العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

لماذا زادت موجات العواصف الترابية والتقلبات المناخية في مصر؟هيئة الأرصاد الجوية..تجيب

0

كتبت:وفاءالبسيوني

تغيرات مفاجئة ومتلاحقة شهدتها الأحوال الجوية في مصر خلال الأيام الماضية، بدءًا من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة مصحوبة بعاصفة ترابية مصحوبة بأمطار صيفية، مرورا برياح شديدة تسببت في سقوط لوحات إعلانية.

مناخ متقلب مر خلال عدة أيام وكأنه يجمع الفصول الأربعة معًا، وسط توقعات بعودة هذه التقلبات العاصفة المصحوبة بارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.. فما هي أسباب التغيرات المناخية في مصر؟!

يقول الدكتور أحمد عبدالعال، الرئيس السابق لهيئة الأرصاد الجوية، إن التغيرات المناخية التي تشهدها مصر خلال هذه الفترة بسبب أنها ما زالت في فصل الربيع، ومن سمات موسم الربيع وجود رياح خماسينية،

مصحوبة بارتفاع في درجات الحرارة، درجات الحرارة في فصل الربيع تكون أعلى بدرجات عالية عن فصل الصيف، ولكن درجات الحرارة في فصل الصيف تكون الرطوبة مرتفعة وهذا يؤدي إلى الإحساس بارتفاع الحرارة عن المقاس الفعلي

ولكن في الربيع تكون نسبة الرطوبة خفيفة، وأقل كثيرًا عن فصل الصيف، ولذلك نقول إن هذا طبيعي في فصل الربيع، مع مراعاة أن هذه التغيرات المفاجئة جاءت نتيجة التغيرات المناخية التي أثرت على العالم بما في ذلك مصر.

وهنا يجب مراعاة التغيرات المناخية، لأنه من المعروف أن هذه الظواهر المناخية تحدث في شهري مارس وأبريل كما هو معروف دائمًا ولم تمتد إلى مايو ويونيو من قبل، ولكن التغيرات المناخية هي التي تسببت في امتداد هذه التقلبات إلى شهري مايو ويونيو، وكذلك تسببت في هطول أمطار وصلت إلى القاهرة والسواحل ونحو ذلك، وهذا نوع من تأثير التغيرات المناخية التي حدثت في مصر.

ويشير الدكتور أحمد عبدالعال، أن مع التغير المناخي لا يمكن من خلاله التنبؤ بما سيحدث في الأشهر القادمة، حيث إن تغير المناخ ليس له حالة أو ظاهرة معينة في العالم يمكننا تعميمها أو حتى على مستوى دولة واحدة.

“لذلك في ظل التغيرات المناخية، ننصح الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، عند حدوث تقلبات مناخية مصحوبة بعواصف ترابية أو نشاط رياح، بضرورة ارتداء كمامة حتى أثناء تواجدهم في المنزل بسبب عدم قدرة مرضى الجهاز التنفسي على التحمل، مع مراعاة عدم المشي في الشمس لفترات طويلة

ولكن من اضطر للمشي يجب أن يكون معه غطاء أو مظلة أو ما شابه مع الاهتمام بزيادة تناول السوائل وخاصة الماء، وفي هذه الأجواء يجب ألا ينتظر الشخص أن يشعر بالعطش، ولكن عليه مراعاة أخذ جرعة من الماء كل خمس أو 10 دقائق، مع الحرص على ارتداء الملابس القطنية الخفيفة، مع الانتباه إلى وضع وعاء ماء للطيور ليشرب منه، رحمة بهم من هذا المناخ.

ويقول خبير المناخ مجدي علام، إن ما تتعرض له الأحوال الجوية في مصر هو جزء من سلسلة من التغيرات المناخية، التي تعتبر مؤشرًا على تحول التغيرات المناخية لانقلاب مناخي، تأثيراته بدأت في الظهور في كثير من أنحاء العالم حاليًا، وظهرت في كل دولة بوجه مختلف، منها حرائق الغابات والجفاف والتصحر،

وماحدث في مصر يسمى “بالظواهر المناخية الجامحة”، وهي شديدة الخطورة، وهذه النوعية من الظواهر تبدو نادرة الحدوث كل مئات السنوات، ومعناها خلل شديد في الدورات المستقرة للمناخ، والفصول الأربعة فيتقلب معها الدورات الأساسية الصيف والربيع الخريف والشتاء، في يوم واحد قد نراهم جميعًا

كما أن تفاقم هذه التغيرات يأتي بفعل تضخم حجم الأدخنة الصناعية والاحتباس الحراري وتأثر الغلاف الجوي، مما ألغى ثبات الفصول فكسر استقرارها ويكاد رجوعها لدورات متتالية.

ويشير علام، إلى أن التغيرات المناخية لا تحدث في يوم وليلة، ولكنها تستغرق عقودا تبدأ من 10 سنوات حتى ألف سنة، وسابقًا كنا نتعامل مع تغيراتها كل 10 سنوات لكن أصبحنا الآن لم نستطع السيطرة عليها، لأنها تسير بوتيرة سريعة جدًا،

لذا التغيرات التي حذرنا منها مرارًا وتكرارًا سابق، نجني ثمارها اليوم، فأصبح الغلاف الجوي غير قادر على امتصاص الحرارة التي تتصاعد من كوكب الأرض فتعود إلينا مرة أخرى، بكل محتوياتها من أدخنة صناعية وكيميائية.

