بسم الله الرحمن الرحيم
الإدارة المستدامة للأراضي الزراعية بإستخدام نظم المعلومات الجغرافية
زمن القراءة: 5 دقائق
عندما تجتمع قراءتنا في القرآن الكريم عن الثروة المائية مع الثروة المعدنية في بعض الآيات العظيمة (جزء من كل)، فنقرأ قول الله سبحانه وتعالى في الثروة المائية: ” هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10).” سورة النحل10، وقول الله سبحانه وتعالى في الثروة المعدنية: “وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ..” سورة الحديد25، يمكننا أن نفكر كيف نعبد الله سبحانه وتعالى بهذه الثروات الهائلة من خلال حسن البحث عنها، وحسن إستخدامها، وحسن أداء حقوقها وواجباتها، وحسن شكرها لله تعالى بناءا على دورنا الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى له.
فإذا أردنا الجمع بين أفضل إستفادة من هاتين الثروتين، قد نفكر في هدف أننا نحتاج ضبط إستخدام مياه الري (على سبيل المثال) في الأراضي الزراعية بحيث نستفيد من كل قطرة منها، ومع نظرة للتكنولوجيا حولنا سنجد أدوات محوسبة تيسر لنا القيام بمثل هذا الهدف. فنجمع بين استخدام ثروتين المائية والمعدنية للوصول إلى هدفنا الذي نصبو إليه.
ذلك لأن الحاسب الإلكتروني وعلومه سخره الله سبحانه وتعالى للإنسان بكل مكوناته وتقنيات صنعه بحيث يوفر معلومات حول المساحات المتسعة من الحياة، سواء كانت هذه المساحات تخص الإنسان بطبائعه المختلفة، أو تخص الأرض بمكوناتها والمواد التي تتفاعل معها، أو تخص الهواء والماء بما فيهما من عناصر ومحتويات.
في بحث نشر في المجلة الدولية لعلوم البيانات العمرانية وعلوم الأرض بواسطة بيندو بهات، وجاناك ب. جوشي، ذكر الباحثون أنه تبرز الحاجة لدراسة استخدام المياه في الهند خاصة مع زيادة عدد السكان وزيادة الطلب على الغذاء، حيث يسعون إلى زيادة الإنتاج الغذائي بنسبة تزيد عن 50% في العقدين القادمين ما يعني الوصول إلى هدف الزراعة المستدامة والذي يتطلب دور مهم للمياه.
حيث يعبر مصطلح الزراعة المستدامة عن نظام يضم أنشطة تتعلق بإنتاج الحيوان وزراعة النباتات معاً في مكان محدد ليستمر على المدى الطويل، وتضم تلك الأنشطة تلبية احتياجات الإنسان الأساسية كالطعام، تحسين الظروف البيئية والمصادر الطبيعية التي تعتمد على مقومات الاقتصاد الزراعي للاستفادة بأقصى درجة ممكنة من المصادر المختلفة (وفقا لويكيبيديا).
يذكر البحث أن الأراضي المروية تساهم بشكل كبير في الإنتاج الزراعي العالمي والإمدادات الغذائية. وقد أدت فوائد إدارة الري إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية، وزيادة فرص العمل، وتسريع التنمية الزراعية والاقتصادية. وذلك من خلال استخراج المياه من مصدر متاح، وإضافة المياه إلى الحقول التي لم تكن موجودة فيها من قبل أو كانت قليلة، وإدخال طرق وميزات لاستخراج المياه ونقلها والتخلص منها بعد إستخدامها.
إن معرفة جودة مياه الري ضرورية لإستدامة الزراعة، حيث يساهم ذلك في إستدامة الإنتاجية على المدى الطويل لتلبية احتياجات السكان. ومن هنا يتضح أن نظم المعلومات الجغرافية تتمتع بالقدرة على التقاط وتخزين ومعالجة وتحليل واسترجاع معلومات تخص الموارد المتاحة في صورة طبقات متعددة تحدث في الأشكال المكانية وغير المكانية.
علاوة على ذلك، في نظم المعلومات الجغرافية، من الممكن إنشاء وتصور مجموعة من سيناريوهات التطوير والإدارة من خلال المعلومات المدخلة وتغيير المعلمات الرئيسية التي تؤثر على الأهداف المطلوب تحقيقها. وتمتلك نظم المعلومات الجغرافية القدرة على إجراء عمليات البحث المكاني، والتراكبات بين طبقات المعلومات المتاحة، وربط البيانات المكانية بالبيانات غير المكانية، وذلك من أجل توليد معلومات جديدة مفيدة في النهاية.
ويمكن كذلك لتقنية نظم المعلومات الجغرافية مع الصور الأقمار الصناعية الملتقطة للأراضي الزراعية في فترات محددة تحديد مناطق الخطر على أساس الملوحة ومحتوى الصوديوم، حيث يقوم بتخطيط وتحديد وتحليل التغيرات المكانية والزمانية، ونمط جودة مياه الري، خاصة أن جودة المياه لها أثر في زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية المحاصيل والتربة.
فسبحان الله العظيم الذي سَخَّر للإنسان عظيم خلقه بحول الله وقوته.
بقلم: داليا السيد