العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن زمن القاذورات والفواحش

0

الدكروري يكتب عن زمن القاذورات والفواحش

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 6 إبريل 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثم اما بعد إن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلا السبب في فرضيته، وهذا هو الخوف من الجليل.
والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل هو التقوى وهو العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، فهذه هي التقوى، فقد قال عمر بن عبد العزيز لصاحبه يكتب له وكان السلف كثيرا ما يكتبون يوصون، ونحن اليوم أيضا نستطيع أن نتواصى بها في الحق والصبر، فقال له “أوصيك بتقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين” وفعلا، إنها عاصم فى الفتنة، وحجاب عن المعصية، وستار بين العبد وبين الرذائل في الأقوال والأفعال، وما أكثرها في هذا الزمن، زمن القاذورات والفواحش.
وهذه المواخير الفضائية المفتوحة على الناس بالشر ليل نهار، لقد غرق الناس بالعفن، لقد غرقوا بالملوثات، تلوث الجو، ولا نقصد تلوث البيئة ببقايا النفط وعوادم السيارات، فإن هذا تلوث هين بالنسبة للتلوث الآخر، لقد تلوث الجو بالموجات التي تنقل هذه القاذورات، شبُهات وشهوات، هذا ما يعم به الجو اليوم أدمغة المسلمين وعقولهم، إنه ينقل إليهم هذا السم الناقع المبثوث في الهواء، إنك لا تراه، لكن الأجهزة تلتقطه وتبثه إلى الأدمغة، كثيرون اليوم يقولون اشتبهت علينا أمور، وتشككنا في آيات، اضطربت عندنا أحاديث، لماذا؟ فقد أصبحنا نسمع الكثير والكثير فقالوا قد سمعنا قس في قناة فضائية يقول كذا، وسمعنا شخص في قناة فضائية يقول كذا، وما عدنا ندرى ما الحق، كيف نفهم هذا؟ ما هو التوفيق بين هذا وهذا؟ ما هو الحق فى هذه المسألة؟
اضطربنا، تزلزلنا، فإن تلويث الأدمغة، وتلويث العقول، وإفساد القلوب اليوم يحتاج إلى مغسلة، وإن شهر رمضان مغسلة، ألم تر أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الجنازة “واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس” فإن هناك دنس كثير اليوم، وهناك ذنوب وخطايا كثيرة، فنحن نودع شهر مبارك ونسأل الله أن يجعله كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، ومعنى مغسلة، إنه مغسلة تجلو القلب، تذهب الصدأ، تزيل القسوة، فليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، فيقول أبو الدرداء قالوا “مه ما هذا؟ قال “يخلو بمعاصي الله فيلقي الله له البغض فى قلوب المؤمنين” ألا فلنتق الله جميعا ولنبادر بالتوبة، وليقدم كل منا ما بوسعه أمام هذا الخطر العظيم الذي يهدد بيوتنا وأسرنا، نسأل الله السلامة والعافية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد