كوفيد- 20 .. “الخوف والهلع”
(أشقر وأصفر) شخصان اعتباريان تقاسما طرَفَي الطاولة المُستديرة لسويعاتٍ في وقتٍ متأخّرٍ من إحدى ليالي 1971 للتّفاهُم، وذلك بعد عداءٍ دام بين بلديهما عقدين من الزمان.وفي ختام تلك الجلسة الغامضة، سأل الأشقر الأصفر، أو بالأحرى سأل الضيفُ المضيفَ صاحبَ الأرض: “لماذا أرضك هذه أرضَ ألغاز؟”.أجابه الأصفر: لأنّك تنظر إليها من بُرجك العاجي بِعِداء، ومن (الخارج)، وثمّة 900 مليون نسمة لا يرونها ملغّزة من (الداخل)!
سنجيب عليهما بعد قليل.كوفيد- 19 رقم، وكوفيد- 20 رقمه أعلى، والرقم هنا إذاً هو رمزُ خطر، فالأخطر هو من ارتقى من كوفيد-19 إلى كوفيد-20.الّلُغز الذي يتعيّن التغلّب عليه لكونه وحيدُ قرنٍ تقاسمته الشعوب كلّها في أحضان الأقاليم والقارات كلِّها، بدءاً بالخوف والتباعد والاحتراز، مروراً على المَلَل والإهمال، وصولاً إلى مرحلة التعانق مع هذا السندباد الوبائي المتصاعد هندسياً مهما ارتقت أرقامه عمودياً، وبتصنيفاته الجغرافية، الصينية، والهندية، مهما اتسعت أُفقياً.بين عامي 1971 – 2021 خمسون عاماً عشتُها بإيمانِ أنّ الدنيا بخير، وأنّ الأخيار فيها أغلبية والأشرار أقلّية، وأنّ الذين يصنعون الأدوية والّلقاحات وسترة النّجاة وأدوات الإسعافات الأولية لإنقاذ الأرواح بالمجان، يفوق عددهم تجّارَ الموت، صانعوا القنابل والصواريخ، لجني الأرواح بالأرواح.
التقيت اليوم بعروسة متفائلة على بوّابات التفاؤل إسمها “سارة سبير”، محتفلةً بعيد ميلادها 108 في لندن، دون خوف من أرقام كورونا عشرين، ثلاثين، أربعين، أو حتى خمسين، وهي أكبر معمّرة في بريطانيا كانت الحرب العالمية الأولى لحقتها يوماً.
“سارة سبير” المولودة في إيرلندا عام 1913 بمعايشة الحرب العالمية الأولى خمس سنوات، نقول لها: “نحن الخمسينيون والستّينيون والسّبعينيون أيضاً سُئمنا من طبول الحروب يا “سارة”.. واليوم نحلم بطبقٍ من ذهب يأتينا وعليه تمثالُ (لا حرب عالمية ثالثة في الطريق) هذا هو كلٌّ حلمنا، إن تحقّق فلقد تحقّقت كل الأحلام، وسنخرج من هذه الأزمة الخانقة بسلاسل كورونا كلها.
– حوادث الطرق: 393479– فيروس نقص المناعة “الإيدز”: 240950– كحول: 557471– التدخين: 816498
– 14 % متوسطة– 5 % حالات حرجةوبذات المقارنة فإن وفيات سارس كان بمعدل 10٪، وإنفلونزا الخنازير 28٪، بينما Covid-19 لم تتجاوز حالاته الحرجة 5% فقط، والوفيات 2% فقط!إذن، هل كوفيد- 19 رقمه لُغزٌ خطير؟أو الأخطر منه برقمه الأعلى كوفيد- 20 واسمه (الخوف والهلع)!وفي الختام، في عُنقي للقارئ دَينٌ، أن أكشف له عن (الأشقر والأصفر) على أرض الألغاز، فأستميحه عذراً لنتركه وقتياً إلى اليوم الموعود بالحرب العالمية الثالثة لاقدّر الله..