تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- دعوة مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي لحضور الإحتفالية السنوية بعيد الطفولة بالإسكندرية
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن مائدة الأسرة ساحة فريدة للتواصل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام يحيى بن شرف النووى
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد على الإستعانة بالأكفاء
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مفهوم الأمن القومى
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن العمل عن بعد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الإسلام دين الحضارة والجمال
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فعل الخير
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن حب الإمام الحسن والحسين لدى الصحابة رضي الله عنهم
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام يحيى بن شرف النووى
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
لأن تجد عالما متبحرا في علم من العلوم سهل عليك، لكن الصعب أن تجد من يعمل بما علم، ويجعل من علمه شعلة إنارة وإصلاح للمجتمع الذي خربته الأهواء، ولم ير فصلا بين التبحر في العلم وضرورة تنزيله على الواقع المعاش بلا رهبة ولا رغبة؛ فتنعقد عليه آمال الجماهير العريضة ليكون طليعتهم في نشر الخير والعلم، وفي تغيير المظالم.. ومن هؤلاء القلائل (الإمام النووي).
أبو زكريا يحيى بن شرف النووي: الإمام الذي توافرت فيه صفات العالم الناصح الذي يُجاهد في سبيل اللّه بلسانه، ويقوم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مخلصٌ في مناصحته، وشجاعٌ لا يخشى في اللَّه لومة لائم.. وكان يملك البيان والحجة لتأييد دعواه كما كان الناسُ يرجعون إليه في الملمّات والخطوب ويستفتونه، فكان يُقبل عليهم ويسعى لحلّ مشكلاتهم.. وهو هو صاحب المؤلفات العظام والتي أنارت الطريق للأمة بأسرها، منها أشهر ثلاثة كتب يكاد لا يخلو منها بيت مسلم، وهى: “الأربعون النووية” و”الأذكار” و”رياض الصالحين”، وقد عزى كثير من العلماء ذلك إلى إخلاصه رحمه الله، فرب عمل صغير تعظمه النية.. فمع سيرة الإمام النووي ومواقف من حياته:
نسَبُه ومَوْلده
هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّى بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهى قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه.
ولد النووي رحمه اللّه تعالى في شهر المحرم سنة 631 هـ، في قرية نوى من أبوين صالحين، بدأ مبكرا في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكى لإِكراههم ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم، فاستجاب له.. وفى سنة 649هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق، وفى عام651هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق.
حَيَاته العلميّة
تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:
الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفى شبابه، وقد أخذ العلم منه كلَّ مأخذ، وأصبح يجد فيه لذة لا تعدِلُها لذة، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ، وقد حفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبى إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته.. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية، وغيرها.
الثاني: سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلَّ يوم اثنى عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.
الثالث غزارة إنتاجه، حيث اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذاب عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض آراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد، وقيل أنه لو قسم عدد الصفحات التي سطرها قلمه على عدد أيام عمره من الولادة للوفاة لكان الناتج أربعين صفحة لكل يوم!! ومن أهم كتبه “شرح صحيح مسلم” و”المجموع شرح المهذب”، و”رياض الصالحين” و”تهذيب الأسماء واللغات”، و”روضة الطالبين وعمدة المفتين”، و”المنهاج” في الفقه، و”الأربعون النووية”، و”التبيان في آداب حَمَلة القرآن”، و”الأذكار حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبّة في الليل والنهار”، و”الإِيضاح في المناسك”، وغيرها كثير مما تذخر به المكتبة الإسلامية.
شيوخه
تتلمذ على عدد كبير من العلماء في فروع العلم المختلفة.. فمن شيوخه في الفقه: الفزارى ت690 هـ إسحاق بن أحمد المغربى، محدّث المدرسة الرواحيّة، ت 650هـ، وفى الحديث: إبراهيم بن عيسى المرادى، ت668 هـ، وخالد بن يوسف بن سعد النابلسى، ت663 هـ، وفى علم الأصول جماعة، أشهرهم عمر بن بندار بن عمر بن على بن محمد التفليسي الشافعي، أبو الفتح ت 672هـ، وفى النحو واللغة الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي اللغوي، أبى العباس، ت664 هـ .
