لهم من الآيات لكي يستيقظون، ويعلنون توبتهم وأوبتهم إلى الله، هذه الجنود التي يرسلها الله لعباده مخوفا ومنذرا ومحذرا لهم عاقبة تقصيره، وما حدث في الآونة الأخيرة من كثرة الزلازل دليل لذلك

ويوضح “لاشين”، أنه في غضون عشرة أيام حدثت أربعة زلازل ولكن الله لطف بنا، إذ إنها لم تكن قوية وإلا كانت قضت على الأخضر واليابس وآخرها ما حدث في تركيا وسوريا من الزلازل التي خلفت خرابا ودمارا وهدما لبعض المنازل، لذا لزم ووجب علينا الاتعاظ والاعتبار وزيادة القرب من الله وأداء شعائر الله عز وجل حتى لا يعاقبنا الله بمثل هذه الزلازل.

.

كما أن ذلك تحذير للناس من الموت المفاجئ، وأنه لا يمكن لأي مخلوق أن ينتظر، وأن أفضل شيء يمكن أن يفعله الإنسان هو الأعمال الصالحة والعبادة على أساس الإيمان الصادق، مثل الصلاة وقراءة القرآن ودفع الصدقات ومساعدة الفقراء والمحتاجين

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد