الـمـاء فــاض زلالاً بقلم مصطفى سبته
الـمـاء فــاض زلالاً بقلم مصطفى سبته
رسول الرضا قد أثقلتني جنايةٌ
وما ثَمَّ جـاهٌ غير جاهـك يُطلَبُ
فإنّك بـاب الله للعفـو والـرضـا
وليس لعـاصٍ دون بابك مهربُ
ألم يُرضك الرحمن في الضحى
وما بعدها إذ كنت أنت المقرَّبُ
وناداك مذ أدناك حـدِّث بنعمتي
وحاشـاك ترضى وفينـا مُعـذّب
جَـرَتْ إليـكَ رسـولَ اللهِ أشـواقي
نَهْرًا مِن الحبِّ دمعًا مِلءَ أحداقي
صلَّىٰ عليكَ إلَٰـهـي مـا سـرىٰ قـمَـرٌ
في اللَّيلِ أو شَعَّ نـورٌ وَقتَ إشراقِ
صفه لي يا مَن رأيت الحِـبَّ ليـلا
إن عيـنـى تـشتهـى ذاك الجـمـالا
صِـف جميلا كامـلا خَلقا وخُلقا
مٍن جمـال الذات قد حـاز الكمالا
صف مليحا طرفه أسبى العوالم
صف وجيها وجهه حاز الكمالا
صِـف نبيـا قـد أتى مِن قبل آدم
جَـلَّ مَـن سـواه ليس له مثـالا
أبصرت عينـاك طلعة مصطفانا
قل بربك كيف أدركـت الوصالا
كم أنـادى يا أبا الزهـراء أقبِـل
كم أنـادى يا أبا الزهـرا تعـالـى
صحت واشوقاه وجـدا يا حبيبى
إن عيني تشتهي ذاك الجـمـالا
الـمـاء فــاض زلالاً مِـن أصـابـعـه
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب
والظـبـي أقـبَـل بالشكوى يخاطبه
والصخر قدصارمنه الماءينسكب
مـحـمـد زيـنـة الـدنـيـا وبهـجتـهـا
فاضت على الناس والدنيا عطاياه
مـحـمـدرحـمـة الـرحـمـن نفـحـتـه
محمد كـم حـلا فـي اللـفـظ معـناه
المصطفى المجتبى المحمود سيرته
حـبـيـب ربـك يـهـوانـا و نـهــواه
نــور الـوجـود ووافــي بـالعـهـود
لـولاه مـا ازدانـت الأكــوان لــولاه
فـجــر الأنـام و مصبـاح الظــلام
أدنــاه خــالـقــه مِـنـه ونــاجــاه
طـفـل يتيم أتى الدنيا فأنقذهـا
مِـن الضـلال فـلا مال ولا جــاه
طفـل يتيم أتى الـدنيـا فحـرّرها
مِـن الجـحود وكـان المُـلـهـم الله
يهدي إلى الـرشـد والأيـام شـاهـدة
ماخاب في دعوة الإصلاح مَسعـاه
يا مَن تقول الشعر في خير الورى
المسـك مـن عـرق الـنبي تعـطــرا
فـإذا ذكـرت مـحـمــدا بـقصـيـدةٍ
فـرح الـقصـيـد بأحـمـد وتبختـرا
قمـرٌ أضـاء الكـون وجـه مـحـمـدٍ
سِـرٌ مـن الرحـمـن فينا قـد سـرى
عَـلـمٌ أزاح الجـهـل عند حضـوره
تبـيان عِـلـم بـان فـي أم الـقــرى
يا خـيــر خـلـق الله إنــي مرهـف
والشعر في وصف الجمال تحيرا
إن لـم يـكـن قلـبي عليك يـذوب
فـهـذا قـلـب فـي هــواك كـذوب
لِمَا لا يـذوب القلب فيك تشوقـا
وأنت الذي فيك الصخور تذوب
أي فـؤاد لـم يـذوب فيك لـوعـة
فذاك فؤاد عليه النائبات تـؤوب
وأى قلـوب لـم تصـافـيك ودهـا
فـتـلـك قـلـوب مـا لـهـن قـلـوب
وأي عـيـون لم تُـرِق فيك دمعها
فـتـلـك عـيـون كـلـهـن عـيــوب
أنت جمـال العارفيـن ونـورهـم
إذا غبت لا شـك الجمـال يغيب
أبلى اشتياقي إليكَ الروح يا أملي
فعبّـر الحـبُ عَـن حـالـي بغير فـمِ
و بي من البينِ ما لو كان في جَبلٍ
لانـهـدَّ منـه فــ يا حزنـي و يا ألمي
و لا أقـولُ سيـأتي طيـفُ موعدنـا
لكـن أقـولُ أتـى بالـروحِ و الـنَسـمِ
يا راحةَ القلب قلبي قد أتـاكَ هـوىً
أنـا فـداكِ فـضـمَّ الــرُوحَ و اسـتلـمِ
هذا زمـانـُكَ يا مُحب المصطفـى
افـرح وغَـنِّ الحِـبَّ يـومَ المـولـدِ
رنّــم على أذن الـزمــان وأنـشــدِ
قف بالمدينة في الملاذ الأحمدي
هـذا مقـام المجـد بـيـت السُـؤددِ
كـرّم لأجـل المُـصـطـفى مـيـلادَهُ
وارقـب بكـل محـبـةٍ مـيـعـادَه
هَـجـر المتـيّـمُ بالحبيـب وِسـادَهُ
مَـن هـام عَـمَّـرَ بالغرام فـؤادَه
حتى يطـيـبَ لـه صـفـاءُ المـورِدِ
خفـقـاتُ قلبِ المُستهـامِ هُيـامُـه
تـمـضـي علـى أمـل اللـقـا أيـامُـه