ماكرون يدعو ألمانيا إلى “استراتيجية أوروبية” في مواجهة أسعار الطاقة
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ألمانيا إلى “استراتيجية أوروبية” في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، محذّراً من “إخلال بالتوازن” على صعيد التنافس، بسبب خطة برلين الضخمة التي أقرتها لمساعدة الأسر والأفراد.
وقال في مقابلة مع صحيفة “ليزيكو”، نشرت، الاثنين: “لا يمكننا أن نمضي قدماً بسياسات وطنية، لأن هذا الأمر يتسبب في إخلال بالتوازن في القارة الأوروبية”.
وأضاف: “قارتنا أوروبا وعلى غرار ما حدث إبان أزمة كورونا أمام لحظة حقيقة، علينا أن نتحرّك بوحدة صف وتضامن”.
وأشار ماكرون إلى أن “ألمانيا تمر بلحظة تغيير لنموذجها، يجب ألا نقلل من أهمية طابع اللحظة المزعزع للاستقرار”.
وتابع: “إذا أردنا أن نكون متسقين، يجب ألا نتبنى استراتيجيات وطنية بل استراتيجية أوروبية”.
وأعرب ماكرون عن ثقته “في قوة الشراكة الفرنسية-الألمانية وقدرة البلدين معاً على وضع استراتيجية طموحة موضع تطبيق”، مشدداً على “ضرورة وجود تضامن أوروبي تجاه ألمانيا”، لافتاً إلى أنه “من الطبيعي أن يكون هناك تضامن ألماني تجاه أوروبا”.
وسيسعى قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمّة ستُعقد في بروكسل يومي الخميس والجمعة، إلى وضع آلية موحدة لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعاني ألمانيا، الاقتصاد الأول في أوروبا، بشكل خاص من ارتفاع أسعار الغاز المرتبط بتوقّف الإمدادات الروسية، لا سيما أنّ القطاع الصناعي الألماني القوي كان مستهلِكاً رئيسياً لها.
“نهج أحادي”
وتواجه حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز، اتهامات باتباع “نهج أحادي” بإعدادها خطة مساعدة بموارد مالية قدرها 200 مليار يورو لدعم الأسر والشركات، وتتعرّض لضغوط يمارسها عدد من الشركاء في الاتحاد الأوروبي لإبداء مزيد من “التضامن الأوروبي”.
وكان شولتز اعترف بأن خفض الأسعار “لن ينجح عبر الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها ألمانيا أو حتى الاتحاد الأوروبي بأكمله”، وذلك في الوقت الذي تتعرّض فيه بلاده لانتقادات من قبل شركائها الأوروبيين لعملها بشكل أحادي على مواجهة التضخّم.
وأعلن شولتز أنه حدد هدفاً يجعل المسؤولية المتبادلة موضوعاً في جميع المناقشات الدولية، على سبيل المثال خلال النقاشات التي تجري في إطار مجموعة السبع، وتحويلها إلى موضوع في إطار الاتحاد الأوروبي أيضاً”.
واعتبر المستشار الألماني أنه من الضروري “تنظيم تعاون بين الدول المستوردة للطاقة، وهذا ينطبق على أوروبا وأيضاً على اليابان وكوريا”.
ومن ضمن مجموعة السبع، تتحمّل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا العبء الأكبر بسبب ارتفاع الأسعار، في حين تعدّ الولايات المتحدة وكندا من منتجي الطاقة الرئيسيين.
وكانت الحكومة الألمانية كشفت عن خطة بمليارات الدولارات لتخفيف الأعباء المالية للأُسر، وسط تراجع إمدادات الغاز الروسي وارتفاع فواتير الطاقة، مشيرة إلى أنها تدرس تمويلها من خلال استخدام جزء من أرباح استثنائية حققتها شركات الطاقة.
ويشعر الألمان والشركات الألمانية بعبء ارتفاع أسعار الطاقة، وسط مساعي أكبر اقتصاد في أوروبا إلى وقف الاعتماد على الإمدادات الروسية في أعقاب غزو أوكرانيا.
وستضمن التدابير السريعة أن تكون ألمانيا “قادرة على مواجهة هذا الشتاء”، حسبما أعلن شولتز.