مسموعاته
سمع النسائي، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، والدارمي، وأبى عوانة الإِسفراييني، وأبى يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي، وشرح السنّة للبغوي، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الأنساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب البغدادي، وأجزاء كثيرة غير ذلك.
تلاميذه
وكان ممّن أخذ عنه العلم علاء الدين بن العطار، وشمس الدين بن النقيب، وشمس الدين بن جَعْوان، وشمس الدين بن القمَّاح، والحافظ جمال الدين المزي، وقاضى القضاة بدر الدين بن جماعة، ورشيد الدين الحنفي، وأبو العباس أحمد بن فَرْح الإِشبيلي، وخلائق لا يحصيهم العد.
أخلاقُه وَصفَاتُه
اتصف الشيخ رحمه الله بصفات حميدة وعديدة قل أن تجتمع في رجل نذكر منها:
الزهد: فقد تفرَّغَ الإِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك.. والذى يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش.
الورع: وفى حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورع شديد، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق، ولما سُئل عن سبب ذلك قال: إنها كثيرة الأوقاف، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها اختلاف بين العلماء ومن جوَّزَها قال بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسى؟ واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار، وكان لدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً، بل كان يجمعُها عند ناظر المدرسة، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئاً، وكان لا يقبل من أحد هديةً ولا عطيّةً إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء وجاءت ممّن تحقق دينه، وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية، ولم يكن يبتغى من وراء ذلك شيئاً.
مُناصحَتُه الحُكّام
ذا الميدان قصر فيه كثير من العلماء الذين قصروا جهودهم على البحث والدرس؛ فأطالوا بسكوتهم أعمار الظالمين، وصدق القائل:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبـــار ســــوء ورهبانهـا
كثير منا لا يعرف عن النووي إلا أنه صاحب كتاب رياض الصالحين أو الأذكار أو غيرهما، وما أسهل التأليف إذا ما قيس إلى أعباء مواجهة الباطل وإلزام الناس الحق، لا سيما إذا صدع صاحب الحق به بين يدى الظالمين؛ لأجل ذلك فإن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، ويتجلى هذا الأمر عند استعراض موقف النووي من الظاهر بيبرس سلطان المسلمين في هذين الموقفين:
الأول: قضية الحوطة على بساتين الشام لما ورد دمشقَ من مصرَ السلطانُ الملكُ الظاهرُ بيبرسُ بعد قتال التتار وإجلائهم عن البلاد، زعم له وكيل بيت المال أن كثيراً من بساتين الشام من أملاك الدولة، فأمر الملك بالحوطة عليها، أي بحجزها وتكليف واضعي اليد على شيء منها إثبات ملكيته وإبراز وثائقه، فلجأ الناس إلى الشيخ في دار الحديث، فكتب إلى الملك كتاباً جاء فيه: “وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواعٌ من الضرر لا يمكن التعبير عنها، وطُلب منهم إثباتٌ لا يلزمهم، فهذه الحوطة لا تحلّ عند أحد من علماء المسلمين، بل مَن في يده شيء فهو ملكه، لا يحلّ الاعتراض عليه ولا يُكلَّفُ إثباته” يشير الشيخ لحديث [من أحيا أرضا مواتا فهي له]..فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه، فقالوا له: إنه ليس للشيخ راتب، وليس له منصب.
لما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفِدْ، مشى بنفسه إليه وقابله وكلَّمه كلاماً شديداً، وأراد السلطان أن يبطشَ به فصرف اللَّه قلبَه عن ذلك وحمى الشيخَ منه، وأبطلَ السلطانُ أمرَ الحوطة وخلَّصَ اللَّه الناس من شرّها.
الموقف الثاني: فرض الضرائب
وهذا موقف آخر يدل على أن الشيخ لم يكن موظف دولة يقوم بدور المحلل الذى يضفى الشرعية على تصرفات الظالمين، سجل السيوطي في كتابه “حسن المحاضرة” بعض الرسائل التي كانت بين الإمام النووي والظاهر بيبرس، وكان أكثرها خاصا بترك الضرائب المفروضة على الشعب مع ضيق ذات اليد فيقول في إحداها: “إن أهل الشام في هذه السنة في ضيق وضعف حال بسبب قلة الأمطار وغلاء الأسعار وقلة الغلات والنبات وهلاك المواشي، وأنتم ـ يقصد السلطان ـ تعلمون أنه تجب الشفقة على الرعية ونصيحتهم في مصلحته ومصلحتهم، فإن [الدين النصيحة].
