العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن القعقاع وخالد في ساحة الغدر

0

الدكروري يكتب عن القعقاع وخالد في ساحة الغدر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية والإسلامية أنه عندما وجاء يوم الخيل ذات السلاسل التى كانت في شهر المحرم من السنة الثانية عشرة من هجرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حيث وصل الكتاب من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إلى خالد بن الوليد رضى الله عنه يأمره بالتوجه إلى الشام، وما إن وصل إلا وقد طلب خالد المدد من أبى بكر فاختار القعقاع بن عمرو لهذه المهمة الجليلة، وكان على الجانب الآخر جانب العدو، وفي منطقة الأبلة يقف هرمز أمير هذه المنطقة من قبل فارس، وقال خالد لجنده لما وجد الفرس، قد استولوا على الماء ألا انزلوا وحطوا أثقالكم، ثم جالدوهم على الماء، فلعمرى ليصيرن الماء لأصبر الفريقين، وأكرم الجندين، فحطت الأثقال والخيل وقوف.
ثم زحف خالد لملاقاتهم ودار قتال عنيف شارك فيه القعقاع بن عمرو رضي الله عنه تحت قيادة خالد بن الوليد وشقيقه عاصم بن عمرو رضي الله عنهما، وقد خرج هرمز مناديا خالد بن الوليد إلى النزال، فمشى خالد إليه، وكان لقاء بطوليا عظيما باشر فيه القائد بنفسه صراعه مع خصمه، ولك يخرج جنديا غيره، وقد وقف القعقاع وقد توقدت عيناه وقريحته الفياضة يرقب هذا الصراع، ويهلل كلما وجه خالد ضربة لخصمه، حتى اختلفا ضربتين واحتضن خالد هرمز وفجأة خرج عدد من جنود الفرس، يريدون الغدر بخالد بن الوليد رضي الله عنه، فعند هذه اللحظة، أخذ القعقاع رضي الله عنه، بعنان فرسه، وانطلق يسابق الريح حتى تجاوز المضمار، وضرب يمينا وشمالا في وجوه الذين أرادوا بخالد شرا.
حتى تراجعوا وتساقطوا وأمن خالد بن الوليد شر مكرهم، وفى اليرموك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعدما سمع بمكر الروم” والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد” وكتب إليه كتابا وقد كان خالد بن الوليد فى الحيرة وهى مركز قيادته، وقد أمره فيها أن يمضى للقاء الروم، وأرسل له مددا كبيرا، وكان مع خالد القعقاع بن عمرو رضى الله عنهما، وتحرك خالد بن الوليد بنصف جيشه فى العراق وترك النصف الآخر للمثنى، ومضى ومعه القعقاع بن عمرو، يستعين به فى المهام الشاقة، والتحقت القوات بقوات المسلمين في الشام، ووقف خالد بعد أن أصبح أميرا على كل الجيوش الإسلامية التي التحقت به وقد بلغ قوامها ستا وثلاثين أو أربعين فرقة، وجعل خالد على ميمنته عمرو بن العاص.
وعلى ميسرته يزيد بن أبي سفيان، بينما كان قلب الجيش بقيادة أبي عبيدة أمين الأمة وعلى مجنبتي القلب عكرمة بن أبى جهل والقعقاع بن عمرو، رضي الله عنهما، وقد أمر خالد بن الوليد أن يبدأ القتال من مجنبتي القلب، وكانت البداية والتحم الجيشان فى قتال لا ينساه التاريخ، تلألأ فيه القعقاع وسيفه المبارك ليضرب قوى الشر والكفر، وفوق سور دمشق انتهت اليرموك وجاءت أنباء تقول إن قوات جديدة من الروم دخلت دمشق لتحميها وتمنع عنها المسلمين، وقد علم أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه، بذلك فسار إلى دمشق والقعقاع جندى من جنوده ومعهما خالد رضي الله عنهم، ولما وصلت جيوش المسلمين وفرقهم إلى دمشق ضربوا حصارا قويا حولها.
استمر سبعين يوما دون جدوى، لذلك قرر الجنديان خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو، رضي الله عنهما، تسلق السور المرتفع لمدينة دمشق ولما دخل الظلام تسلق القعقاع وصاحبه أحصن مكان في حصن دمشق وصعد المسلمون خلفهم ثم هاجم خالد وجنوده، ومعه القعقاع، حماة الحصن من أعلى، فقتلوهم، وفتحوا الأبواب وصرخوا الله أكبر، الله أكبر، فانهارت كل مقاومة في المدينة، ودخل المسلمون دمشق بعد حصار طويل.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد