الطائرة الأوكرانية: لا دليل على أن الحادث كان متعمداً وإيران مسئولة بالكامل.
كتب /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب كان على متن الطائرة المنكوبة نحو 138 راكباً تربطهم صلة بكندا. خلص تقرير للحكومة الكندية بشأن حادث إسقاط طائرة أوكرانية فى إيران العام الماضى الى عدم وجود دليل يشير الى أن الحادث كان متعمداً بيد أنه قال إن إيران مسئولة بالكامل.
وتعرضت رحلة تابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752 لهجوم بصاروخين بعد إقلاعها من العاصمة طهران فى 8 يناير/كانون الثانى عام 2020 ولقى جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً مصرعهم.
وقالت إيران، التى إُهمت بعرقلة التحقيقات المستقلة إنها أخطأت وظنت الطائرة صاروخاً أمريكيا. وكان على متن الطائرة المنكوبة نحو 138 راكبا. ومن بين الجنسيات الأخرى التي كانت على متن الطائرة مواطنون أو مقيمون فى أربع دول أخرى هى أوكرانيا وبريطانيا وأفغانستان والسويد.
وقالت كندا يوم الخميس إن اللوم يقع على السلطات المدنية والعسكرية الإيرانية. وعلى الرغم من الإعتراف بأن مشغل وحدة دفاع جوى ربما تعامل من تلقاء نفسه فى إتخاذ قرار إطلاق الصاروخين خلص تحقيق جنائى إستمر ثمانية أشهر الى أن ذلك لم يكن ليحدث لولا إنعدام الكفاءة والتهور والتجاهل المتعمد لحياة البشر لدى المسئولين الإيرانيين.
وقال وزير الخارجية الكندى مارك غارنو فى مؤتمر صحفى يوم الخميس إيران مسئولة تماماً عما حدث لن تفلت من مأزقها بأى حال.
وخلص التحقيق الى أن صواريخ إيرانية مضادة للطائرات كانت ى حالة تأهب قصوى بيد أن السلطات لم تغلق مجالها الجوى ولم تخطر شركات الطيران العاملة فى ذلك الوقت.
وقال غارنو إن مشغل الصواريخ إتخذ عدداً من القرارات المعيبة للغاية كان من الممكن وحتماً تجنبها.
وأضاف أن القيادة العسكرية الإيرانية ووحدات المراقبة كانت بطيئة للغاية فى معالجة الإخفاقات وإتخاذ الإجراءات لمنع وقوع مأساة فى المستقبل.
ودعا المسئولون الى تقديم تفسير شامل وصريح من جانب النظام الإيرانى إذ يقر التقرير بعدم الوصول الى أدلة وموقع التحطم وشهود. ونفت السلطات الإيرانية فى البداية مسئوليتها عن التحطم كما سمحت بنهب موقع التحطم ثم هدمه بالجرافات.
بيد أنه مع تزايد الأدلة قال سلاح الجو التابع للحرس الثورى الإيرانى إن وحدة دفاع جوى أخطأت فى إعتبار طائرة بوينغ 737-800 صاروخاً أمريكياً.
وكانت الدفاعات الجوية الإيرانية فى حالة تأهب قصوى فى ذلك الوقت لأن البلاد كانت قد أطلقت لتوها صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية رداً على مقتل الجنرال الإيرانى البارز قاسم سليمانى فى غارة أمريكية بطائرة مسيرة فى بغداد.
وخلص تقرير نهائى لمنظمة الطيران المدنى الإيرانية فى مارس/آذار الماضى الى أن وحدة الدفاع الجوى المعنية فشلت فى تعديل إتجاه النظام بسبب الخطأ البشرى، ما دفع المشغل الى مراقبة الهدف وهو يطير غربا من [مطار الإمام الخمينى فى طهران] كهدف يقترب من طهران من الجنوب الغربى على إرتفاع منخفض نسبيا.
وقال غارنو يوم الاربعاء إن التقرير الإيرانى به ثغرات كبيرة ويلقى اللوم كله على أشخاص أقل رتبة. بيد أنه أقر بأن فريق الطب الشرعى التابع لحكومته إعتمد على التقرير وعجز عن إستخلاص إستنتاجات مغايرة لتفسير إيران الرسمى للخطأ البشرى.
وقال رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو فى بيان إن رواية إيران الرسمية للأحداث مخادعة ومضللة وسطحية وتتجاهل عن عمد العوامل الرئيسية. وأضاف: إتخذ كبار مسئولى النظام قرارات أدت الى وقوع هذه المأساة ولابد الا يسمح لهم العالم بالإختباء دون عقاب وراء حفنة من رتب عسكرية أصغر إتخذوهم كبش فداء.
وتسعى إدارة ترودو الى الحصول على تعويضات من إيران لتعويض أسر الضحايا.
كما أشارت الى إهتمامها بتوقيع عقوبات أو إحالة مسئولين أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن الحادث.