وقد رد السلطان هذه النصيحة ردا عنيفا واستنكر على العلماء موقفهم منه وسكوتهم يوم كانت البلاد تحت سنابك الخيل في عهد التتار، يوم استولوا على الشام. (يعنى يمن على الشعب بأنه أرحم عليهم من التتار).. فيرد الشيخ ردا قويا، مؤكدا قوله ونصيحته، ومبينا أنها الميثاق الذى أخذه الله على العلماء {ليبيننه للناس ولا يكتمونه} وقال: وأما ما ذكر في الجواب من كوننا لم ننكر على الكفار كيف كانوا في البلاد ، فكيف يقاس ملوك الإسلام وأهل الإيمان والقرآن بطغاة الكفار؟ وبأي شيء كنا نذكر طغاة الكفار وهم لا يعتقدون شيئا من ديننا؟! وأما أنا فلا يضرني التهديد، ولا يمنعني ذلك من نصيحة السلطان؛ فإني أعتقد أن هذا واجب عليَّ وعلى غيري، وما ترتب على الواجب (يعنى من أذى وخلافه) فهو خير وزيادة، {وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد}، وقد أمرنا رسول الله أن نقول الحق حيثما كنا، وألا نخاف في الله لومة لائم. ونحن نحب السلطان في كل الأحوال وما ينفعه في آخرته ودنياه”.
وقد توالت رسائل الشيخ بهذه القوة الرفيقة، ولكن الظاهر لم ينتصح بنصيحته واستمر في جباية الضرائب من الرعية بدعوى أن الحرب تحتاج لمزيد من المال والعتاد، وقد جمع السلطان فتاوى العلماء في تأييد عمله، فكتب الجميع بما أراد، عدا النووي الذي زاد استمساكا برأيه، فأمر الظاهر بإحضاره ليوقع على ما وقعوا عليه.. فعندئذ أجابه الشيخ النووي بجواب عنيف بعد تلك الكتب الرقيقة الرفيقة بأن يبدأ بنفسه ومن حوله فيخرجوا المال الذى بحوزتهم فإذا لم يكف ما معهم فرضت الضرائب على الناس بقدر الحاجة”، وقال للسلطان بيبرس: أنا أعرف أنك كنت في الرق للأسير بندقار، وليس لك مال أصلا، ثم من الله عليك وجعلك ملكا، وسمعت أن عندك ألف مملوك كل مملوك له حياصة من ذهب ـ أى ثياب موشاة بالذهب في مضايقها ـ وعندك مائة جارية، لكل جارية حق من الحلي، فإن أنفقت ذلك كله وبقيت المماليك بالبنود الصوف بدلا من الحوائص، وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي، أفتيك بأخذ المال من الرعية.
فغضب الظاهر من هذا الكلام، وقال: اخرج من بلدي ـ أي دمشق ـ فقال: السمع والطاعة.. وخرج إلى نوى بالشام. فقال الفقهاء: إن هذا من كبار علمائنا وصلحائنا، وممن يقتدى بهم، فأعده إلى دمشق. فرسم السلطان برجوعه. فامتنع الشيخ وقال: لا أدخلها والظاهر بها.. فمات الظاهر بعد شهر.
وَفَاته
لم يعمر الشيخ طويلا، ولم يزد عمره عن خمس وأربعين سنة؛ ففي سنة 676هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى فمرض بها.. وتوفى في 24 رجب. ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً، وتوجّه قاضى القضاة عزّ الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره، ورثاه جماعة من العلماء رثاءً حارا..
وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلاَم المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزاً من العلم، لا زال العالم الإسلامي يذكره بخير، ويرجو له من اللَّه تعالى أن تناله رحماته ورضوانه.. فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به مع نبينا في جنات النعيم، {مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا}.