العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

# قصة مريم وعيسى # عليه السلام

0

# قصة مريم وعيسى #

عليه السلام

حَنَّتْ حِنَّةَ امرأتَ عِمرانَ إلى وَلَدٍ
فأراد اللهُ إطعامَها بعدَ وَجْدٍ
فَرَأتْ يوماً طائراً يغدو فرَحا
فَرَجىَ أمَلَها اليؤسُ مِنَ اللهِ فَرَجا
فقالَ أهلُ الرُّوئَ سَتُرزَقين ولدا
فلمَّا حَمَلت غُمِرتْ بِسرورِها
فَنَذَرَتهُ لِمن وَهَبهُ لها
فقَدَّرَ اللهُ أنْ يكونَ الحَملَ أُنثىَ
ويُخَلّدُ ذِكرُها ولا تُنسىَ
فَلمَّا وضَعتها قالت رَبِّى إنِّى وضعتُها أُنثىَ
فَجَبرَ كسرَها جابِرٌ .. فَتَقَبَّلها
وساقَ لُطفَهُ إلى ساقِ زَرعَتَها فأجبَرَها
فَرَبتْ فى رُبىَ .. وأنبَتَها
فأودَعَتها أُمها بيتَ مَقدِسِها
فَتَبارىَ القومُ بينَهُم
إذ يُلقُونَ أقلامَهُم
فَثَبُتَ قَلمُ زَكريا إذْ وَثَبتْ الأقلامُ فكَفَلها
وتَولَّىَ أمرها وكَفتَها
فأراهُ المُسَبِبُ غِناها عن السَّبَب
إذ رزقَها فى غيرِ الأوانِ ثَمَراً بِلا تَعَبِ
فَجُعِلَ رُباها من رَبِّها
وَرَبَّاها رَبَّها
فانتَبَذتْ يوماً من أهلِها
فأقبلَ عليها بريدُ السماءِ من عَليَّا
فَتَحَصَّنتْ بِحِصنٍ أبيَّا
إنِّى أعوذُ بالرحمنِ مِنكَ إن كُنتَ تقيَّا
فانزوىَ إلى زاوية زَوِيَّا
إنَّما أنا رسولُ رَبِكِ لأهِبَ لكِ غُلاماً زَكيا
فقامت فى مَهبِ ريح الروح
فتَنَفَّستْ الكَلِمةَ بِأمرٍ مِن اللهِ مَطروح
فَنَفخَ جبريلُ فيها ، واللهُ وَهَب
فَحَملتْ المرأةُ حَملاً بِلا سبب
فَلمَّا ظَهرَ عليها الحَملُ العَجَب
طَوَتْ نفسَها عن العيونِ طَي
فأخرجها الحياءُ الحَى
من نَجعِ أهلَ الحَى
فَلمَّا حان وَقتُ الوَضع
فأجاءَها المَخاضُ تحتَ نَخلةٍ ذاتَ جِذع
فَتَعَجَّبتْ من وجودِ ولدٍ فَسَالَ الدَّمع
فصاحَ لسانَها بالتَّساؤلِ لِماذا
ياليتنى مِتُّ قبلَ هذا
فأجابها المَلَك
عن أمرِ مَنْ مَلك
ألَّا تحزنى قد جعلَ رَبُكِ تحتكِ سَريا
وهُزِّى إليكِ بجذعِ النَّخلةِ تُساقطَ عليكِ رُطباً جَنِيَّا
فَهَزَّت فَرعَ جِذعٍ مائل مِثلَ الحَطبْ
فَتَساقَطَ عليها رُطَبَ الرُّطَبْ
فأخَذَها الجوىَ خَوفاً مِنَ الذُّلِّ
لِإعدادِ الجوابِ لِلكُلِّ
فقيلَ لها كِلىِ كُلَّ الكَلِّ
إلى من له القُدرةَ على الكُلِّ
قد كُنتِ بِمَعزلٍ من وجودِ الوَلد
فكونى بِمعزلٍ من العُذرِ وتَحَلِّى بالجَلَد
فالَّذى أوجَدَهُ يُقيمُ عُذرَ العَذراءِ لِأهلِ البَلد
ولا تَعجبى لِحملِكِ مِن غَيرِ أنْ يَمْسَسكِ أحد
فَما هوَ بِبَعيدٍ مِنَ الواحِدِ الأحَد
ما كان يَصْلُحُ أن ينزِلَ إلَّا بِمنزِلٍ
أركانهُ أُسِّستْ على عَمد
إنَّ اللهَ اصطفاكِ وطَهَركِ واصطَفاكِ
فلمَّا سَكَتتْ وسَكَنتْ
وعلى الرَحيلِ أمرَها عَقَدَتْ
فأتتْ بهِ قومَها تَحمِله
فَوَبَّخوها بِما مالا تَطيقُ تَحَمُّله
يا أُختَ هارونَ ماكان أبوكِ امرأَ سوءٍ
وماكانت أُمُكِ بَغيَّا
فأيقَظوا من عِندَ اللهَ نبيَّا
فأشارت إليهِ
فأَخَذتْ ألسِنَةَ التَّعَجُّبِ تَدوى دَويَّا
كيفَ نُكَلِمُ من كان فى المَهدِ صَبيَّا
وكأنَّها قالت أنا الطَّريق
وهذا مَنْ مَرَّ عليَّا
فاسألوا المُسافِرَ عن الطَريق
ولا تَسألونى لِما مَرَّ عليَّا
فقامَ عيسىَ يُمَخِضُ أطيابَ الخِطاب
بِما أوحىَ إليهِ رَبَّهُ وطاب
فأبرَزَ بالمَخضِ مَحضَ إبريزَ الإقرار
إنِّى عبدُ الله
وكأنَّهُ يُملى عَليهِم قرار
وأشارَ إلى وجودِهِ من غيرِ أبْ
وَبَرَّاً بوالِدَتى
ولم يَقُلْ .. وَبَرَّاً بِأبْ
ومُبَشِراً برسولٍ يأتى من بَعدى
وجلسَ على بابِ المُعجِزاتِ يُعطى
يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وبالمَستورِ يُفضى
فرُبَّما ألفىَ بِبابهِ خمسينَ ألفا
يُؤمونَ بهِ ويَلتَفونَ حوله لفَّا
ولقد نَهَرَ الدُّنيا فَطَلَّقَها أىَّ تَطليق
وأبغَضَها كَبُغضِ الرَّافضِ للصديق
وغَزَاها بِجُندِ الزُهدِ ، بينَ مُسَرِّحٍ ومُلَجَّمْ
وفَتَكَ بِها كما فَتَكَ بِعُثمانِ بن مَلجَمْ
ما التَفتَ إليها بوجهِ عَزمِهِ
ولا صَافَحها بِكَفِّ قلبهِ
ولا غَازَلَها بِلسانِ فِكرهِ
فلم يَعرِفُ الحقيقةَ سِوىَ الحواريين
فَشَمَّروا عن ساقِ العَزائمِ مُجتَمِعين
واتَّبعنا الرسولَ فاكتُبنا مع الشاهدين
فَمَكَرَ اليهودُ .. واللهُ خيرُ الماكِرين
فدخل عيسى مُدْخَلا
فأوشىَ بهِ يَهوذا فأُلقِىَّ عليهِ مُشبَّها
فَحَاقَ بالمَرءِ مُرَّ مُرَادَهُ فى وقتِها
وصَاحَ فيهِ حاكِم القَدَرِ
هذا نِتاجُ مَكرِكَ
وهذا نِتاجُ مَكرى
بقلم / ممدوح العيسوى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد