الصقور والنسور ينتقموا لشهداء عملية الواحات
الكاتب الصحفى / مدحت مكرم
الصقور والنسور ينتقموا لشهداء عملية الواحات
منذ أن رفعت وزارة الداخلية شعار الثأر قبل العزاء، عقب حادث الواحات الإرهابى، وتتوالى ضربات الأجهزة الأمنية للعناصر الإرهابية على مدار الأسبوع الماضى، آخرها تصفية 13 تكفيريًّا، فى اشتباكات بالكيلو 47 بطريق أسيوط ــ الخارجة.
وقالت وزارة الداخلية، فى بيان، إن عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطنى، كشفت عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط ــ الخارجة، واتخاذهم أحد المنازل مأوى مؤقتًا لهم، بعيدًا عن الرصد الأمنى لاستقبال العناصر المستقطبة حديثًا، لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية.
وتابعت: تحركت مأمورية فجر أمس الجمعة، وتم استهداف المزرعة عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، بمشاركة جميع أجهزة الوزارة المعنية، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها؛ فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، ما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على 13 جثة ــ جارٍ العمل على تحديدها ــ يرتدى بعضهم ملابس عسكرية.
واستطردت الوزارة قائلة: كما تم ضبط كمية كبيرة من الأحراز عبارة عن حزامين ناسفين، وسلاح متعدد عيار 7.6254، و7 بنادق آلية عيار 7.6239، وطبنجة حلوان عيار 9 مم طويل، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، ومبلغ 1750 جنيهًا.
وتابعت: كما تم العثور على بعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية، التى جارٍ فحصها.
تضييق الخناق على العناصر الإرهابية فى الصحراء الغربية:
قالت مصادر أمنية، إن القوات تواصل الليل بالنهار لتمشيط الصحراء الغربية، منذ أن أعلنت خطة الثأر لشهداء الشرطة فى حادث الواحات، مضيفة أنه تم تشكيل مأمورية من قطاعى الأمن الوطنى والقوات الخاصة، لتمشيط الامتداد الصحراوى وتوجيه ضربات استباقية للمجموعات الإرهابية المسلحة.
وأضافت المصادر أن القوات شنت عدة هجمات ومداهمات على نطاق صحراء الواحات البحرية والداخلة والفرافرة بمحافظتى الجيزة والوادى الجديد، وأيضًا على نطاق المناطق الجبلية فى محافظات المنيا والفيوم وأسيوط، التى يشتبه لجوء الإرهابيين إليها.
وأشارت المصادر إلى أن التحريات أكدت هروب عدد من العناصر الإرهابية باتجاه طريق الخارجة ــ أسيوط، مؤكدة أن القوات نجحت فى تعقبهم بالتعاون مع قصاصى الأثر، وتم تحديد مكانهم فى منطقة قريبة من الكيلو 47، وقبل وصولهم إلى محافظة الوادى الجديد، تم التجهيز لمأمورية مكبرة من ضباط الأمن الوطنى، مدعمين بالعمليات الخاصة، فضلًا عن توفير الغطاء الجوى من قبل القوات المسلحة، استعدادًا للتدخل الفورى.
وأوضحت المصادر، أن ضباط الحرب الإلكترونية، نجحوا فى تتبع إرهابيى عملية الواحات، مشيرًا إلى تسجيل محادثاتهم الهاتفية، التى حددت أماكن تمركزهم.
وتابعت المصادر الأمنية، أنه مع تزايد هجمات القوات على معاقل التكفيريين فى الواحات، والظهير الصحراوى، على مدار الأسبوع الماضى، حاول الإرهابيون الخروج من نطاق الواحات، والعودة إلى أدراجهم فى الأراضى الليبية، واتخذوا من الوادى الجديد مكانًا للإيواء، لحين الهروب خارج البلاد.
وفى السياق ذاته، أوضحت مصادر بمديرية أمن أسيوط، أن قوات الأمن، بالتنسيق مع الأمن الوطنى، رصدت تحركات الإرهابيين على طريق الخارجة ــ أسيوط.
وأشارت إلى أنه عقب استهداف كمين الخارجة وحادث الواحات، تم التنسيق بين الجهات الأمنية والقوات المسلحة، لتتبع العناصر الإرهابية، خاصة عندما وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى من أحد أصحاب معارض السيارات، تشير إلى قيام إحدى سيارات الدفع الرباعى بالدخول عدة مرات إلى منطقة قريبة من مدينة الخارجة ويشتبه فى كونها تابعة لعناصر تكفيرية.
وأوضحت المصادر، أن العملية تم الإعداد لها على مدار ثلاثة أيام، بعد التأكد من تمركز العناصر التكفيرية بالقرب من الكيلو 47، وتمت الاستعانة بـ7 تشكيلات أمنية وقوات قتالية، بالتنسيق مع القوات المسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن أعمار العناصر الإرهابية تراوحت بين 18 عامًا، و30 عامًا، وتم نقل الجثث وسط إجراءات أمنية مشددة إلى مستشفى أسيوط الجامعى، وإيداعهم بمشرحة المستشفى.
فيما دفع مرفق إسعاف الوادى الجديد بـ20 سيارة إسعاف، إلى موقع الحادث، ودفع مرفق إسعاف أسيوط بـ15 سيارة، للمساهمة فى نقل المصابين والجثث.
فيما رفعت مديرية أمن الجيزة، درجات الاستعداد بنطاق المحافظة على طريق الواحات لتضييق الخناق على العناصر المسلحة، ومنع تسللهم إلى أى أماكن أخرى.
وقال مصدر أمنى، إن قوات ضخمة من مديريتى أمن الفيوم، والمنيا، توجهت لتعزيز الأمن بمنطقة الواحات، وأسيوط ومحاصرة جميع الطرق والحدود، لملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة من الاشتباكات، التى وقعت مع قوات الأمن.
وأضاف المصدر أن القوات تُجرى عمليات تمشيط واسعة، بجميع الطرق والمناطق الصحراوية، كما تعمل على مداهمة البؤر والأوكار الإرهابية، وتوسيع دائرة الاشتباه لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية.
النيابة تطلب تحديد هوية الإرهابيين:
انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الاشتباكات، التى تمت بين الداخلية والإرهابيين بالكيلو 47 بطريق الواحات.
وانتدبت النيابة فريقًا من الطب الشرعى، والأدلة الجنائية لرفع بصمات الإرهابيين، والتحفظ على الأسلحة المضبوطة وإرسالها إلى الأدلة الجنائية، لكتابة تقرير وافٍ بها.
وتحفظت النيابة على موقع الحادث، وتمت مناظرة الجثامين الـ13 وندب الطب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى عليهم وتحديد أسباب الوفاة وطبيعتها، وكذا التحفظ على بعض الملابس العسكرية، والأسلحة المضبوطة وبعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية التى تم إرسالها إلى المعمل الجنائى، لكتابة تقرير وافٍ بها ومفصل عن نوعية الأسلحة لضمها إلى التحقيقات.
من جانبها، كشفت مصادر أمنية، عن أنه سيتم أخذ عينات DNA من جثث الإرهابيين المتحفظ عليها، لمقارنتها بالعينات الموجودة بقاعدة البصمة الوراثية بنك DNA، وكذلك مطابقة صورهم بسجلات التكفيريين الموجودة لدى الأجهزة الأمنية، لسرعة التعرف عليهم.
فيما طلبت النيابة من الأمن الوطنى وجهات البحث المختصة، كتابة تقرير وافٍ عن العملية، بإجراء التحريات الفورية وتحديد علاقة المتهمين بخلية الواحات.
4 تنظيمات متطرفة فى الوادى الجديد:
بعد تضييق الخناق على العناصر الإرهابية فى سيناء، بدأت تتخذ من غرب البلاد مأوى لها، لتلقى التدريبات وإعادة تنظيم صفوفهم.
وهنا نرصد 4 تنظيمات إرهابية انتقلت إلى الوادى الجديد، وهى: أنصار الشريعة، الصحوة -المواليان لداعش- حسم، وتنظيم ولاية سيناء.
تأتى البداية عندما خططت جماعة أنصار الشريعة الليبية، لشن عمليات إرهابية فى الداخل المصرى، كان أبرزها استهداف كمين الكيلو 100 فى واحة الفرافرة عام 2014، الذى أسفر عن استشهاد 5 جنود وضابط من القوات المسلحة، وأعلنت وقتها جماعة أنصار الشريعة مسئوليتها عن الحادث.
بعدها شن تنظيم داعش الإرهابى، هجومًا على كمين الكيلو 100 بالفرافرة للمرة الثانية، بعد أقل من عام، بينما نفذت حسم الإرهابية يوم 16 يناير 2017، الهجوم الغاشم على كمين النقب الحدودى بطريق الخارجة ــ أسيوط بمنطقة الكيلو 65 وأسفر عن استشهاد 8 من رجال الشرطة.
بينما شهد شهر سبتمبر الماضى، أول ظهور لتنظيم ولاية سيناء، وذلك عندما رصدت قوات الأمن تحركات ثلاثة أشخاص يشتبه فى انتمائهم لجماعات إرهابية فى المنطقة الواقعة بواحة الفرافرة ومركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط، وباستهدافهم فجر أحدهم نفسه، فيما فر اثنان آخران تمت تصفيتهما بعد ذلك.
وبالكشف عن هويتهم تبين أن الثلاثة مطلوبون على ذمة قضايا، منها الانضمام إلى ولاية سيناء، كما أنهم كانوا فى طريقهم لتنفيذ مخطط إرهابى يستهدف إحدى الكنائس وقسم شرطة مركز الفرافرة.