ويضيف أن العاصفة الترابية وتغيرات الأحوال الجوية في طقس القاهرة الكبرى وأرجائها لن يستمر كثيرًا، لأنها ليست ظاهرة موسمية، بل تغير عابر أو مؤقت للأرصاد الجوية؛

لذا لا يمكننا تحديد مدة مؤكدة لها فأحيانا تنتهي في يوم، وأحيانا تدوم 10 أيام أو شهر، نظرًا لعدم ثبات الفصول في حلقة مستقرة كما اعتادنا سابقًا فأصبحنا نشاهد في اليوم الواحد ثلاث ظواهر متباينة من فصول مختلفة

ولماذا زادت موجات العواصف الترابية والتقلبات المناخية في مصر؟

يقول:محمد إبراهيم شرف، أستاذ المناخ التطبيقي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، مشكلة التغيرات المناخية هي مشكلة عالمية وليست مشكلة مصرية فقط؛

لذلك فإن المشكلة العالمية تحتاج إلى حل عالمي من جميع دول العالم، وبذلك مصر هي الأخرى تتلقى آثار التغيرات المناخية مثل أي مكان في العالم

تأتي العواصف الترابية التي حدثت في مصر بسبب رياح الخماسين في الربيع، لكن التغيرات المناخية زادت من هذه الآثار وازدادت معها الرياح وشدة الأعاصير، ورغم أننا اعتدنا على رؤية رياح الخماسين كل عام، ولكن الآن لماذا يحدث ذلك ويزداد ويصبح أسوأ؟ لأن الظواهر المناخية فعالياتها زادت وتغيرت، وزاد شكلها وقوتها عما كانت عليه من قبل.

وبالمثل، كانت الأمطار موجودة، لكنها زادت في الإسكندرية وأصبحت على شكل أمطار غزيرة، ولم يحدث هذا بشكل مستمر من قبل

وويضيف الدكتور شرف، هناك سببان رئيسيان في حدوث اللوافظ الغازية، الأول منهما هو تغير المركب الغازي للهواء إلى الغلاف الجوي، وهو يتغير بسبب الغاز والدخان والمواد العالقة من المصادر البشرية من النفايات الصناعية المستخدمة من قبل المصانع التي تستخدم الوقود الأحفوري،

سواء كان الفحم أو الزيت أو الغاز الطبيعي، وكذلك لوافظ الانبعاثات الغازية من محركات السيارات مثل محركات القطار في السكك الحديدية والمحركات الجوية،

وكذلك انبعاثات الغازات المنبعثة من الورش والمصانع الصغيرة، وكذلك ما يخرج من المنازل أثناء الطهي، وكذلك من الأجهزة الكهربائية في المنازل.

وعندما ارتفعت الغازات في الغلاف الجوي ارتفعت معه فاعلية الاحتباس الحراري وبالتالي حدث الاحترار وحدث تلوث للهواء، وأصبح الهواء ضارًا بالصحة والبشر والنباتات،

وبالمثل حدث ما يسمى بالمطر الحمضي، خاصة عند سقوط المطر في وجود الغازات، فيتحد الماء مع الغازات ويتحول إلى أحماض، مما تسبب في مشاكل على صحة الإنسان.

” كما أدى ذوبان الجليد إلى زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر، وهي مشكلة جديدة ظهرت في العالم. كل هذه الآثار البيئية لها آثار ضارة خاصة مع زيادة قوة الأعاصير، التي حدثت في مصر والتي تتشابه مع موجات تسونامي في البحر،

وهي موجات زلزالية تحدث عند حدوث زلزال في قاع البحر مباشرة، وتحدث في حاله وجود ارتفاع شديد في مياه البحر، وتشبهها الأعاصير الرملية التي تحدث في الأماكن الصحراوية عندما ينزل الهواء البارد واحدة ويصطدم بالأرض الصحراوية؛

مما تسبب في تحرك الرمال في حركة دائرية مسببة موجات، وهي نوع من زيادة قوة الأعاصير وقد زادت قوة العواصف الترابية الجوية

الحلول

يقول أستاذ المناخ التطبيقي بجامعة الإسكندرية، إن التغيرات المناخية التي حدثت في مصر، تعاني منها كل دول العالم بما في ذلك مصر،

لذلك مطلوب حل عالمي، وهذا الحل العالمي تنظمه اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP، والتي يناقشها مؤتمر الأطراف كل عام في العالم بأسره في محاولة لإيجاد حلول لإزالة الآثار من تغير المناخ.

وهذه الحلول عبارة عن نوعين، الأول يطلق عليه إجراءات التخفيف ونوع آخر يسمى إجراءات التكيف، وحول إجراءات التخفيف أن يتم تخفيف انبعاثات الغازات التي تدخل الغلاف الجوي، وبالفعل تحاول مصر التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، هناك أيضا إجراءات التكيف، وفي إجراءات التكيف يجب أن يكون للفرد دور في تطبيق ذلك، على سبيل المثال من خلال الاستغناء عن قيادة السيارات في المسافات الصغيرة، والاستغناء واستبدالها بركوب المترو أو السير أو استخدام الدراجات بهدف تقليل استهلاك الطاقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد