العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الإسلام وحقوق البشرية بقلم / محمـــد الدكـــروري

0

الإسلام وحقوق البشرية بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد جاءت الشريعة الإسلامية لتدافع عن الحق وأن تعطي كل ذي حق حقه، دون تفريط أو تقصير، وتصل حقوق الإنسان في الإسلام إلى أوج عظمتها فيما يتعلق بحقوق المدنيين والأسرى أثناء الحروب، فالشأن في الحروب أنها يغلب عليها روح الانتقام والتنكيل، لا روح الإنسانية والرحمة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضع لقادة الجيوش منهجا إنسانيا تحكمه الرحمة، فينهى عن قتل من لا شأن لهم في القتال كالأطفال، والنساء والشيوخ والعجزة وعبّاد الصوامع، فيقول صلى الله عليه وسلم “لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع” رواه احمد، والبزار، والطبراني، وجاء في رواية أخرى “لا تقتلوا وليدا، ولا امرأة، ولا شيخا” وقال صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة “ألا لا يجهزن على جريح، ولا يتبعن مدبر، ولا يقتلن أسير، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن”
وكان صلى الله عليه وسلم يوصى أصحابه بالأسرى، ويحضهم على إكرامهم، وحسن معاملتهم، فأين هذه الأخلاق السامية من حروب اليوم؟ التي تشن ضد المسلمين، ويذهب ضحاياها الأطفال والنساء والشيوخ؟ وإن الحق الثاني للإنسان هو المحافظة على نفسه وذلك بتحريم قتله بغير حق، وتشريع الجزاء الرادع ضد قاتله بالقصاص وهو قتل القاتل بغير حق كما شرعه الله سبحانه وأنزل به القرآن فقال تعالى فى سورة البقرة ” ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون” وذلك لأن السبيل الوحيد لحقن الدماء هو قتل القاتل لأن من تحدثه نفسه بالقتل إذا علم أنه سوف يقتل كفّ عن القتل فسلم خصمه من عدوانه عليه بالقتل وسلم هو من القصاص، ولهذا سمى الله قتل القاتل حياة، أمّا عقابه بالسجن يأكل فيه ويشرب ويلهو حتى تنتهي محكوميته فإنه تشجيع له على معاودة القتل.
وتشجيع للآخرين على ارتكاب هذه الجريمة، وكما حرم الله قتل الغير بغير حق فقد حرم الانتحار وتوعد الله قاتل نفسه بالنار يوم القيامة، ولم يقف إهدار دم الإنسان في أنظمة الغرب ومن على نهجهم، على إلغاء القصاص فحسب بل تجاوزت تلك الدول الكبرى التي جعلت لنفسها حق الفيتو فاستباحت احتلال الشعوب بالقوة واستباحت دماء الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال بهدم بيوتهم عليهم كما فعلت الشيوعية بالمسلمين والتي لم تكتفى بقتلهم الجماعي بل حرمت عليهم أداء شعائر الإسلام وفي مقدمتها الصلاة منعوهم منها وهدموا المساجد على المصلين وحولوها إلى مستودعات ومطاعم وغيرها، وإن من حقوق الإنسان هو المحافظة على عقله، فقد حماه الإسلام بتحريم شرب الخمر وغيره من المسكرات والمخدرات، بل أكد هذا التحريم بتشريع جلد السكران أربعين جلدة كلما سكر.
فإذا لم ينتهى فللقاضي أن يزيد في عقابه بما يردعه، أما النظام الديمقراطي فقد سمح بتقديم الخمر على موائد الطعام في الحفلات والبيوت والمطاعم رغم علمهم أن الخمر أم الخبائث يترتب على السكر بها القتل وهتك الأعراض وإضاعة المال، فقال الله سبحانه وتعالى محرما شرب الخمر وتناول جميع المخدرات ومحذرا الوقوع في شيء منها لما يترتب عليها من تدمير عقله وجسمه وماله وأسرته ومجتمعه، فقال تعالى فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” ولما أنزل الله سبحانه وتعالى هاتين الآيتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قرأهما على أصحابه وكانوا يشربون الخمر في الجاهلية قبل الإسلام وكانوا مدمنين عليها فما كان منهم لما سمعوا هذا النهي من الله تعالى إلا أن قالوا انتهينا،انتهينا، وأراقوا دنان الخمر في الأسواق حتى جرت كالماء ولم يشربوا بعدها أبدا، وهكذا يترك المدمنون وأصحاب العادات السيئة ما هم عليه من الكفر وسيء العادات إذا دخلوا في الإسلام وتابوا إلى الله تعالى صادقين تركا جازما بلا تردد ولا تدرج.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد